فيما توقع بعض الخبراء احتذاء باقى الدول حذو المملكة العربية السعودية فى قطع العلاقات مع إيران وسحب السفراء، رأى آخرون أن بعض الدول ستراعى فى المقام الأول مصالحها الاقتصادية ولن تقطع العلاقات مع إيران بشكل قطعى فيما حث أحد الخبراء الدول إلى قطع العلاقات فورا مع إيران، مؤكدا أن السعودية وقفت مع جميع الدول دون استثناء وحان الوقت لرد الجميل بينما رأى آخر أن أمريكا لها اليد الطولى فى تزكية روح الفتنة فى المنطقة، بهدف تقسيم العالم العربى إلى سنة وشيعة.
بداية قال دكتور العلوم السياسية والاستراتيجية فى جامعة الكويت ومدير المكتب الإعلامى الكويتى فى العاصمة الأمريكية واشنطن سابقا د. شفيق الغبرا أن الصراع الحادث حاليا بين السعودية وإيران أصبح عصيًا على الحل، فى ظل الأزمات السياسة المتلاحقة التى تشهدها مناطق اليمن وسوريا، علاوة على جرائم داعش فى المنطقة، مشيرا إلى أن الشعوب العربية وحدها ستدفع ثمن تصاعد وتيرة الصراع بين الدولتين.
ووصف الغبرا اقتحام الإيرانيين للسفارة السعودية فى إيران بالفعل غير العقلانى والاستفزازى غير المقبول، مؤكدا أن الأوضاع غير مطمئنة على الإطلاق، وأن ردود أفعال الدول العربية ستتباين بين دولة إلى أخرى وفقا للمصالح السياسية والاقتصادية.
وتابع: " أتوقع أن تلجأ بعض الدول مثل الإمارات بتخفيض عدد سفرائها وتقوم أخرى بسحب دبلوماسييها بشكل كامل من إيران لاسيما بعد قيام عدد من الدول بتلك الخطوة الاستباقية، فيما رأى أن هناك دولا ستحسم موقفها ولكن بعد مرور الموجة السياسية.
واختتم الغبرا: "الموقف برمته ينأى عن العقلانية لاسيما فيما يخص الجانب الإيرانى، والأحداث ستتصاعد بسرعة كبيرة خلال الفترة المقبلة".
قرار سعودى صائب
من جهته، قال المستشار الاستراتيجى والخبير الكويتى الدكتور ناصر المصرى، إننا لن نقبل سيطرة دولة مثل إيران على المنطقة، مشيرا إلى أن الملك سلمان بن عبد العزيز أصاب عندما قرر قطع العلاقات مع تلك الدولة المعتدية، ووصف عنوان المرحلة المقبلة بـ"الحرب بالإنابة" حيث رأى أنه سيتم محاربة إيران بشكل معلن فى كل من سوريا والعراق واليمن، مؤكدا أن دفة القيادة ستكون فى تلك الحرب للمملكة العربية السعودية.
وأشار إلى أن المنطقة ستشهد حربا من نوع جديد وسيتم استخدام أسلحة حديثة كالصواريخ المضادة للطائرات، مؤكدا أن العالم سيشهد أفغانستان جديدة، وتابع: "سنشهد سوريستان وعراقستان ويمنستان، ولا أستبعد مع تصاعد وتيرة الصراع أن نشهد خليجستان".
وتابع: "الدول العربية ستحتذى حذو السعودية فى قطع علاقاتها مع إيران إن عاجلا أم آجلا، متوقعا أن تقوم الكويت باتخاذ هذا الإجراء خلال الأيام المقبلة، وأضاف: "نحن لسنا بناكرين جميل للسعودية، ولا نستطيع أن ننسى موقف الملك فهد خلال غزو العراق على الكويت، عندما قال: "إما أن تعود الكويت أو تذهب السعودية معها".
تقسيم الوطن العربي
فى المقابل، قال أحد الخبراء السياسيين - بحرينى الجنسية - رفض ذكر اسمه، إن المشهد السياسى فى المنطقة حاليا ما هو إلا عملية حسابية إقليمية بالدرجة الأولى، مشيرا إلى أن أمريكا لها يد فيما يحدث بين السعودية وإيران، ليس لأن إحدى الدولتين تابع لها ولكن لأنها تعد أقوى دولة فى العالم وترى أنها يجب أن تتحكم فى مجريات الأمور.
أما بخصوص التوقعات باتجاه دول أخرى قطع العلاقات مع إيران كما فعلت السعودية وغيرها من الدول، قال: "بالتأكيد سنشهد خلال الأيام أو ربما الساعات المقبلة قطع علاقات مع إيران أو سحب دبلوماسيين أو سفراء، لاسيما أن السيناريو مرسوم مسبقا والهدف واحد".
واختتم قائلا: "يجب التزام العقلانية والتريث فى أى إجراء لاسيما أن بعض الدول الغربية تستهدف تقسيم العالم العربى إلى قسمين أحدهما سنى، والآخر شيعى، وذلك من أجل استدامة الفوضى الخلاقة فى الوطن العربى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة