تحتضن مدينة لوزان السويسرية اليوم السبت، اجتماعا دوليا لبحث إيجاد حل للأزمة السورية التى دخلت مرحلة صعبة بسبب التصعيد فى البلاد ولاسيما فى مدينة حلب، وذلك بمشاركة الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية ومصر وتركيا والسعودية وقطر وإيران، لمناقشة الخطة التى وضعها المبعوث الأممى إلى سوريا ستيفان دى مستورا لتأمين خروج مقاتلى المعارضة السورية من مدينة حلب السورية وإدخال المساعدات الإنسانية للمدنيين.
بدوره أكد نائب وزير الخارجية الروسى ميخائيل بوجدانوف أن موسكو تدعم مشاركة إيران والعراق ومصر فى مباحثات لوزان السويسرية حول الأزمة السورية، مضيفا :"نحن مع حضورهم (إيران والعراق ومصر) وتحدثنا عن ذلك مع الأمريكيين"، معربا عن اعتقاده بأن بداية عملية التسوية السورية ينبغى أن تكون ضمن مجموعة ضيقة من البلدان التى لها تأثير مباشر على السوريين.
فيما أعلنت وزارة الخارجية فى بيان صحفى، فجر السبت، مشاركة وزير الخارجية سامح شكرى فى اجتماع لوزان عقب تلقيه اتصالا من وزير الخارجية جون كيرى يدعوه للمشاركة فى اجتماع لوزان الخاص بسوريا.
وقال المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، إن وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى أكد على أهمية مشاركة سامح شكرى فى هذا الاجتماع على ضوء الدور الهام الذى تقوم به مصر فى دعم جهود التسوية السياسية للأزمة السورية، وما تتمتع به القاهرة من مواقف متوازنة من شأنها أن تعزز من الجهود المبذولة لدعم الحل السياسى للأزمة السورية، والإسهام الإيجابى فى قدرة اجتماع لوزان على تحقيق أهدافه.
وأوضح المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، أنه على ضوء تلك التطورات، فقد تقرر مشاركة وزير الخارجية فى الاجتماع لرئاسة وفد مصر، وسوف يتوجه شكرى إلى لوزان صباح اليوم، السبت، من فيينا حيث أنهى الزيارة الثنائية التى قام بها إلى العاصمة النمساوية.
بدورها أكدت وزارة الخارجية العراقية مشاركة وزير الخارجية الدكتور إبراهيم الجعفرى فى اجتماع لوزان بخصوص الأزمة السورية.
وقال المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد جمال فى بيان صحفى مقتضب: "وزير الخارجية الدكتور إبراهيم الجعفرى سيشارك فى اجتماع لوزان بخصوص الأزمة السورية".
ويأتى استئناف المفاوضات حول الأزمة السورية فى لوزان بعد فشل الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية منذ ثلاثة أسابيع، فيما تواصل الطائرات الروسية والسورية استهداف العناصر المتطرفة فى مدينة حلب وهو ما ترفضه دول التحالف الدولى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وتصفه بالتصعيد العسكرى ضد المدنيين وفصائل المعارضة المعتدلة المدعومة من واشنطن.
ويعقد اجتماع لوزان فى ظل تشابكات عسكرية إقليمية ودولية على الأراضى السورية فى أجواء يسودها التوتر الكبير بين روسيا الاتحادية والولايات المتحدة ودول حلف الناتو، ويأتى اجتماع لوزان تزامنا مع سيطرة الجيش السورى على ثانى أكبر المدن السورية لأول مرة منذ عام 2011 وهو ما يعطى الأسد قوة استراتيجية خلال طرح رؤيته للحل على طاولة المفاوضات.
من جانبه، قال وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف "لا أتوقع شيئا محددا من هذا الاجتماع". أما مكتب نظيره الأمريكى جون كيرى، فقد أعلن أن "الموضوع الرئيسى للحديث سيكون الوحشية المتواصلة فى حصار حلب".
فيما ذكرت وسائل إعلام غربية أن فرنسا وبريطانيا لم يتم دعوتهم لحضور اجتماع لوزان، وذكرت تقارير إخبارية أنه منذ بداية الهجوم على الأحياء الشرقية من حلب يعيش 250 ألف شخص، قتل منهم أكثر من 370 شخصا معظمهم من المدنيين حسب المرصد السورى لحقوق الإنسان.
وذكرت مصادر دبلوماسية أن اجتماع لوزان سيدرس خطة اقترحها مؤخرا المبعوث الأممى الخاص فى سوريا ستيفان دى ميستورا، وتهدف إلى تأمين خروج آمن لمقاتلى تنظيم فتح الشام "جبهة النصرة سابقا الفرع السورى لتنظيم القاعدة."
وقال مصدر دبلوماسى فرنسى فى تصريحات نشرتها وكالة الأنباء الفرنسية إن "الشيطان يكمن فى تفاصيل هذه الخطة". وأضاف "سيتم إجلاء من؟ هل هم مقاتلو النصرة فقط أم سيكون الأمر نوعا من الإجلاء القسرى لكل سكان شرق حلب؟".
وتابع "حسب التقديرات التى أقر بها الروس، لا يتجاوز عدد مقاتلى النصرة الألف شخص. والروس يعترفون بأنهم يقصفون سكانا مدنيين عددهم 260 ألف نسمة من أجل 900 شخص".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة