فى الذكرى الخامسة لرحيل القذافى.. ليبيا بين سندان الإرهاب ومطرقة العقوبات الإقتصادية..شعب مشرد ووطن ينهار ..سقوط نظام "ملك ملوك أفريقيا"أحدث فراغاً مؤسساتياً فى البلاد

الخميس، 20 أكتوبر 2016 12:53 م
فى الذكرى الخامسة لرحيل القذافى.. ليبيا بين سندان الإرهاب ومطرقة العقوبات الإقتصادية..شعب مشرد ووطن ينهار ..سقوط نظام "ملك ملوك أفريقيا"أحدث فراغاً مؤسساتياً فى البلاد ذكرى رحيل معمر القذافى
كتب - أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بعد 5 سنوات على رحيله، ما يزال مقتل العقيد معمر القذافى لغزاً محيراً، فضاربت الرويات حول عملية تصفيته، فيقول البعض إنه قُتل فى سرت ( وسط ليبيا) على يد مليشيا من مدينة مصراتة، فيما يؤكد آخرون إن مجموعة من الثوار ألقت القبض عليه أولاً، لكن قوة تابعة لمصراتة فضلت أن يكون " صيدها" وأرادت انتزاعه حياً من آسريه، فما كان من المجموعة التى قبضت عليه إلا قتله.

بينما يقول أنصار العقيد الراحل إلى أن الدول الغربية كانت وراء تصفيته خوفا من كشف علاقاته الكثيرة والمتشابكة بزعماء ومخابرات وعصابات كثيرة في أوروبا.


العقيد معمر القذافى

وبعد إسقاط نظام العقيد معمر القذافى فى عام 2011 تعيش ليبيا حتى الآن حالة من الفوضى الأمنية وعدم الاستقرار فى ظل غياب مؤسسات قوية تحفظ السلم والأمن فى البلاد، وهو ما دفع الميليشيات المسلحة والمتطرفة للتغول فى العاصمة طرابلس والعديد من المدن الليبية.


الذكرى الخامسة لمقتل العقيد معمر القذافى

وبعد مرور 5 سنوات على سقوط نظام القذافى فشل الشعب الليبى فى اختيار حكومة تحقق آماله وطموحاته، فى ظل تفاقم الأزمات المعيشية لليبيين بسبب الإضطرابات الأمنية والوضع الإنسانى الصعب جداً فى البلاد فغالبية النازحين يعانون من نقص الدخل وارتفاع الأسعار فى ظل عدم توافر السيولة المالية فى المصارف، وتهجير ملايين الليبيين من بلادهم بسبب الصراعات المسلحة بين الميليشيات المدعومة من دول إقليمية تسعى لتأجيج الأوضاع فى ليبيا.


فى ذكرى رحيل القذافى..وطن مهدد وشعب مشرد

ولد معمر محمد عبد السلام أبو منيار القذافى في 7 يونيو 1942، في مدينة سرت، وتلقى تعليمه الأول فى بلدته، ودرس ما بين عامى 1956 و1961 فى مدينة سبها، وشكل أثناء دراسته الأولى مع بعض زملائه نواة لحركة ثورية متأثرة بالزعيم جمال عبد الناصر، طرد من المدرسة لنشاطاته السياسية، لكنه أكمل بعد ذلك دراسته فى الأكاديمية العسكرية فى بنغازي، وتخرج فيها عام 1963، وأرسل فى بعثة للتدريب العسكرى فى بريطانيا عام 1965.

تميز معمر القذافى بأنه كان قائدا عسكرياً قبل أن يتولى رئاسة ليبيا التى ظل يحكمها 42 عاماً حتى قتل متأثرا بجراحه بعد أسره من قبل مجموعات مسلحة فى البلاد بمدينة سرت، كان معمر القذافي داعم قوي للفلسطينيين في الصراع الإسرائيلي، وكان يعتبر إنشاء إسرائيل عام 1948 احتلال استعمارى غربى وقسرى فى العالم العربي.

وكان القذافى صاحب دعوة الدول العربية إلى شن حرب مستمرة ضد إسرائيل، فى عام 1970 وبادر لـ"صندوق الجهاد" لتمويل المسلحين المناهضين لإسرائيل، وفي يونيو 1972 أنشأ القذافى المركز الناصرى للمتطوعين لتدريب المقاتلين المناهضين لإسرائيل، وكان دائما ما ينتقد الولايات المتحدة بسبب دعمها لإسرائيل.

وارتبط معمر القذافى بعلاقات ممتازة مع قادة القارة الإفريقية التى كانت يسعى لبناء كيان وحدوى فى كافة المجالات لمواجهة التغول الاستعمارى الغربى عبر طرح مشروعات مشتركة بين دول القارة، وكان للعقيد الراحل شعبية كبيرة جدا فى دول القارة الإفريقية حتى أنه كان يفضل تلقيبه بـ"ملك ملوك افريقيا" وذلك لارتباطه الشديد بحكام القارة الأفارقة وشيوخها بسبب دعمه الكبير لهم بسبب الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة فى تلك المجتمعات.


الذكرى الخامسة لمقتل "ملك ملوك افريقيا"

وتكبدت ليبيا خسائر فادحة منذ سقوط نظام معمر القذافى فلا تزال مشروع السكك الحديدية معطل بسبب الأوضاع الجارية فى طرابلس وبنغازى، وبالرغم من الشعارات الرنانة التي أطلقها رموز ثورة 17 فبراير فى ليبيا بتحويل ليبيا إلى جنة الله فى الأرض تبخرت بسبب الفراغ الأمنى وحالة عدم الاستقرار التى تعيشها البلاد.

وفى أول تحرك حقيقى لسد الفراغ الأمنى وإنهاء حالة عدم الاستقرار فى ليبيا أطلق اللواء متقاعد "انذاك" خليفة حفتر عملية الكرامة لمحاربة الإرهابيين والمتطرفين فى ليبيا عقب الاغتيالات والتصفيات التى طالت عدد كبير من أبناء المؤسسة العسكرية وكانت أبرزها عملية اغتيال الشهيد عبد الفتاح يونس الذى سعى لبناء مؤسسة عسكرية ليبية قوية عقب اندلاع ثورة 17 فبراير وهو ما كانت ترفضه الدول الغربية ودول إقليمية على رأسها تركيا وقطر، مفضلين تواجد الميليشيات المسلحة فى البلاد على بناء جيش وطنى قوى.

ونجح حفتر فى وضع نواة لجيش وطنى ليبى مهمته حفظ الأمن والاستقرار فى البلاد والقضاء على الميليشيات المسلحة وإرساء دولة القانون فى البلاد عقب الفوضى التى خلفتها أحداث 17 فبراير وصراع قوى الإسلام السياسى على مقدرات وثروات ليبيا لخدمة مشروعهم الإقليمى.

ويأمل الشعب الليبى الذى يعيش فى الداخل الليبى والمهجر منهم فى دول الجوار فى استعادة وطنهم من المتطرفين والميليشيات المسلحة والبدء فى نهضة حقيقية فى البلاد وإرساء دولة القانون وتفعيل عمل مؤسسات الدولة الليبية وعلى رأسها الجيش الوطنى الليبى.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة