أكد الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتى الجمهورية- أن مؤتمر الإفتاء نجح عالميًا فى أن يرسل رسالة مهمة مفادها أن دار الإفتاء عازمة على بناء جسور تعاون حقيقية مع الجاليات المسلمة، وأن قضايا الجاليات المسلمة من الأهمية بمكان أن تدرس على أيدى أبنائها من العلماء من كافة أرجاء المعمورة لتوفير المرجعية الصحيحة المستمدة من صحيح الإسلام لأبناء المسلمين فى الخارج.
.
وأوضح مستشار مفتى الجمهورية ، فى بيان صحفى اليوم الخميس ، أن مؤتمر الإفتاء العالمى الذى انتهت فعالياته قبل يومين أراد أن يلفت نظر العالم إلى شريحة مهمة وهم الجاليات المسلمة، الذين يحتاجون إلى مؤسسات دينية داعمة تتولى الإعداد والتوجيه والإرشاد وتوجيه إلى المنهج الصحيح، فغياب هذا المنهج عن أبناء هذه الأقليات يخلف العديد من المشكلات مثل التطرف والتشدد والعنف والتى تجعل الإسلام فى دائرة المعتدى لا المعتدى عليه.
وأضاف نجم ، "لقد وجدت دار الإفتاء أن علاج ظاهرة الإسلاموفوبيا لا يفتأ أن يكون من بين نتائج علاج ظاهرة التكفير المبنية على بعض الفتاوى الخطأ والآراء الشاذة، ومن هنا تأتى أهمية مؤتمر الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، الذى وجد أن جهود المؤسسات الدينية والعلمية تنصب على علاج ظاهرة التكفير وتجديد الخطاب الدينى فى الداخل، ولم تنل ظاهرة الأقليات المسلمة حظها من البحث والدراسة بالصورة المرجوة".
ولفت مستشار مفتى الجمهورية ، إلى أن هذا المؤتمر قد نجح فى عدة أمورها من أهمها التأكيد على الريادة المصرية، وقدرة مؤسساتها الدينية على إنتاج كيانات عالمية تشتبك مع قضايا الأمة، وتلفت نظر العالم من جديد إلى مصر الأزهر الشريف، التى كانت وستظل منارة الدينا، فهو إعادة لقوة مصر الناعمة فى البزوغ إلى السطح من جديد، وأن هذه القوة ستؤتى ثمارها ليس على الجانب الدينى فقط، بل ستؤسس لريادة مصرية من نوع جديد.
وأضاف د. نجم ، أن مؤتمر الأمانة العامة للإفتاء نجح كذلك فى أن يصدر وثيقة القاهرة للتعايش، والتى استمدت روحها ومبادئها من الوثيقة الأولى التى خطها النبى صلى الله عليه وسلم فى المدينة المنورة، علاوة على أنها صدرت باسم البلد الذى يريد أن يؤكد للعالم أجمع أنه يحترم كل ما جاء بها، وأولها الإنسان.
وقال: "ما يهمنا الآن ونعمل عليه هو تحقيق ما جاء من أهداف فى المؤتمر والعمل على تنفيذ توصياته على أرض الواقع، وبالفعل قرر الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، عقب انتهاء فعاليات المؤتمر تشكيل عدد من اللجان لمتابعة تنفيذ التوصيات الختامية التى اتفق عليها المشاركون، ووضع جداول زمنية محددة لتنفيذ جميع التوصيات، والانتهاء من وضع تصور تنفيذى لإنشاء مركزٍ عالمى لإعدادِ برامج تأهيلية على الإفتاء، ووضع أسس إنشاء وتشغيل مركزٍ عالمى لفتاوَى الجالياتِ المسلمةِ بهدفِ إعادةِ المرجعيةِ الوسطيةِ فى الفتوى لدار الإفتاء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة