* إفرايم هليفى: توجيه ضربة استباقية ضد المصريين كان سيفقدنا دعم واشنطن
* صاروخ "ساجر" الروسى صد أكثر من 800 دبابة إسرائيلية وشل تحركاتها
* منظومة الدفاع الجوى المصرى تفوقت على المقاتلات الاسرائيلية.. وتل أبيب لم يكن لديها امكانيات الرد عليها
* السلاح السوفيتى اثبت تفوقه على السلاح الامريكى رغم تطوره
* الأمريكان بقيادة هنرى كيسنجر سارعوا إلى موسكو لحث الروس على اقناع مصر بوقف الحرب
كشف رئيس جهاز "الموساد" الإسرائيلى الأسبق الجنرال افرايم هليفى، اليوم الخميس، اعترافات ومعلومات لأول مرة عن أسباب هزيمة إسرائيل فى حرب أكتوبر، أكد خلالها أن تقييم تل أبيب الإستراتيجى للحرب كان خاطئا مما تسبب فى الهزيمة.
وقال هليفى، خلال مقال له بصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إنه خلال المراسم الرسمية لتأبين قتلى جنود وضباط الجيش الإسرائيلى خلال "حرب يوم الغفران" – التسمية العبرية لحرب أكتوبر - أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو، تقييم مع المسئولين حول الحرب وتحدث عن فشلين، يعتقد أنهما كانا فى اساس السلوك الفاشل خلال الأيام الأولى لحرب أكتوبر.
وأضاف رئيس الموساد الاسبق البالغ من العمر حوالى 82 عاما، أن الفشل الأول والذى أدى بنسبة كبيرة للهزيمة فى الحرب هو التقييم الاستراتيجى الخاطئ من جانب تل أبيب لنوايا مصر وسوريا والذى رأى بأنهما لا تتجهان نحو الحرب، أما الفشل الثانى، فكان قرار عدم إصدار الأوامر العسكرية بتوجيه "ضربة استباقية" مفاجئة قبل اندلاع الحرب، مشيرا إلى أن الفشل الأول لا يوجد أى جدال فيه، اما بالنسبة للثانى فهناك ما يجب مناقشته.
وقال هليفى، إن الافتراض بأنه كان يمكن تكرار الضربة الجوية المفاجئة التى تم توجيهها فى حرب "الأيام الستة" – التسمية العبرية لحرب 1967 - هو افتراض خاطئ، حيث أن الأسبوع الأول للحرب نجح المصريون والسوريون بإسقاط وتدمير حوالى ثلث القوات الجوية الاسرائيلية، ولا زلنا ننذكر المقولة المثيرة للقشعريرة "الصاروخ احنى جناح الطائرة".
وكشف هليفى أيضا أن الصاروخ الأرضى الروسى الصنع "ساجر" شل حوالى 800 دبابة اسرائيلية وصدهم عن التقدم دخل سيناء، مضيفا: "لقد كانت الطائرات والدبابات فى غالبيتها أمريكية الصنع، والصواريخ كانت من انتاج الاتحاد السوفييتى، وكانت جيوش مصر وسوريا تملك وسائل حماية روسية اثبتت فاعليتها، رغم تطور السلاح الأمريكى.
وأضاف رئيس الموساد الأسبق أنه حتى لو كانت قد نفذت إسرائيل هجوما جويا مفاجئا على المصريين، يمكن الافتراض بأن المصريين والسوريين كانوا سينجحون بإسقاط عدد كبير من الطائرات الإسرائيلية لأنه فى ذلك اليوم لم تملك تل أبيب الرد على منظومة صواريخ الأرض – جو الروسية التى كانت بحوزة مصر حينذاك.
وقال هليفى: "إلى جانب المعايير العسكرية الظاهرة، يجب أن تأخذ إسرائيل فى الاعتبار بأن فتح المعركة بمبادرة إسرائيلية كان سيصعب جدا الجهود لتجنيد الولايات المتحدة إلى جانبها، فلقد كانت بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية تفاهمات والتزامات متبادلة على مستويات استراتيجية، تم بلورتها فى السنوات التى سبقت حرب أكتوبر".
وأضاف رئيس الموساد الأسبق: "إنه كان من ضمن التفاهمات بين تل أبيب وواشنطن أن لن تفاجئ إسرئايل الولايات المتحدة بالمبادرة الى الحرب، ولكن مفاجأة واشنطن فى يوم الغفران والخروج للحرب، بينما واصلت اسرائيل خلال الأيام التى سبقت ذلك التقدير الراسخ بأن كل الخطوات العربية لن تقود الى الحرب – لم يكن مجرد خطوة تفتقد الى المنطق، وانما مخاطرة كانت ستجعل واشنطن ستراقب من الجانب على أن تخاطر بغضب العالم العربى لكونها تتماثل مع المعتدى".
وقال هليفى: "حتى فى هذه الحالة وهى بدأ مصر للحرب لم تسارع الادارة الأمريكية الى مساعدة إسرائيل، فلقد احتاجت واشنطن إلى عدة أيام ليس فقط من أجل تقييم الخيارات المفتوحة، وانما، أيضا، لفهم مدى تضرر قدرة إسرائيل على مواصلة الحرب".
وأضاف المسئول الأمنى الإسرائيلى الأسبق: "إن التقديرات كانت تشير إلى أن وزير الدفاع موشيه ديان فكر جديا بالموافقة على وقف اطلاق النار فى اليوم السادس للحرب، وأثار لدى عدة شخصيات سياسية امريكية افكار التحدث مع الروس فى سبيل انهاء الحرب فى وضع من التعادل، لكن الحقيقة أن وزير الخارجية الأمريكى هنرى كيسنجر سارع الى موسكو من اجل التحدث مع الكريملين وحث المصريين على وقف إطلاق النار".
وقال هليفى: "لقد اجرت القوتين العظميين محادثات على مستويات عالية مرتين فى صراعنا مع مصر، فى عام 1956، فى خضم الحرب الباردة، فى الأيام التى كانت فيها الدبابات الروسية تجوب شوارع بودابست وتقمع التمرد الهنجارى بشكل دموى، انضم قادة روسيا والولايات المتحدة الى خطوة مشتركة وناجحة أجبرت إسرائيل على الانسحاب من كل المناطق التى احتلتها فى سيناء وغزة، وفى حرب 1973، ايضا، تحدث قادة القوتين العظميين، وفقط بفضل رئيسة الحكومة الإسرائيلية جولدا مئير، تم منع وضع تنتهى فيه الحرب كما انتهت حرب سيناء (العدوان الثلاثى) بانتصار عسكرى وهزيمة سياسية"، على حد قوله..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة