أجرت القوات المسلحة تجربة من شأنها تأكيد قدرة الأجهزة المعنية بالدولة على التخطيط والتنسيق والعمل المشترك، لتأمين الجبهة الداخلية ومواجهة الكوارث والحوادث الجسيمة، حيث نفذ مركز البحث والإنقاذ الرئيسى للقوات المسلحة التجربة العملية "مصر 3"، والتى تتمثل فى إنقاذ ركاب مركب هجرة غير شرعية بعد تعرضها للغرق قبالة سواحل بورسعيد، بمشاركة وحدات من القوات المسلحة والعديد من الوزارات والهيئات والأجهزة المعنية بالدولة.
ويعود إنشاء مركز البحث والإنقاذ بالقاهرة إلى عام 1952 لخدمة منطقة الشرق الأوسط، كمركز فرعى يتبع المركز الرئيسى بالمملكة المتحدة، وفى عام 1968 صدرت أول تعليمـات تـنـظـيـمـية لأعمـال البحث والإنقاذ مـن القوات الجويـة، أعقبة صدور قانون الطيران المدنى رقم 28 والخاص بتقديم خدمة البحث والإنقاذ بجمهورية مصر العربية عــام 1981، وصدور القرار الجمهورى رقم 300 عام 1983 بشأن إنشاء مركز البحث والإنقاذ التابـع لـوزارة الدفــاع.
ويتبع مركز البحث والإنقاذ الرئيسى للقوات المسلحة بألماظة ستة مراكز فرعية، موزعة على كافة الاتجاهات الاستراتيجية للدولة بمناطق مرسى مطروح وبرج العرب والعريش والغردقة والأقصر وبرنيس، كما يجرى حالياً إنشاء مركز فرعى بمنطقة شرق العوينات، لتغطية وتقديم جميع الخدمات بكافة أنحاء الجمهورية.
ويعمل مركز البحث والإنقاذ على مدار الـ24 ساعة يومياً، حيث تقوم أطقم البحث والإنقاذ المدربة على تلقى كافة البلاغات وإشارات الاستغاثة وتحليلها والتعامل معها فور تأكيدها، ويتم العمل بالمركز وفقاً للمعايير العالمية فى تطبيق القوانين والمراجع الدولية المنظمة لعمليات البحث والإنقاذ على مستوى العالم.
ويقوم مركز البحث والإنقاذ الرئيسى للقوات المسلحة بالتدخل الفورى، حال تلقى بلاغات تتعلق بتعرض أى إنسان للخطر دون تمييز للجنسية، والوصول إلى المناطق المنعزلة، براً وبحراً، والتى يصعب الوصول إليها، بينما تقع مسئولية الأماكن المأهولة بالسكان تحت اختصاص جهات أخرى بالدولة.
كما يستعين المركز بكافة وسائل وإمكانيات الدولة، بالتنسيق مع الوزارات والهيئات والإدارات والشركات، لتقديم خدمة سريعة وفعالة فى إطار الخطة القومية للبحث والإنقاذ بالدولة.
كما يقدم المركز العديد من الخدمات فور طلبها من الأفراد والشركات والهيئات الحكومية وغير الحكومية المصرية والأجنبية، كخدمات البحث عن الأفراد والمركبات بواسطة الطائرات والدوريات وقصاصى الأثر فور تلقى البلاغات.
وينفذ المركز أعمال البحث عن السفن المفقودة فى البحار أو حال تعرضها لأى نوع من المخاطر والبحث عن الطائرات فى حالات فقد الاتصال أو الاختفاء من على شاشات الرادار أو تلقى بلاغ مباشر أو إشارة استغاثة لتعرضها لأى نوع من أنواع المخاطر، بالتعاون مع الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، وكذلك الاشتراك فى أعمال إنقاذ الأفراد فى المناطق النائية والبحار وأسطح السفن، والذى يتم بواسطة أطقم مدربة ومعدات متقدمة لضمان أقصى معدلات التأمين والسلامة للأفراد، كما يقدم المركز خدمات الإخلاء الطبى والإسعاف الطائر لإخلاء المصابين من كافة المناطق التى يصعب الوصول إليها مع تقديم كافة الإسعافات الطبية الأولية، تمهيداً لنقلهم إلى أقرب مستشفى، وكذلك خدمات إخلاء الحالات الطبية المختلفة فى حالة إمكانية نقلها طبياً (طبقاً لتقرير طبى من الطبيب والمستشفى المعالج)، سواء داخل أو خارج البلاد، ويكون الإخلاء الطبى من مطار إلى آخر.
ويتم تدريب الأفراد والأطقم بمركز البحث والإنقاذ الرئيسى للقوات المسلحة على أعمال الإنقاذ البحرى والجوى، بواسطة أحدث المعدات العالمية فى هذا المجال، وكذلك عقد تدريبات بالاشتراك مع جميع أفرع القوات المسلحة ووحدات الصاعقة والمظلات للتنسيق والتدريب على سرعة الوصول إلى المناطق النائية والوعرة فى أقل وقت ممكن، وتنفيذ المهام الرئيسية على كافة الاتجاهات الاستراتجية للدولة، وكذلك التدريب على أعمال القفز الحر فى المياه لالتقاط الأشخاص والمصابين بالتنسيق مع القوات البحرية.
كما يتم التدريب العملى بالطائرات على أعمال البحث والإنقاذ وتنشيط محطات مراقبة حركة السفن (VTS ) بالبحر الأحمر، واستقبال إشارات الاستغاثة، نهاراً وليلاً، باستخدام جميع الترددات ( VHF - UHF - HF ) وكذلك الاهتمام برفع مستوى اللياقة البدنية لكافة الأفراد العاملة بمجال البحث والإنقاذ بالمركز.
ويتم التنسيق دورياً مع كافة الوزارات والهيئات والإدارات، بعقد اللجنة القومية للبحث والإنقاذ مرتين كل عام، للمشاركة فى إدارة الأحداث على مستوى الدولة، والتأكيد على دور ومهام كل جهة لتقليل زمن الاستجابة للحدث وزيادة سرعة رد الفعل للوصول إلى أعلى معدلات الأداء فى إدارة الأزمات.
كما يعقد المركز دورة "إدارة عمليات البحث والإنقاذ" فى شهر فبراير من كل عام للوزارات والجهات المختصة، للتدريب على مهام البحث والإنقاذ والأرصاد الجوية ومعدات النجاة والإسعافات الأولية والملاحة البرية والجوية وتخطيط وإدارة طرق البحث والإنقاذ والاتصالات وإدارة الأزمات والكوارث.
كما يتم تنفيذ العديد من التجارب للتدريب على السيناريوهات المختلفة، فى إطار الخطة القومية للبحث والإنقاذ "مصر1، مصر2، ومصر 3....) لتدريب العاملين بالوزارات والجهات المعنية بالدولة على أنسب أسلوب لتقديم خدمة البحث والإنقاذ، فضلاً عن المشاركة فى المؤتمرات التى تعقدها مجموعة البحث والإنقاذ الاستشارية الدولية بالدول العربية والأجنبية للاستفادة من خبرات المجموعة وتفعيل التعاون مع الدول المختلفة فى مجال البحث والإنقاذ.
وتنحصر مهام ومسئوليات مركز البحث والإنقاذ فى تقديم خدمة البحث والإنقاذ والإخلاء الطبى فى المناطق المنعزلة، التى يصعب الوصول إليها فى البر والبحر داخل إقليم معلومات الطيران لجمهورية مصر العربية (FIR)، والمعلن عنه دولياً بدليل طيران جمهورية مصر العربية (AIP) طبقاً للإمكانيات المتاحة، وذلك على طول الحدود الغربية ابتداءً مـن الحـدود مـع الســــودان جنوباً عند (خط عرض 22 ) ممتدا شمالاً طبقاً للحـدود السياسية بين مصــر وليبيا حتى البحر المتوسط بعمق 145 ميلاً بحرياً، كما يمتـــد نطاق المسئولية من الشمال إلى الشـرق ويتجــه إلى الجنـوب قليـلاً حتى الحدود مع فلسطين بعمـق 45 ميلاً بحـرياً حتى شمال العريش.
وعلى طول الحدود شرقاً حتى خليج العقبة ثم جنوباً فى البحـر الأحمر حتى يصـل إلى الطرف الجنوبى الشـرقى، وبعمق 90 ميـلاً بحرياً مـن الساحل بمنطقة برنيس، كما يمتد جنوباً من الشرق إلى الغــرب بامتداد خط الحدود الدولية بين مصـر والسودان.
ويتم طلب الخدمة من مركز البحث والإنقاذ الرئيسى للقوات المسلحة عن طريق إرسال إشارة استغاثة، فى حالة الخطر، للسفن والطائرات والأفراد بواسطة الأجهزة المخصصة دولياً التى تلتقطها مجموعة الأقمار (كوسباس سار سات)، وبالتالى ترسلها إلى مراكز البحث والإنقاذ فى نطاق المسئولية لتكشف عن مكان الحدث والانتقال إليه بسرعة، وفى حالة عدم وجود أجهزة الاستغاثة يتم طلب الخدمة مباشرةً من المركز عن طريق أى وسيلة اتصال متاحة ومن خلال أى فرد.
كما يمكن لأى وزارة أو هيئة أو مؤسسة أو فرد طلب خدمة البحث والإنقاذ والإخلاء الطبى بكافة أنواعها فورياً مــع دفــع قيمــة الخدمة مقدماً، وطبقــاً للوائــح المعمــول بهــا فــى ذات الشــأن.
كما تتم أعمال التنسيق للإخلاء الطبى بين الوزارات والهيئات والإدارات والمؤسسات ومركز البحث والإنقاذ بعد الحصول على التصديقات اللازمة بموجب خطاب ضمان بمبلغ مالى يغطى التكلفة الفعلية أو جزءا منها، مع تسوية المواقف الماليـة مع نهايـــة تقديم الخدمة، وتتم عمليات الإخلاء الطبى بالطائرة بشرط توافر التقرير الطبى من المستشفى المعالج والدكتور المعالج.
عدد الردود 0
بواسطة:
Mohamed
ربنا يوفق
ربنا يوفق البحث والإنقاذ والقوات المسلحة علي مواجهة الكوارث والحوادث الكبيرة بالاضافة الي حماية الوطن الغالي والتنمية