خلاف على الاختلاف عجبًا لمن جعلوا من الاختلاف خلافًا، فالاختلاف من آثار الرحمة والخلاف من آثار البدعة، فما هو محلك ومحلى من الاعراب إذن من الصائب ومن المخطئ !! ولم الخلاف ولو شاء الله تعالى لجعلنا جميعًا سواء، ولكن اختلافنا رحمة بل طبيعى جدًا، ليست كل آراءك على الدوام صحيحة ولا دائمًا خاطئة مستحيل، فالكمال لله وحده فلم على أن أفترض فى رأيك الكمال بل وكل من يخالفك أعداء لك ولى أيضًا
اختلاف دينى أو سياسى أو اجتماعى أو حتى أدبى أو فنى كله طبيعى، حتى دين التوحيد والإسلام منذ الصغر تعلم أن له مذاهب أربعة، يعنى علماء الفقه كلٌّ له احترامه ومقامه اتفقوا فى أشياء واختلفوا فى أخرى وإلا لما كانت المذاهب الأربعة.
جميع علماء الدين فى الموروث الإسلامى القديم والصحابة اختلفوا فيما بينهم وكل من دون رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤخذ ويرد عليه، يقول الرسول الكريم "لا خاب من استشار" والشورى تقوم على قاعدة الاختلاف فى الرأى، فلم رأيك أنت ما دونه الخطأ يا فلتة العصر والأوان !! خسارة لم تنجب منك السيدة الوالدة اثنين.
تتعدد آراؤنا ونختلف فى الأسلوب فكل منا له طريقة عرضه المختلفة فنختلف فى المعطيات وفى النتيجة، يجب أن نقتنع أننا قد لا نغير من طريقتنا الخاصة ولكن علينا احترام طرق الآخرين وعدم الفخر بطريقتنا والتصغير من طرق الآخرين.
الاختلاف طبيعى والخلاف حماقة جعل من المخالفين لك خائنين أو كفرة أو أغبياء لا عقل لهم، وتمادى الخلاف والخصومة فأوصلت البعض إلى الطائفية وآخرين إلى الارهاب والعنف والقتل والكثير إلى الجدال والانشقاق، وتلك هى الشعوب المتخلفة التى تجعل من الاختلاف خلاف يقودها إلى الهلاك، أما العقول المثقفة الراقية الواعية هى التى تسمع للجميع دون أن تتأثر بأحد مهما بلغ حبها له لا كلما قال أحد ولا الضالين قالوا آمين، تستطيع تلك العقول احترام الاختلاف وقبول الآخر وليس بالضرورة محبته ولكن يكفى احترام وجوده دون تعصب وفكر أنانى وعدم احترام له.
مهما سعى الآخرون إلى نبذ الاختلاف جملةً وتفصيلًا فهذا غير معقول والاختلاف واقع لا محالة والاختلاف كائن لا دافع له ولولا الاختلاف لبارت العقول.
والمتعصب يصعب معه الاقناع فقد خالف سنة العقل وولج فى حَمِئة مسنونة فهو ناطق بلسان غيره يعى بقلب معلمه ويسمع بأذن سيده يوحى إليه فيطيع ويُزجر فينزجر.
الحمد لله الذى باين بين خلقه وجعلهم صنوفًا وألوانًا وشعوبًا وأجناسًا وألف بين القلوب التى لم تأتلف.
ورقة وقلم - أرشيفية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة