أعلن الفريق عبدالرازق الناظورى، رئيس أركان الجيش الليبى، أن مدير المؤسسة الوطنية للنفط سيحضر القاهرة، اليوم السبت، للتعرف على طلبات مصر من البترول، مؤكدًا أن لديهم الاستعداد الكامل لتزويد مصر بما تحتاجه من النفط الليبى.
وقال الفريق الناظروى، فى حواره لـ«اليوم السابع»، خلال زيارته الحالية للقاهرة: «البترول الليبى تحت أمر مصر، وستكون هناك شحنات نفط تُضخ بشكل يومى، وسنسمع كل ما تريده مصر وسننفذه».
وتحدث رئيس الأركان الليبى بالتفصيل عن تحركات الجيش، واحتياجاته من مصر، وسيطرته على %80 من أراضى ليبيا، وحربه ضد الجماعات الإرهابية هناك،
وإلى نص الحوار:
فى البداية، يتردد أن ليبيا أمدت مصر بالمواد البترولية بعد توقف شحنات «أرامكو» خلال شهر أكتوبر الحالى، ما مدى صحة ذلك؟
- البترول الليبى تحت أمر مصر، سنسمع ما تريده وسننفذ، واليوم سيزور مدير المؤسسة الوطنية للنفط الليبى، القاهرة، بالتزامن مع وجودى، لمعرفة ما تحتاجه السلطات المصرية.
كل إمكانياتنا تح ت أمر الشعب والقيادة المصرية، وستكون هناك شحنات بترول تُضخ لمصر بشكل يومى، والبعض سيرى ذلك تبعية وتسليم السيادة الليبية لمصر، وإذا كان هذا تفكير أعدائنا، فلنا الفخر أن نسلم ليبيا لمصر، «مش زعلانيين على أنفسنا»، وإذا كان العالم يقول «مصر أم الدنيا»، فنحن نقول «مصر أمنا إحنا، لأنها وقفت معنا فى يوم لم يقف معنا فيه أى شخص».
خلال الفترة الأخيرة، هناك زيارات مستمرة لك إلى مصر، ماذا وراء زيارتك هذه المرة؟
- هدف الزيارة الآن، تنسيق الجهود بين الجيش اللييبى والمصرى، لمواجهة الإرهاب فى بنغازى وفى سرت ومواجهة بعض التنظيمات الأخرى.
وما الذى يحتاجه الجيش الليبى من الجانب المصرى لزيادة قدرة وكفاءة جيشكم؟
- حقيقةً نحتاج أشياء كثيرة، ومصر لم تقصر فى السابق، لكن الجيش الليبيى تم القضاء عليه ويحتاج لإعادة بناء، ونحن نعتبر أنفسنا جزءًا من الجيش المصرى، وما تتعرض له ليبيا مطلوب منه إسقاط مصر.
ماذا تقصد؟
- العالم الآن يحارب فى مصر، كل الأزمات مفتعلة، مثل أزمات الدولار والوقيعة مع بعض الدول، هناك محاولات لإخضاع القاهرة، وكل ما يُعمل فى ليبيا هدفه السيطرة عليها والحصول كل خيراتها، ومن ثم الدخول فى حرب مع مصر عن قرب.
وهل ترى أنه من الممكن أن تنجح تلك المؤامرة فى وقت ما؟
- لأ لن تنجح، لأن الملايين التى خرجت فى 30 يونيو، والشعب الذى يقاتل الآن فى ليبيا، لن يسمح بذلك، وأستطيع أن أقول إن كل إمكانياتنا ستكون تحت أمر مصر، ابتداءً من البترول.
وما تقييمك لتعامل الرئيس السيسى مع الوضع فى ليبيا؟
- الرئيس السيسى أعظم بطل عربى الآن، ولن أنسى ما قاله لى ذات يوم «إن اللى عايز حياته مش هيعوز بلده»، يعنى لازم تضحى بنفسك من أجل بلدك.
هل هناك تدريبات مشتركة بينكم وبين الجيش المصرى لمزيد من التأهيل؟
- نحن فى حرب، وأعتقد أن الوقت لا يسمح بذلك، ربما بعد عامين من الآن.
وما دوركم فى تأمين الحدود مع مصر فى ظل انشغالكم بمحاربة الإرهاب؟
- هذه المهمة أُوكلت لمصر بالتزامن مع الظروف التى نواجهها.
الجيش الليبيى يسيطر على كم بالمائة من مساحة ليبيا؟
- %80.
ومتى نستطيع أن تقول إن ليبيا أصبحت تحت سيطرة الجيش؟
- تستطيع أن تعلن الحروب، ولكنك لا تستطيع أن تعلم الوقت الذى تنتهى فيه، نحن جاهزون لكن ينقصنا الإمكانيات.. الآن نسيطر على الجنوب، وهناك سيطرة أيضاً على الغرب، والسيطرة على طرابلس ستكون فى أقل من يومين، كما حصل فى الحقول النفطية.
وماذا عن بنغازى؟
- تحررت بشكل شبه نهائى، لكن هناك مجموعات إرهابية قليلة لا تزال بها، وسيتم القضاء عليها نهائيا. السيطرة على بنغازى بالكامل يحتاج وقتًا طويلًا، بسبب حقول الألغام التى تهدد العسكريين، ولا يصح أن نطلق العنان للأسر والمواطنين للتحرك إليها، وإلا ستكون كوارث كبيرة، لكننى أستطيع أن أؤكد أن مطلع العام المقبل سيتم تحرير بنغازى نهائياً.
وهل قوات الجيش مستعدة لدخول طرابلس؟
- بكل تأكيد، بعدما ننتهى من تحرير سرت.
ماذا عن داعش؟
- هم الآن محصورون بين درنة وسرت وطرابلس، وسيتم التعامل معهم.
هاجمتكم أغلب دول الغرب بعد تحرير منطقة الهلال، ما يعنى لكم ذلك؟
- لا يعنى لنا شيئًا، نحن نقرر مصيرنا بروحنا، هذه بالونات إعلامية فقط، هدفها الضغط على القيادة العسكرية فى ليبيا، لتكون تحت رحمة الحوار من أجل الرضوخ لشروط الإخوان، ولكن لن نرضخ لذلك.
وهل هذا النوع من الهجوم يؤثر على أوضاعكم العسكرية؟
- لا، يكون فى صالحنا، ويؤدى لزيادة اللحمة الشعبية فى ليبيا.
يقال إن سيطرة الجيش على منطقة الهلال تأتى لحرمان غرب ليبيا من النفط؟
- لا طبعاً، نحن نقاتل من أجل الشعب الليبى كله، نحن حررنا بعض خيرات الشعب الليبى من العصابات الإرهابية، والشعب الليبى لم يكن يحصل على البترول، لكن الآن يحصل عليه بكل سهولة.
فى تقديرك، ما السبب الحقيقى لوقوف الجانب الدولى ضد تسليحكم؟
- بريطانيا هى التى تتزعم الأمر، من أجل حماية الإخوان التى ترعاهم، وبجانبها أمريكا، وعدد من «الشرازم» مثل مسؤولى قطر وتركيا.
هذه اللهجة ربما تزيد من حدة الموقف الغربى بعدم تسليحكم؟
- لا يهمنا، نحن نعمل ما فى رؤوسنا، «أنا واحد صعيدى».
وكيف تبنون جيشكم الآن؟
- نشترى السلاح من السوق، لم تأت إلينا قطعة سلاح واحدة من أى دولة، ونشترى ذخائر فقط من عدد من الدول.
وهل بالفعل طلبت ليبيا من روسيا إمدادات بالسلاح كما قالت وكالات روسية؟
- نعم طلبنا إمدادات للجيش بكل ما يحتاجه العسكرى فى الميدان.
وماذا كان موقف الجانب الروسى؟
- كان إيجابيا، وموافقون.
ألديكم تقدير بحجم الخسائر التى تعرض لها الجيش الليبى منذ اندلاع الثورة وحتى الآن؟
- خسرنا %90 من مقومات جيشنا، تم القضاء على الأسطول البحرى بالكامل، تم سلب كل أسلحة القوات البرية من المخازن، فقدما ما يقارب الـ 12 مليون قطعة سلاح، ممن قالوا على أنفسهم ثوارًا، وإذا بهم جماعات إرهابية.
إذا أرادت الميليشيات الموجودة بالغرب الليبى الانضمام إلى الجيش الليبيى، ما موقفكم؟
- نقبل انضمامهم كمواطنين ليبين، لكن لن يحمل أى فرد منهم قطعة سلاح واحدة، لن نقبل أن يُكوِّنوا كتيبة تحت قيادة شخص.
وما تقييمك للمعركة التى تقودها حكومة الوفاق فى الغرب؟
- أى معركة وأى حكومة، لا يوجد شىء اسمه حكومة الوفاق، لا نعتد بذلك، ولا يمكن التعامل معها فى ظل تلك الأسماء الموجودة الآن.
أريد أن أسألك، هل المشير حفتر مرشح كوزير للدفاع فى حكومة الوفاق؟
- لا، ولن نقبل.
هل يتم إعداده إذن لرئاسة ليبيا؟
- الآن لا نفكر فى الأمر، لكن لماذا لا.
ترى أنه مؤهل لقيادة ليبيا؟
- بكل تأكيد، من انتصر فى تلك الانتصارات يستحق أن يكون رئيساً لليبيا.
لماذا رفض المشير حفتر لقاء مارتن كوبلر المبعوث الأممى لدى ليبيا؟
- لأنه منحاز لمجموعة معينة وفشل فى التعامل مع الأوضاع، و«مينفعش نضيع وقتنا معاه، نحن نبنى جيش ولدينا عمليات، ولا يصح أبداً إننا نضيع وقتنا مع شخص مثله».
هناك انتقادات موسعة لكم بشأن تعيين عسكريين على رئاسة البلديات، ما تعليقكم؟
- أولاً هذا مطلب شعبى من أجل تنفيذ القانون بحذافيره، لأن ليبيا شهدت فوضى وعدم تنفيذ قانون من 2011 وإلى 2014، وليس من أجل القيام بانقلاب أبيض كما يقولون.
تكلمت فى السابق بشكل مختصر عن قطر وتركيا، نريد أن نعرف أكثر عن موقفهما مما يحدث فى ليبيا؟
- موقف داعم للجماعات المتطرفة، داعم للإخوان، معاد لحرية الشعب الليبيى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة