عبق التاريخ وحضارته ينبع من أروقة الكنيسة التى زينت أعمدتها وتيجانها عصور مختلفة بداية من العصر الفرعونى مرورًا باليونانى والرومانى والقبطى والإسلامى، إضافة لأيقونات أثرية تعود للقرن الثانى عشر.
ويقول القس متياس عبد الصبور، راعى الكنيسة لـ"اليوم السابع"، إن الكنيسة تعد أقدم مبنى فى القاهرة بالكامل، وكانت مقرًا استراحت فيه العائلة المقدسة السيد المسيح والسيدة العذراء ويوسف النجار عندما أتوا من المطرية قبل ذهابهم لمصر القديمة، خلال رحلة هروبهم من فلسطين إلى مصر، حيث جاءوا لحارة زويلة التى كان بها بئر مياه للشرب فبنيت الكنيسة على هذه البئر، وبعدها أصبحت أطول بطريركية فى تاريخ الكنيسة حيث أتخذها 22 بطريركًا كمقر بابوى.
وناشد القس متياس، المسئولين ووزارة السياحة إدراج الكنيسة فى مسار العائلة المقدسة ووضعها على الخريطة السياحية، لافتًا إلى أنه تم بناؤها على شكل سفينة سقفها خشبى والجانبين منخفضين مثل "فُلك نوح" المذكورة فى الكتاب المقدس، ويأتى شكلها من الداخل على هيئة صليب من الشرق للغرب هو الأطول والعرض بحرى وقبلى أصغر، وقد بناها الحكيم زيلون فى القرن الرابع 352 م، على اسم السيدة العذراء بعد أن تأكد أن العائلة المقدسة زارتها، والكنيسة كانت مبنية من الحجر الجيرى، والعمدان والتيجان أعلاها من مختلف العصور التى مرت بها مصر بداية من العصر الفرعونى مرورًا باليونانى والرومانى والقبطى والإسلامى.
وتابع متياس عبد الصبور، أن مساحة الكنيسة الرئيسية 400 متر، طولها 22 م وعرضها 18 م، إضافة إلى كنيسة أبى سيفين التى بناها المعلم إبراهيم الجوهرى القرن ال 18، وكنيسة مار جرجس، وديرين للراهبات الأول راهبات العذراء مريم، ودير راهبات القديس مار جرجس، والمنطقة أثرية وبها آثار وسهاريج لتخزين المياه وسراديب للتنقل أو الهروب، إلا أنه بفعل ضغط المياه انسدت تلك السراديب، وتضمن الكنيسة هيكل الملاك غبريال والبئر التى شربت منه العائلة المقدسة والاستراحة التى أقاموا فيها، كما يوجد 150 أيقونة أثرية بالكنيسة والأديرة المحيطة بها أبرزها "الأيقونة العجائبية" وبها تحمل السيدة العذراء السيدة المسيح على شجرة الحياة والمغروسة على جثمان شخص ويقال إنه يرمز إلى يسى بن داود النبى، ويوجد بها 16 نبيا من أنبياء العهد القديم الذين تنبأوا بمجىء السيد المسيح.
وأوضح عبد الصبور، أن الكنيسة تحوى العديد من المقتنيات الأثرية منها مخطوطات للكتب الكنسية، وصلبان وأدوات المذبح، وأربعة أنابيب تحوى رفات بعض البطاركة غير معروف معالمهم، ورفات للقديس صليب، ورفات للقديس أبى سيفين، وأيقونات وصور من القرن الـ18 والـ19 وأقدم أيقونة تمثل السبع الأعياد السيدية الكبرى بالكنيسة من الـ12.
قبيلة زويلة وكنيسة السيدة العذراء
بحسب رواية المقريزى المؤرخ المصرى ففى عام 969 م، أسس القائد جوهر الصقلى مدينة القاهرة وقسم المدينة إلى حارات أسماها المقريزى (خطط) أى مجموعة من الأحياء الآهلة بالسكان، وكانت هناك قبيلة مغربية من قبائل البربر قد نزحت إلى مصر مع القائد جوهر الصقلى وتدعى قبيلة "زويلة"، أقامت هذه القبيلة بالمساحة المزروعة بهذه المنطقة (حارة زويلة) إلا أنها تركت الدير على ما هو عليه، وتم بناء كنيسة السيدة العذراء الأثرية بحارة زويلة يرجع تاريخ تأسيسها إلى ما قبل الفتح العربى لمصر بحوالى مائتى عام وبالتقريب فى عام 352 ميلادية.
رحيل أفراد قبيلة زويلة من القاهرة
وفى العصر الأيوبى (67 هـ / 1171م) كان القائد صلاح الدين الأيوبى قد قضى على الدولة الفاطمية ومزق فلولها وشتت أنصارها فلم يبق منهم أحد فتشتتت معهم قبيلة زويلة، وتلقائيًا بدأ المسيحيون فى الاستيطان بهذا الحى غيرة على كنائسهم ومحبة لها فهى التى تحمل لهم ذكرياتهم وصلواتهم الجميلة.
تأسست كنيسة السيدة العذراء هذه قبل أن يقوم جوهر الصقلى بتأسيس مدينة القاهرة بحوالى ستة قرون، وقد ذكر المؤرخ "أفيلينو" بأن هناك مخطوطة قبطية مقرها المكتبة الأهلية بباريس قد ورد بها أسماء كنائس فى مواقع مختلفة بالقاهرة بعضها يقع فى قاهرة المعز وهى (كنيسة السيدة العذراء مريم الثرية) بحارة زويلة كما جاء ذكر كنيسة عذراء زويلة بمخطوطة اللورد"كوفورد" تحت اسم (كنيسة والدة الإله مريم بحارة زويلة).
موضوعات متعلقة..
- بالصور.. مقابر تحولت لمتاحف فنية وتماثيل مجسمة لسيدات ينحن على أزواجهن.. مدافن الروم الكاثوليك تضم عائلات صيدناوى والراقصة بديعة مصابنى والسكاكينى باشا والزنانيرى وجورجى زيدان
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة