نعم أعيش معكم مشاكلكم، نعم أعلم ما نُعانيه جميعاً، وأعلم أيضاً التحديات التى تواجه الدوله، وما أعلمه أيضاً هو السرعة التى نحاول أن نُسرع بها لنحلق ما فاتنا سنوات وسنوات من التقدم، ولأننى بطبعى متفائل وأعرف أن المرحله لن تُرضى البعض، كما سيتضرر منها البعض.
ولكننى ذهبت بتفاؤلى إلى مكان لم يذهب إليه شخص آخر، وبالطبع لم تُعلن عنه الدولة لأنه لا يزال فى مرحلة الإنشاءات، ولكننى أؤمن أنه لابد ومن الضرورى الخروج من الوادى الضيق، ورغم ضيق ذات اليد تحدى الرئيس الجميع حتى نفسه وذهب للعاصمة الجديدة، ذهب ليبنى لنا مستقبلا أجمل، ذهب ليضعنا فى مصاف الدول العظمى.
فعندما أقف فى إشارات المرور لساعات طويلة أعرف أنها أصبحت ضرورة عندما لا أجد مكانا لسيارتى أعرف أننا نحتاج للخروج من الوادى الضيق الخنيق، لذلك ذهبت بخيالى بعيداً وهى أيضاً أعتبرها رسما هندسيا ومعماريا لكل من يخطط للعاصمة الجديدة، بل ونراعى فيها أخطاء الماضى، وفكرت بل وتمنيت أن تكون كما تخيلتها، رأيتها بشوارعها الواسعة وأرصفتها التى تجمع بين السليم والمعاق، رأيتها بمواصلات متميزة شكلاً ومضموناً وممنوع فيها نهائى دخول الميكروباص أو التوك توك.
أراها بعماراتها الشاهقة الجميلة والتى تحتوى على نظام الدفاع الذاتى عن الحرائق وسيارات الإطفاء تستطيع الوصول للأدوار الأخيرة دون الاستعانة بسيارات من الخارج، بها جراجات متعددة الطوابق، وننسى وجود المنادى فى الشارع ونصبة الشاى وبتاع الفول، أرى بها مستشفيات حكومية أجمل وأنظف من المستشفيات الخاصة، تقبل الغنى والفقير، أرى فيها الموظف الجديد الذى يعمل فى القطاع العام ولكنه بمستوى نظافة وهدوء وعمل موظف القطاع الخاص، أرى فيها الطرق التى تؤدى إليها من المطار ومن المناطق السياحية ومن كل مكان فى مصر بسهولة ويسر.
أرى فيها الأشجار الكثيرة والخُضرة المزروعة بطريقة محترمة وليست عشوائية، ألوان متناسقة زراعات تحتمل الحرارة وطرق الرى الموفرة للمياه، أشجار تمنع الرمال لأن حول المنطقة بالكامل صحراء مترامية الأطراف، أراها منطقه لا يلتصق بها منطقة عشوائية لتعيش على بقاياها فتدمرها وتصنع منطقتين عشوائيتين، أراها منطقة كلها إلكترونية فى تحركات السيارات والأفراد، ومن يُخطئ فيها يتم محاسبته فوراً، ومؤمنة بالكاميرات فى كل متر فيها منطقة ليس بها محاكم ولا أقسام شرطة، ويكون الأمن الإدارى هو صاحب اليد العليا، وفى الحالات القصوى يحولها للقسم خارج المدينة، أرى فيها الحدائق مفتوحة وليست مُحاطة بالأسوار يجلس فيها الجميع ويسير فيها الجميع ويمارس فيها الرياضة الجميع، بها مناطق للسير ومناطق لركوب الدراجات.
العاصمة الجديدة تحتاج إلى العنف المهذب فى تطبيق القانون، وهو خلق جيل جديد يعرف أن تقدم الدول بشعوبها، أراها وهى تحتضن شباب مصر يعمل ويجتهد ويكافح ويصنع تاريخا ومستقبلا له ولأبنائه ولبلاده، أتمناها أكثر من ذلك بكثير والأمنيات أكثر وأكثر هى صعبة ولكنها ليست مستحيلة، هى عظيمة لكم ولكنها أعظم بكم، هى تم بناؤها بسواعد مصرية فلابد أن تستمر عظيمة بسواعد مصرية أيضاً لأننا لو خسرناها سنخسر مستقبل وطن وستستمر المساوئ فى تزايد، وهنا أقول العاصمة الجديدة أمل جديد ليس له دخل بالمشاكل الاقتصادية لأنه ضرورة ولكنه مع الفساد قد يضيع كل شىء، العاصمة الجديدة حلم لن تتحدثوا عنه إلا عندما تشاهدونه رؤية العين.
إن الوزارات التى تملأ وسط البلد ستخرج من الوادى الضيق ويقل الزحام فى وسط البلد وهذا عبء غير عادى، فهو إرهاق للموظف ولصاحب الخدمة، وصدقونى عندما نتعامل مع العاصمة الجديدة بطريقة مختلفة سنتعامل مع كل مكان فى مصر المحروسة بنفس الطريقة، تفاءلوا وستخرج العاصمة الجديدة للنور وستكون على قدر مصر وتاريخها وعظمتها مصر بكم أفضل ولكم أجمل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة