بعقوبات رادعة وحلول مبتكرة، بدأت إندونيسيا التصدى لجرائم الاغتصاب والتحرش الجنسى، وذلك بعدما تنوعت مثل تلك الجرائم وطالت نساء من شرائح عمرية مختلفة ولم يسلم منها الأطفال والقصر، الأمر الذى دفع الرئيس جوكو ويدودو إلى إقرار عقوبة "الإخصاء الكيماوى" لكل من يدان بجرائم فى هذا الشأن، متوعدا نقابة الأطباء والمنظمات التى أدانت تلك العقوبة، وهدد باللجوء لأطباء عسكريين لتنفيذها.
كانت الشرطة الأندونيسية أعلنت صباح اليوم إلقاء القبض على سيدة قتلت رجلاً عمداً بعدما التهمت أعضائه التناسلية، وذلك قبل أن تضرم النيران فيه داخل سيارته، مستعينة بزوجها، انتقاماً منه على اغتصابها، وذلك بحسب ما نشرته صحيفة لوفيجارو الفرنسية.
وقالت الصحيفة إن الضحية كان قد اغتصب السيدة فى وقت سابق، ونقلت عن الزوج قوله : "فوجئت ليلة زفافى أن زوجتى ليست عذراء، وسردت لى قصة تربص القتيل لها، واغتصابها، فقررنا أن ننتقم سوياً".
وجاءت تلك الواقعة بعد أيام من اغتصاب فتاة لم تتعد الـ14 عاماً من عمرها داخل إندونيسيا، الأمر الذى دفع الرئيس الإندونيسى إلى إقرار مثل هذه العقوبة، مؤكداً فى تصريحات سابقة نشرتها صحيفة إندبندنت البريطانية أن تطبيق الإخصاء الكيماوى إذا تم بشكل مستمر، ستقل الجرائم الجنسية ويتم محوها فى إندونيسيا إلى الأبد. وقال : أعلم تماماً أن دستورنا يحترم حقوق الإنسان، لكن عندما يتعلق الأمر بالجرائم الجنسية فلا مجال للتنازل.
وعلى الرغم من تزايد جرائم التحرش والاغتصاب بشكل واضح، إلا أن عدة منظمات ونقابات فى مقدمتها نقابة الأطباء ـ الجهة التنفيذية لمثل هذه العقوبة ـ أعربت عن استنكارها لها، حيث قالت النقابة فى بيان إن أعضائها لن يقوموا بمثل هذه العمليات لمخالفتها الأخلاقيات الطبية، الأمر الذى رد عليه الرئيس بقوله : "سنلجأ لأطباء آخرون مثل الأطباء العسكريين".
اللافت أن من بين المنظمات المعترضة على القانون، المجلس القومى لحقوق المرأة الإندونيسى، الذى اعتبر أن تطبيقه يتضمن قدراً من الوحشية، وقال بيان للمجلس: هذا الإجراء غليظ للغاية ويتعدى الواقع، فهى عقوبة غير عادلة، كما إنه لم يقلل بدوره ارتكاب الجرائم الجنسية ضد القاصرين"، وطالب المجلس فى المقابل بضرورة التركيز على كل ما يقدم مساعدة للفتيات القاصرات المعتدى عليهن.
فيما قالت منظمة العفو الدولية فى بيان لها إن هذه العقوبة تعد انتهاك واضح وصريح لحقوق الإنسان، مشيرة إلى أنه لا أحد يستطيع أن يصف حدة الاعتداء الجنسى الموجه ضد الأطفال، ولكن الخصى الكيماوى أو الإعدام ليس عدلاً، كما أن عقوبات الإعدام لم تثبت أن لها أى ردع على مستوى العالم فى مختلف القضايا وليست التحرش فقط".
وأشارت المنظمة فى بيانها إلى أن الخصى الكيميائى، هو عملية يتم خلالها حقن الهرمونات الانثوية فى جسم الرجل مما يتسبب فى وقف الشهوة الجنسية لديه وضمور اعضائها وتلف وظيفتها الجنسية.
ولا تعد عمليات الإخصاء الكيماوى ظاهرة جديدة، حيث تطبقها عدة دول من بينها بولندا وتركيا وكوريا الجنوبية وروسيا وبعض مدن الولايات المتحدة الأمريكية. ومن المشاهير الذين تم إخصائهم كيماوياً البريطانى آلان تورنج، مخترع الحاسب الآلى، حيث تمت معاقبته على مثليته الجنسية بمثل هذا الأجراء، قبل أن يصاب بالاكتئاب ويقدم على الانتحار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة