وتنتشر رواسب الرمال السوداء فى مصر، بكميات اقتصادية كبيرة على سواحل البحر الأبيض المتوسط ، نتيجة لاصطدام مياه النيل الحاملة لها بمياه البحر الأبيض عند المصبات، وانتشرت هذه الرمال بطول الساحل، بفعل التيارات البحرية والأمواج فى اتجاه الشرق، بداية من مدينة رشيد حتى مدينة رفح المصرية، بطول حوالى 400 كيلو متر، كما تتواجد الرمال السوداء فى منطقة سيلا بالقرب من شمال السودان.
أرقام الإنتاج العالمى والأسعار..
أرقام الإنتاج والاحتياطى العالمى للرمال السوداء غير معلوم بشكل دقيق، ولكن هناك بعض التقارير الاقتصادية، التى تشير إلى أن كلا من الهند وأستراليا والولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل، فى مقدمة دول العالم المنتجة لهذه النوعية من الرمال بكميات اقتصادية.أما بالنسبة لأسعار الرمال السوداء الخام فى الأسواق العالمية، فهى غير متوفرة ولكن أسعار المعادن التى يتم استخلاصها من هذه الرمال معلومة، فعلى سبيل المثال "بلغ سعر الألمنيت المستخدم فى صناعة هياكل الطائرات وغيرها "300 دولار للطن" فى نهاية 2013 والزيركون المستخدم فى صناعة السيراميك والبورسلين والأدوات الصحية وغيرها يبلغ سعره 2100 دولار للطن خلال نفس الفترة.
ماذا لو استغلت مصر الرمال السوداء من خلال شركة وطنية ؟
استغلال مصر للرمال السوداء من خلال شركة وطنية، سيعمل على سد احتياجات السوق المحلى والصناعة المصرية من المعادن المستخلصة من هذه الرمال، وأهمها معدن الزيركون الذى يتم استيراده من الخارج، تحت الاسم التجارى "زاركوسيل" بكميات تتراوح ما بين 4 إلى 5 آلاف طن سنويا، بقيمة مالية حوالى 70 مليون جنيه، وهو يستخدم حاليا فى مصر على نطاق واسع فى صناعة السيراميك والبورسلين والأدوات الصحية.
كما يعمل استغلال مصر للرمال السوداء على إمكانية إقامة مجتمع صناعى متكامل، لفصل المعادن الاقتصادية من الرمال السوداء، وكل معدن يغذى صناعات قائمة بالفعل، وتقام عليه صناعات جديدة ذات قيمة اقتصادية عالية، حيث يمكن إقامة مجتمع صناعى لأكثر من 22 صناعة، كصناعة البويات القائمة على خام الألمنيت، وصناعة الحديد الزهر، والسبائك الحديدية القائمة على أكاسيد الحديد، بالإضافة إلى إنشاء صناعات جديدة مثل صناعة الإلكترونيات والطائرات وأجهزة المحمول والكمبيوتر والكاميرات الحديثة، القائمة على معدن المونازيت، مما يؤدى إلى خلق فرص عمل جديدة، وتنمية وتطوير المناطق المقامة فيها هذه الصناعات.
استغلال الرمال السوداء، وتحويلها إلى منتجات اقتصادية تقدر بملايين الدولارات، لا يكلف من الناحية التكنولوجية سوى بعض الأجهزة والمعدات البسيطة، التى تعمل على فصل رواسب هذه الرمال الثقيلة فى أماكنها، وإعادة الرمال الباقية إلى مكانها مرة أخرى، بالإضافة إلى أن هذه الثروة من الرمال مهددة بخطر الزحف العمرانى، الذى يزيد عاما بعد عام، بما يقلل من احتياطيات مصر من هذه الرمال الثمينة.
موضوعات متعلقة
شركة سعودية تعرض الاستثمار فى منطقة قناة السويس الاقتصادية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة