وعلى الرغم من أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى العاصمة الإندونيسية جاكرتا لم تتخط الأربع وعشرين ساعة إلا أنها وجهت عددا من الرسائل الهامة على كافة الأصعدة والاقتصادية والإقليمية.
وخرجت القمة المصرية الإندونيسية بين الرئيس عبد الفتاح السيسى ونظيرة الإندونيسى جوكو ويدودو التى استضافتها جاكرتا أمس الجمعة بنتائج إيجابية على المستوى الإقليمى حيث يعد هذا اللقاء الأول من نوعه منذ عقود بين مصر حاضنة الأزهر الشريف منارة الإسلام وإندونيسيا أكبر دولة إسلامية فى العالم واتفق الجانبان بما لهما من مكانة إسلامية فى العالم بالعمل معا على مكافحة التطرف وإظهار الصورة الحقيقية للدين الإسلامى.
السلم والاستقرار
وفى هذا الإطار جاء طرح الرئيس الإندونيسى مبادرته بدعوة الدول الإسلامية إلى اجتماع فى جاكرتا للتحاور حول الأوضاع التى تمر بها الأمة والقيم الاسلامية وكيفية تعزيز السلم والاستقرار فى المنطقة، وهو ما لقى ترحيبا من الجانب المصرى حيث أكد الرئيس السيسى أنه تم الاتفاق على عدد من الأفكار لدفع علاقات التعاون والتنسيق فى المحافل الدولية تجاه التحديات والمخاطر كالإرهاب والتطرف وكذلك مع التحديات التنموية التى تواجهها شعوبنا.
وعلى الجانب الاقتصادى بعثت الزيارة برسالة طمأنة للاستثمار الإندونيسى فى مصر حيث أكد الجانب المصرى على حماية المصالح الإندونيسية وإزالة العقبات أمام المستثمرين وفى هذا الإطار اتفق الجانبان على تقوية علاقات التبادل التجارى خاصة أن مصر أكبر شريك تجارى لإندونيسيا فى الشرق الأوسط وتبلغ الاستثمارات الإندونيسية ٢٦٠ مليون دولار.
وقال مصدر مسئول إن الرئيس الإندونيسى وعد بتلبية دعوة الرئيس السيسى بزيارة القاهرة قريبا، متوقعا أن تتم قبل نهاية العام الجارى وستتولى سفارتا البلدين إنهاء ترتيبات الزيارة وتحديد الموعد بناء على ارتباطات الزعيمين.
وتوقع المصدر أن يكون هناك صدى جيدا لزيارة الرئيس السيسى على زيادة الاستثمار الإندونيسى على المدى القريب، خاصة أنها جاءت عقب أن دفعت الحكومة المصرية بعض مستحقات الشركات الإندونيسية العاملة فى مصر وهو ما أدوى إلى تنازل تلك الشركات عن لجوئهم للتحكيم الدولى.
القمة المصرية الإندونيسية
وأشار إلى أن إتمام زيارة الرئيس الإندونيسى لمصر قبل نهاية العام الجارى ستحمل معها مزيدا من الاستثمارات وعددا من الاتفاقيات الاقتصادية التى سيتم التشاور حولها خلال الفترة المقبلة.
وخلال القمة المصرية الإندونيسية نوّه الرئيس إلى تطلع مصر لتدعيم العلاقات التجارية مع إندونيسيا، وفى هذا الصدد، أكد الرئيس الإندونيسى اعتزاز بلاده بأن تكون مصر أكبر شريك تجارى لها فى شمال إفريقيا، معرباً عن تطلعه لزيادة الاستثمارات الإندونيسية فى مصر.
ودعا الرئيس الإندونيسى الحكومة المصرية إلى تقديم المساعدة والرعاية للمستثمرين الإندونيسيين وكذا للرعايا الإندونيسيين سواء من الطلبة أو العاملين فى مصر، وقد أكد الرئيس على أن جميع المقيمين فى الأراضى المصرية يتمتعون بكافة حقوقهم وينعمون بالأمن والاستقرار شأنهم فى ذلك شأن المواطنين المصريين.
وعرض الجانب المصرى الفرص الاستثمارية الواعدة التى سيتيحها مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس، وكذا المشروعات الوطنية الأخرى الجارى تنفيذها فى مصر، وأشار الرئيس إلى الإجراءات والتشريعات التى تتخذها وتصدرها مصر من أجل تهيئة مناخٍ جاذبٍ للاستثمار، منوهاً إلى الفرص التصديرية المتاحة أمام المنتجات التى يتم تصنيعها فى مصر فى أسواق الدول المجاورة لاسيما فى المنطقة العربية والقارة الأفريقية.
موضوعات متعلقة
الرئيس السيسى يغادر إندونيسيا بعد انتهاء جولته الآسيوية
القمة المصرية الإندونيسية تتصدر عناوين صحف جاكرتا
السيسى: مصر وإندونيسيا بثقلهما الإسلامى مؤهلان لدور مهم بمكافحة الإرهاب
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة