تحت عنوان "أسماء الأسد: من وردة الصحراء إلى السيدة الأولى للجحيم"، نشرت صحيفة الجارديان البريطانية مقالا تعكس فيه الأسباب التى دفعت سيدة سوريا الأولى إلى التحدث إلى الإعلام بعد حوالى ثمانى سنوات من الصمت الإعلامى.
وأجرت أسماء الأسد حوارا الأسبوع الماضى أعربت عن شعورها بالحزن والألم عندما قابلت جرحى وأرامل الحرب الأهلية الضارية فى بلدها، ووفقا للصحيفة فإن الرئيس السورى بشار الأسد لا يزال يلقى وابلا من القنابل ضد مدنيين بلاده، الأمر الذى لم يتطرق إليه مراسل قناة روسيا 24 فى حواره مع زوجة الأسد على الرغم من وجود اعتراف غير مسبق عن مدى معاناة جانبى هذا الصراع.
ولكن بدلا من ذلك، فقد وجهت إليها المحاورة سؤالا عما إذا كان الإعلام الغربى لا يزال يشن انتقادات ضد عائلة الأسد بدلا من التركيز على أعمالها الخيرية، كان ردها "يمكنك أن توجه هذا السؤال إليهم".
فمن جانبه، رأى ديفيد ليش، أستاذ تاريخ فى جامعة ترينتي فى مدينة سان أنطونيو بولاية تكساس، وصاحب كتاب "سوريا: سقوط عرين الأسد" أن قرار أسماء فى الظهور إلى الإعلام يعد علامة من الثقة، تشير إلى أنهم يرون أنفسهم هم الفائزون، مضيفا أن لقائها محاولة لتقول إن هناك استقرارا، وأنهم يحكمون سيطرتهم على البلاد.
وتقول الصحيفة، إنه على عكس زوجها، فإن أسماء الأسد لم تتربَ فى قصر لدكتاتور متوحش بل تربت فى منزل بحى أكتون بلندن، وهى ابنة لطبيب قلب سورى بريطانى، التحقت بإحدى مدارس كنيسة أنجلترا إذ كان ينادوها زميلاتها باسم إيما، ودرست اللغة الفرنسية والحوسبة فى كلية كينجز فى لندن، وبعدها بفترة قصيرة عملت مصرفية فى إحدى بنوك نيويورك.
وتابعت الصحيفة أنها التقتت بالرئيس السورى بشار الأسد عندما كان يدرس طب العيون فى لندن، وتوطدت علاقتهما فى 2000، وتزوجا فى السر بعدها بعام وكانت تناهز 25 من عمرها، وأشهر زواجهما بعد أن تولى بشار الحكم عقب وفاة والده حسين الأسد.
وخلال السنوات الأولى على الأقل فى فترة حكم بشار،الطبيب الذى تلقى تعليمه على يد الغرب وهو برفقة زوجته البريطانية، كان هناك آمال كبيرة أن تشهد سوريا مزيدا من الانفتاح والحرية، بعد سنوات من الدكتاتورية( إشارة إلى فترة حكم حسين الأسد).
وعلى الرغم من إجراء مجلة "فوج" الأمريكية حوارا مع أسماء الأسد ناعة إياها بالسيدة الأولى الأكثر جاذبية، بدأت الشقوق تظهر فى الصورة الخيالية للأسد وعائلتها، وتم نشر المقال بعدها بعام مع بداية شرارة الربيع العربى فى سوريا عندما قامت السلطات السورية بالقبض على مجموعة من الأطفال يتراوح أعمارهم بين 10 الى 15 عاما وتعذبيهم بعد أن كتبوا: "الشعب يريد إسقاط النظام" على حائط مدرستهم فى مدينة درعا.
كما أن مع بداية الصراع الدائر فى سوريا، أثيرت الأسئلة ما إذا كانت أسماء الأسد على دراية بأفعال زوجها، كما أن زوجات سفراء ألمانيا وبريطانيا لدى الأمم المتحدة سجلوا فيديو في 2012 مطالبين إياها أن تطالب بحقن الدماء.
ولكن بعد وقت من الصراع الوحشي، قلت مصداقية إن أسماء لم تعرف شيئا عن أفعال زوجها، بل تعارف أنها تتغاضى عنها، فمن جانبه يقول كريس دويل مدير مجلس تعزيز التفاهم العربي البريطاني إن " بعد خمس سنوات من رؤية مثل هذه المستويات المروعة من المذابح والدمار والتشريد، فإنه من الصعب أن نصدق أنها وغيرها من رأس النظام ليسوا على علم تام بما يجري".
وكانت صحيفة الجارديان قد نشرت رسائل البريد الإلكتروني المسربة من الحسابات الخاصة للزوجين التي أظهرت أنها كانت تنفق مبالغ طائلة على شراء المجوهرات باهظة الثمن، والديكور الداخلي والملابس، في الوقت الذي تقصف القنابل السوريين الفقراء.
وتوضح الرسائل المسربة أيضا قرب العلاقة بين الزوجين، إذ تداول مستخدمو فيس بوك صورا ورسالة لأسماء وهى تكتب لزوجها "إذا كنا أقوياء معا، فسوف نتغلب على هذا معا ... أحبك."
وأضافت الجارديان أن هناك مناطق في دمشق التي تسيطر عليها الحكومة حتى بعد خمس سنوات من الصراع المدمر، يمكن للأثرياء أن يعيشوا فيها حياة طبيعية نسبيا. وعلى الرغم من أن قصر الرئاسة الواسع لا يزال قائما أعلى قمة في التل ولم يطوله التدمير، فإن العديد من سكان دمشق يعتقدون أن الزوجين وأطفالهما الثلاثة (حافظ، 14 عاما، زين، 12 عاما، وكريم، 11 عاما) في منزل تحت حراسة مشددة في منطقة مليئة بالأشجار في حي المالكي.
وتشير الصحيفة إلى أن أسماء الأسد ترافق أبناءها الثلاثة للذهاب إلى مدرستهم كل صباح، كما أن حافظ بدأ أن يظهر في الأنشطة الشبابية بجانب والدته.
ويقول مصدر رفض للصحيفة إن "هناك استياء كبيرا حتى بين العلويين تجاه عائلة الأسد...لأنهم (العلويون) يشعرون بأنهم يدفعون الثمن، حتى تسمع في القرى العلوية يقولون القبور لنا والقصور لهم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة