تنطلق صباح غد الاثنين فاعليات المؤتمر العالمى لدار الإفتاء المصرية الذى يُعقد تحت عنوان (التكوين العلمى والتأهيل الإفتائى لأئمة المساجد للأقليات المسلمة) ويستمر لمدة يومين، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى ، بحضور الدكتور أحمد الطيب- شيخ الأزهر وعدد من السادة الوزراءِ، والسفراءِ، والعلماءِ، ورجالِ الدولةِ، ورجالِ الصحافةِ والإعلامِ.
قال الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية فى بيان اليوم ، إن المؤتمر يُعقد فى إطار مساعى الإفتاء المصرية، للاستجابة لمبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، إلى تجديد الخطاب الدينى وجعله على رأس أولوياته، وكلَّف المؤسسة الدينية- ودار الإفتاء منها- باتخاذ إجراءات وتدابير من شأنها المساهمة فى إيجاد خطاب دينى واع بقضايا المجتمع، وخاصة قضايا التنمية، وتحفيز المجتمع بسائر فئاته وخاصة الشباب إلى العمل والإنتاج والسلوك الإيجابى البنَّاء، وألا يقتصر هذا الخطاب على نطاق التوعية فى الداخل المصري، ولكن عليه أن يمتدَّ إلى الخارج لاستعادة الريادة المصرية للفكر الإسلامى بل والإنسانى فى العالم كله من خلال تجديد معالم الدين الإسلامي، من خلال تقديم رؤية متكاملة للإسلام الحضارى الساعى لنشر قيم الرحمة والخير والجمال والنور بين الإنسانية كلها بما يزيل الصورة الذهنية القبيحة التى رسمها دعاة الشر والشيطان الذى يدعون الانتساب للإسلام وهو من أفعالهم وشرهم براء .
وأضاف المفتى أن المؤتمر يجمع المفتين والعلماء والباحثين من جميع قارات العالم، بعدما لاحظت دار الإفتاء المصرية من خلال مراصدها البحثية أن أغلب المراكز الإسلامية فى البلاد التى يوجد بها جاليات مسلمة بالخارج يسيطر عليها منتمون لتيار الإسلام السياسى ممن يعملون بخطط منظمة للنيل من ريادة ومكانة الدولة المصرية وخاصة فى الجانب الديني.
وقال الدكتور شوقى علام أن المؤتمر يركز على واقع الجاليات المسلمة الذى يزداد صعوبة يومًا بعد يوم فى ظل ظاهرة الإسلاموفوبيا التى تسيطر على الواقع الذى يعيشه أغلب أبناء الجاليات المسلمة، وخاصة أن هذه الصعوبة فى أكثر الحالات يكون المتسبب فيها بعض المنتسبين إلى الإسلام بأفعاهم اللإنسانية الخالية من القيم والمليئة بالكراهية لكل مخالف، وهذا يعنى ضرورة وجود بديل لتلك الصورة المشوَّهة التى تزداد سوءًا إذا لم يتم تداركها.
وأكد مفتى الجمهورية أن أبرز القضايا التى يتناولها المؤتمر ضعف الكوادر الإفتائية فى الجاليات المسلمة وتبنيها مناهج غير معتدلة بما يمثل تهديدًا كبيرًا للمنهج الوسطى المعتدل الذى ينتهجه الأزهر الشريف.
وتابع المفتى تصريحاته ذاكرًا المحاور العلمية للمؤتمر المتمثلة فى عدد من العناصر والمرتكزات وهي؛ دورُ المؤسسات الإفتائيِة فى العالم تُجاهَ الأقلياتِ المسلمة، والأصولُ المنهجيةُ للتأهيلِ الإفتائى للأقلياتِ المسلمة، والتحدياتُ التى تُواجهُ الأقلياتِ المسلمةَ، والتهديدات الاجتماعيةَ والسياسيةَ والقانونية للأقلياتِ المسلمة، وكيفيةَ التعاملِ معها، كما سيعقد خلال المؤتمر ثلاث ورش عمل يجتمع فيها نخبة من السادة العلماء ضيوف المؤتمر للعمل على وضع معالجة دقيقة لموضوعات ورش العمل، وهى كالتالي: الاحتياجات التأهيلية لدعاة التجمعات المسلمة ومكونات البرامج التدريبية، ومكونات المساق المعرفى المساعد فى تأهيل المفتين، وأهم القضايا التى يجب تناولها عند تأهيل المفتين.
من جانبه قال الدكتور إبراهيم نجم- مستشار مفتى الجمهورية- إن أهداف المؤتمر تتمثل فى رصد أهم المشكلات التى تواجه تأهيل أئمة المساجد فى مجتمعاتهم المسلمة والاتفاق على سبل حلها، وإيجاد آلية تنسيق بين هيئات ودور الإفتاء المختلفة فى العالم، والتواصل مع القائمين على المراكز الإسلامية المختلفة بهدف تقديم الاستشارات والبرامج التدريبية فى ملف التأهيل ومواجهة القضايا الملحة، وسد الاحتياج الملح لدى الأقليات المسلمة بتوفير الدعم العلمى للمفتين المؤهلين ليكونوا سندًا لهذه المجتمعات ضد مشكلات التطرف وتهديد الهوية المسلمة، ووضع أسس المناهج التى تستهدف تأهيل أئمة المساجد على الإفتاء .
وأضاف نجم أن أهداف المؤتمر تتضمن مواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا التى تتزايد بسبب الممارسات غير المسئولة لبعض المتطرفين عن طريق طرح حلول ناجعة وفعالة للتعامل مع هذه الظاهرة، وتقييم التجارب المختلفة للهيئات ودور الإفتاء المشاركة فى المؤتمر فى ملف التأهيل والتدريب، والعمل على إنشاء ملتقى جامع للمتخصصين فى مجال دراسات وبحوث الأقليات المسلمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة