رحلة فى مدينة الينابيع الصينية "شاندونج".. الحزب الشيوعى ينقل قرية زراعية إلى تجربة تصنيع أدوات التعليم.. 5 آلاف نسمة يعملون بصناعة الورق والأحبار ويهجرون بيوتهم طوعًا للحصول على منازل جديدة

الأحد، 02 أكتوبر 2016 10:30 ص
رحلة فى مدينة الينابيع الصينية "شاندونج".. الحزب الشيوعى ينقل قرية زراعية إلى تجربة تصنيع أدوات التعليم.. 5 آلاف نسمة يعملون بصناعة الورق والأحبار ويهجرون بيوتهم طوعًا للحصول على منازل جديدة
رسالة الصين - سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

من العاصمة الصينية بكين، تأخذنا المترجمة "درية" التى تجيد العربية بطلاقة فى رحلة بالقطار عالى السرعة إلى مدينة جيان عاصمة مقاطعة شاندونج التى تقع فى شمال شرق الصين وتشتهر بكثرة الينابيع حيث يمر بالمدينة التى يغلب عليها الطابع الريفى نهر "هوانغ هى".

 

فى القطار عالى السرعة

القطار عالى السرعة يغطى كل أنحاء الصين وينتقل بسلاسة من شمالها إلى جنوبها، حيث يقطع مساحات واسعة من الأرض بسرعة تبلغ 330 كم فى الساعة وتشبه عرباته طائرات البوينج الحديثة، حيث يقسم إلى درجتين أولى وثانية، فى الدرجة الأولى مقعدين متجاورين يفصل بينهما ممر ثم مقعدين آخرين أما الدرجة الثانية فتضم ثلاثة مقاعد وممر ثم مقعدين على طريقة الطائرات، ويتمتع القطار الذى تم تصميمه لينافس قطارات اليابان وألمانيا بمقاعد كبيرة ومريحة ويوفر خدمة الإنترنت مجانا، ويتوفر على متنه أيضًا وجبات طعام ساخنة وباردة ويصل سعر تذكرته من بكين إلى شاندونج ما يقرب من المائة دولار أمريكى، وتشبه محطاته الواسعة المطارات، حيث تضم لوحات إلكترونية وسلالم كهربية ومطاعم من السلاسل العالمية وشاشات عرض توضح مواعيد القطارات وأماكن تواجدها على أرصفة المحطة الواسعة.

 

بعد ثلاث ساعات ونصف نصل إلى مدينة شاندونج، مع وفد صحفى مصرى ليستقبلنا رئيس هيئة الاستعلامات بالمقاطعة على مأدبة عشاء فى فندق فاخر يعرب فيه عن سعادته وحكومته باستقبال الوفد الصحفى المصرى ويؤكد على عمق العلاقات المصرية الصينية، ويروى جزءا من تاريخ المدينة التى كانت تتصارع عليها القوى الاستعمارية نظرا لمواردها الوفيرة من فحم وذهب وألمونيوم وألماس وبترول، حيث كانت تخضع للاحتلال اليابانى وعادت للصين فى أعقاب الحرب العالمية الثانية.

فى ينابيع جيان.. الصينيون يملئون ماء عذبًا

فى اليوم التالى تأخذنا المترجمة درية إلى جولة لزيارة الينابيع التى تشتهر بها شاندونج فى الصباح الباكر، حيث ترى على ضفتى النهر ينابيع مياه عذبة تتفجر من الصخور بينما يمارس الصينيون دأبهم فى السير والاستمتاع بهواء الخريف العذب.

 

وأمام أحد فتحات الينابيع خراطيم مياه صغيرة، يتجمع حولها مئات الأشخاص الراغبين فى ملء جراكن المياه، حيث إن مياه الشرب الصحية لا تتوفر فى المنازل، وفى نهاية طريق الينابيع المكتظ وقف عدد من محاربى الصين القدامى يرتدون بدلات عسكرية ونياشين يلتقطون الصور التذكارية مع المارة كتقليد متبع فى تلك المقاطعة التى تحتفى بمقاتليها.

عند الينابيع، كان الوفد الصحفى المصرى على موعد مع فرقة أكروبات شاندونج وهى الفرقة الأولى فى الصين لسنوات طويلة، حيث قدمت الفرقة عروضا خاصة لاستقبال الوفد بينها عرض باسم القبعات يتبادل فيه الراقصون القبعات بسرعة وخفة وعرض للطبول،  ترقص فيه الفتيات على طبول كبيرة وتحركها بالأرجل عبر حركات فنية، وعرض ثالث باسم ملائكة وشياطين حاز إعجاب الجماهير.

يان تشانج مدير الفرقة الأولى فى الصين للأكروبات قال لـ"اليوم السابع" إن أعمار أعضاء الفرقة تتراوح ما بين الـ12 والـ16 عاما، يتم اختيارهم من طلاب المدارس وتجرى لهم اختبارات لليونة العضلات، ومدى قدرتها على الحركة والتدريب، كما يخضع المشاركون لاختبارات أخرى من وقت لآخر.

 

وأوضح تشانج أن الفرقة تحرص على مستقبل الراقصين، وتوظفهم كمدربين أو إداريين، لافتًا إلى حرصه أيضًا على دراستهم، رغم التدريب الشاق الذى يمتد لست ساعات يومًيا.

 

وأشار تشانج إلى أن العروض المقدمة مستقاة من الثقافة الصينية التقليدية وترمز إلى الفسلفة الصينية والحضارة القديمة، وجرى تصميمها لتجمع بين الأصالة والمعاصرة.

 

شيانغقو نغتشوانج.. قرية اشتراكية تنتقل للتصنيع

فى اليوم التالى كنا على موعد مع القرية شيانغقو نغتشوانج التابعة لحى قوهديان فى منطقة ليتشنج والتى تبعد عن مدينة جيان ساعة بالسيارة فى طرق الصين السريعة الممهدة.

 

شيانغقو نغتشوانج قرية اشتراكية جديدة ضمن مشروعات البناء الثقافى فى المناطق الريفية التى يقودها الحزب الشيوعى الحاكم فى الصين، استطاعت أن تحقق طفرة حضارية خلال خمس سنوات من بدء مخطط تنمية المناطق الريفية بالصين.

 

فى القرية أطلعنا على نموذج لمخطط التنمية الثقافية بالصين، بالإضافة إلى متحف يضم التراث الحضارى للقرية قبل تحديثها من مخطوطات قديمة وأدوات كان يستخدمها الفلاح الصينى قديما، كما ضم المتحف تماثيل بوذا وكونفوشيوس.

 

سكان القرية الاشتراكية يعملون فى الصناعات الثقافية والتراثية من ورق وأحبار، حيث تضم مصنعًا كبيرًا لصناعة وتعبئة الأحبار، ويقول وانج لى رئيس مجلس القرية أن هناك مخططا حضاريا جديدا للقرية ينقل السكان إلى مساكن حديثة بدلا من بيوتهم البسيطة من المقرر الانتهاء من بحلول عام 2020.

يشير وانج لى إلى أن حكومته هدمت البيوت القديمة وعملت على بناء وحدات سكنية جديدة تتسع لما يقرب من خمسين أسرة سلمتهم الحكومة مساكنهم بلا مقابل بعدما هدمت بيوتهم بالإضافة إلى نادى رياضى للأطفال واليافعين تعمل الصين من خلاله على اكتشاف الأبطال الرياضيين وتؤهلهم للاشتراك فى البطولات العالمية التى تحصد الصين خلالها الكثير من الميداليات الأولمبية، لافتًا إلى أن تلك النهضة تتم ضمن البرنامج التنموى للحزب الشيوعى الحاكم.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة