نقلا عن العدد اليومى...
بين كلمتى «صفر» و«مصر» حرفان مشتركان هما الصاد والراء يتقابلان بين حين وآخر، ليذكرانا دائما بالكحك المنور فى شهادة أم الدنيا من أول صفر المونديال وحتى صفر الطالبة مريم ملاك، وما بينهما أصفار كثيرة، حصدتها مصر بسبب تقصير وغياب المسؤولين ومحاولتهم إخفاء الشهادة عن الشعب أحياناً وتزويرها أحيانا أخرى، مما نتج عنه إصابة الشعب كله بداء الملاحق، ومطالبته بإعادة السنة، على أمل أن يكون العهد الجديد هو أول خطوة فى طريق التفوق، ولأن فشل الأمس هو أكبر دافع لنجاح اليوم، نسلط الضوء على أهم الأصفار الموجودة فى شهادة كل المصريين وليس «مريم» وحدها.
الصفر الأول: مصر فى جودة التعليم.. أفشل تلميذ فى الفصل
فى تقرير دولى يوضح التدهور غير المسبوق فى وضع مصر المحلى والدولى، أوضح تقرير التنافسية العالمية لعام «2013-2014»، الذى يصدره المنتدى الاقتصادى العالمى سنويا حول أهمية الابتكار وقوة البيئات المؤسسية، أن مصر حلت فى المرتبة الأخيرة بين الدول فى جودة التعليم الأساسى، كما أوضح التقرير تراجع ترتيب الاقتصاد المصرى 11 مركزًا، ليحتل المركز 118 فى التقرير مقابل المركز 94 فى تقرير «2011-2012»، كما احتلت مصر المركز 141 عالميا من حيث مرونة سوق العمل، مقابل المركز 145 من حيث كفاءة العمالة.
الصفر الثانى: فى مؤشر جودة الحياة.. مش موجودين فى الوجود
فى مؤشر جودة الحياة الذى أصدره نهاية أغسطس الماضى معهد «انترنيشنز»، لم تتمكن مصر من الدخول إلى قائمة ترتيب الدول على الإطلاق، والتى شملت 64 دولة من أنحاء العالم.
ويعتمد هذا المؤشر فى تقييمه للدول التى تدخل ضمن ترتيبه على صرف أوقات الفراغ فى الدول، والسعادة الشخصية، والقدرة على السفر والتنقل بشكل سهل، والاهتمام بالصحة والأمن والرفاهية وفقاً لما ذكره موقع سى إن إن.
واستجوب المؤشر المواطنين من 195 دولة بمجموع 14 ألف مستجوب من كل دول العالم، وسألهم عن المؤشرات السابقة ومجموعة أخرى من الأسئلة، حتى جاء التقرير الذى لم تحصل فيه مصر على أى رقم.
الصفر الثالث: «التموين» فى تنفيذ مشروعات المؤتمر الاقتصادى.. شايلة مادتين
بالرغم من التشديدات الكبيرة على الإنجاز فى مشاريع المؤتمر الاقتصادى العالمى الذى أجراه الرئيس عبدالفتاح السيسى، كان من ضمنها توقيع وزارة التموين على مذكرة تفاهم بإنشاء المركزين اللوجيستيين فى مدينة دمياط ومنطقة العين السخنة، بين الوزارة ومجموعة السويدان الإماراتية بقيمة 3 مليارات دولار، وتوقيع مذكرة تفاهم بإنشاء المركز اللوجيستى فى مدينة دمياط بين الوزارة و«شاينا هاربر» الصينية، بقيمة 3 مليارات دولار، ليصل الإجمالى لـ6 مليارات دولار، إلا أن الوزارة لم تنجح فى تحويل أى مذكرة تفاهم إلى عقد استثمارى حتى الآن، وذلك حسب التقرير الصادر لرئاسة الوزراء فى 15 يونيو الماضى لمتابعة الأداء بعد 3 أشهر من انتهاء المؤتمر.
الصفر الرابع: أسوأ دولة عربية فى معاملة المرأة.. للأسف يا انشراح
أسوأ دولة عربية ليست السعودية التى تمنع النساء من قيادة السيارات أو الدراجات أو كشف وجوههن أو الحصول على المناصب القضائية، ولا الصومال حيث تعيش النساء فى مجاعات وتحت تهديد السلاح، وإنما مصر.. أم الدنيا، والتى أوضحت الدراسة التى أجرتها «مؤسسة تومسون رويترز»، حول أسلوب التعامل مع النساء داخل 22 دولة عربية شارك بها أكثر من 300 خبير فى شؤون النوع فى الدول العربية، أسباب تصنيفها لمصر فى هذه المكانة المتردية، على النحو التالى: «كان من شأن العنف الجنسى الذى تحول لظاهرة شائعة، علاوة على الانحسار الشديد فى تمثيل المرأة داخل البرلمان وتنامى الرؤى الإسلامية الأكثر تطرفًا، مما دفع البلاد نحو القاع بين دول المنطقة من حيث حقوق النساء».
الصفر الخامس: نتيجة مصر فى محاربة الاتجار بالبشر.. بالسالب
صفر آخر فى رصيد مصر وهو فى محاربة الاتجار بالبشر، حيث كشف التقرير السنوى لوزارة الخارجية الأمريكية، عن حالة الاتجار بالبشر لعام 2015، عن تقدم عدد من الدول، من بينها المملكة العربية السعودية، فى جهود مكافحة الإتجار بالبشر بينما وصف الجهود المبذولة لمحاربة الظاهرة فى كل من مصر وغانا وبلغاريا بـ«الأسوأ».
ورغم أن التقرير أثار بعض الجدل فى تقدم وتراجع بعض الدول، إلا أنه أكد أن الولايات المتحدة قد تفرض بعض العقوبات على دول القائمة الثالثة فى جهود محاربة «الاتجار بالبشر»، وبموجب قرار يصدر من رئيس الولايات المتحدة، وقد تتضمن تلك العقوبات فرض بعض القيود على «المساعدات غير الإنسانية» المقدمة لتلك الدول.
الصفر السادس: مصر تحصل على كحكة فى الإدارة.. بجدارة
ومن جودة الحياة إلى الإدارة حيث أكدت الدكتورة بسنت فهمى الخبيرة المصرفية، أن مصر هى أسوأ دول العالم على مستوى الإدارة، مؤكدة أنه إذا تم إجراء تقييم لمستوى الإدارة المصرية سنحصل على «صفر بجدارة».
واستكملت أن مصر من أغنى دول العالم وتمتلك ثروات عملاقة ويجب أن تتعاون الحكومة مع الاستثمارات الأجنبية فى إدارة هذه الثروات العملاقة.
وتابعت بسنت أن طريقة إدارة الثروات المصرية «مهزلة»، ولا يصح أن تكون مصر دولة زراعية وتستورد اللحوم والأسماك والدواجن.
الصفر السابع: أم الدنيا فى سلامة الطرق.. «مخيشة»
مصر أيضا فى ورقة تصحيح تأمين الطرق ستحصل على صفر، ويؤكد هذا التقرير الذى أصدرته منظمة الصحة العالمية فى 2014.
واحتلت مصر النسبة الأعلى فى وفيات حوادث الطرق على مستوى العالم بمعدل 41.6 لكل مائة ألف نسمة، طبقاً لدراسة استقصائية أعدتها منظمة الصحة العالمية، تم البدء فيها منذ عام 2012 وانتهت فى 2014 وشملت 178 بلدا، وهى أول دراسة دولية من نوعها عن وفيات الطرق تجريها المنظمة.
وفى تقرير آخر أصدرته منظمة الصحة العالمية فى 2012، أظهر أن مصر تعد من أسوأ 10 دول فى حوادث الطرق على مستوى العالم، وذكر التقرير أن عدد ضحايا الحوادث 12 ألف قتيل سنوياً بمعدل قتيل و4 مصابين وحادثتين فى الساعة الواحدة، وكشف عن أن طريق أسيوط - المنيا الأعلى فى مستوى الحوادث يليه طريق الشرقية ثم القليوبية.
الصفر الثامن: تقرير منظمة النزاهة العالمية.. فى المرتبة الأخيرة
حصلت المحروسة على درجة صفر فى تقرير منظمة «النزاهة العالمية»، وذلك فيما يتعلق بحق الدخول على معلومات الحكومة، كما حصلت على 25 من 100 فيما يتعلق بالرقابة على الإنترنت.
وأوضح التقرير أن عوامل انعدام الشفافية وعدم مساءلة الحكومة وتفشى الفساد كانت من أهم عوامل تفاقم الأمور التى أدت إلى قيام ثورة 25 يناير بسبب تزايد أوجه القصور فى البلاد لفترة طويلة.
وأكد التقرير السنوى، الصادر بعنوان «النزاهة العالمية لعام 2010»، أن تحديات الحوكمة والشفافية «ضخمة جداً» وتشكل عقبة رئيسية لأى حكومة جديدة تطمح نحو بناء شرعيتها، مضيفاً أن التقارير كانت تشير إلى تفشى الفساد بمصر منذ منتصف عام 2009 وحتى منتصف عام 2010 بنفس المسار البطء والانخفاض المطرد لمكافحة الفساد لعام 2006.
الصفر التاسع: «المحروسة» فى مواجهة الختان «قطعت الشهادات والبنات»
صفر كبير تحصل عليه مصر فى محاربة الختان، وهذا الصفر يدعمه بقوة تقرير التنافسية لعام 2014-2015 والصادر عن المنتدى الاقتصادى العالمى والذى وضع مصر فى المرتبة الأولى عالميا بين دول العالم التى تعانى من ظاهرة الختان.
الدكتور عادل عدوى، وزير الصحة والسكان، أشار فى تصريحات سابقة لليوم السابع إلى أن 50 % من السيدات المتزوجات يعتقدن أن الختان فى البنات من تعاليم الدين، و30 % يعتقدن أن ختان الإناث يجب أن يتوقف، مشيرا إلى أن 92 % من السيدات المتزوجات مختنات، وأوضح أن ختان الإناث منتشر فى الحضر بنسبة 86 % عنه فى الريف بنسبة 95 %.
بينما أظهر آخر مسح سكانى لمصر أن نسبة الختان وصلت إلى 61 % فى الفئة العمرية من 15 إلى 17 سنة، وتزيد النسبة مع تزايد الفئات العمرية، وهو ما يشير إلى أن مصر تحصل على صفر فى واحد من أهم الملفات التى تدمر المجتمع.
الصفر العاشر: فى الاهتمام بالعلماء.. تحت الصفر بمسافة
لا يخفى على أحد الإهمال الذى يعانيه العلماء فى مصر، ولكن ما يعطينا عدة أصفار فى الاهتمام بالعلماء وليس صفرا واحدا فقط، هى الدراسة التى نشرتها وكالة أنباء الشرق الأوسط فى إبريل 2014 وتؤكد أن مصر الأولى فى عدد العلماء بالخارج.
وتقول الأرقام إن هناك 86 ألف عالم مصرى مقيمون فى الخارج، منهم 42 يعمل فى وظيفة رئيس جامعة، وعالم واحد يعمل وزير بحث علمى فى كندا، و3 فى مركز الطاقة الإنمائى الذى يتكون من 16 عالم، إضافة إلى 3 آلاف عالم مصرى مقيمين فى الولايات المتحدة الأمريكية.
ما يعنى أنه فى الوقت الذى يستقطب فيه العالم العلماء ليدعموه، تقوم مصر بتهجير أفضل طاقتها وأفضل من لديها ليدعموا دولا أخرى وتفقدهم هى، بل وتحتل المرتبة الأولى عالميا فى ذلك الإطار.
الصفر الحادى عشر: نتيجة مصر فى المونديال.. «طلعت أوت»
من ينسى واقعة الصفر الأشهر فى مصر والمحفورة فى عقولنا حتى الآن وهى واقعة صفر المونديال، والتى حدثت، حين تقدمت مصر للحصول على تنظيم مونديال كأس العالم فى 2010، ولكنها لم تتمكن من الحصول على صوت واحد، وذهبت الأصوات جميعها إلى المغرب وجنوب أفريقيا، بـ10 أصوات للأولى و14 للثانية.
وإن كنا لم نتمكن من الوصول للسبب الحقيقى فى صفر مريم منذ بدأت القضية قبل شهور، فنحن أيضا لم نتمكن من الوصول لسبب صفر المونديال رغم مرور سنوات، ففى تقرير أعضاء الاتحاد الدولى ظهرت تبريرات مثل أن مصر لا تمتلك حتى حمامات مناسبة فى الميادين العامة، ولكن تصريحات مسؤولى اتحاد الكرة تؤكد غير ذلك، وتشير أنهم رفضوا دفع رشوة واستندوا إلى قضية الفساد التى ظهرت مؤخرا فى الاتحاد الدولى مؤكدين أنهم سيلجؤون لطلب تعويض جراء هذا الفساد.
الصفر الأخير: مريم ملاك.. الطالبة التى كشفت أصفارنا
بما كانت نتيجة الطالبة «مريم ملاك» التى حصلت على صفر فى الثانوية العامة ستمر بالرغم من تفوقها الشديد طوال سنوات الدراسة مرور الكرام، إذا قررت الصمت وعدم البوح بما تعرضت له فى وسائل الإعلام، ولكن المؤكد أن صفر مريم لم يكشف عن فشل أو تقصير منها، وإنما عن حصول مصر كلها على أصفار قلما نتحدث عنها بصوت عالٍ، وكثيراً من نفضل إخفاءها فى الشنطة.
وما لا يعرفه كثيرون أن مريم ليست الطالبة الوحيدة التى حصلت على صفر فى امتحانات الثانوية العامة هذا العام، حيث ينضم لها اثنان من الطلبة هما أحمد عبدالناصر من مدرسة عباس حلمى للبنين فى الإسكندرية، ومروة محمد عيسى الطالبة بإدارة فوة بكفر الشيخ.
أحمد كان يحلم أن يصبح طبيبا كوالده، ومثلما قال والداه فى تصريحات سابقة لليوم السابع إنه كان ضمن العشرة الأوائل فى مدرسته فى كثير من السنوات، بينما حصلت مروة فى الصف الثانى الثانوى على 93 % وفى الشهادة الإعدادية على 95 % وفوجئ الثلاثة بعد ظهور نتيجة الثانوية العامة أنهم حصلوا على صفر فى النتيجة، ليصبح هذا العام فى الثانوية العامة هو العام الأكثر حصولا على «صفر» بلا منازع.
عدد الردود 0
بواسطة:
على احمد محمد حسين الديب
الفساد والتستر اصبح فى كل مكان ....والمجملات المتبادلة أصبحت يلا حدود !!