نقلا عن العدد اليومى...
تواصل «اليوم السابع» نشر ملف المستشفيات المتعطلة بمحافظات مصر، بعدما فتحنا الملف الكارثى الذى كشف خللاً كبيراً بالمنظومة الصحية، حيث نشرنا فى عدد أمس الأول الاثنين تفاصيل 101 مستشفى ووحدة صحية متعطلة بـ 8 محافظات، وفى عدد الثلاثاء 40 وحدة وملايين مهدرة على مبانٍ سكنتها الأشباح.
فى الحلقة الثالثة والأخيرة ننشر ونكمل فتح ملف المستشفيات المتعطلة فى محافظات «السويس والفيوم وبنى سويف والوادى الجديد وجنوب سيناء وبورسعيد وكفر الشيخ والمنوفية»، رصدنا خلال البحث تفاصيل ملايين الجنيهات التى طارت فى الهواء ولم تستفد منها الدولة ولا المواطن، مع بقاء الوحدات الصحية والمستشفيات المركزية متعطلة، أو فى أحسن الأحوال تعمل بنصف طاقتها.
ففى الفيوم تعانى مراكز الأورام من الأمراض الخبيثة بفعل الإهمال، حيث ظل المبنى يقف دون تجهيزات لمدة 12 عاماً عانى خلالها أبناء المحافظة الأمرين فى الوصول إلى العاصمة للعلاج، فيما تقف وحدة صحية رئيسية بقرية شعلان 8 سنوات بلا عمل.
وفى الوادى الجديد أجهزة معطلة منذ 20 عاماً فيما تعمل مستشفى الداخلة كـ«ترانزيت» حتى نقل المريض لمستشفى يعمل، أما فى بنى سويف فبعدما رصدت المحافظة 40 مليوناً لتطوير المستشفيات، لم نجد أى فائدة على الأرض لهذه الملايين، وبقيت 25 وحدة صحية فى المحافظة تحتاج إلى من ينقذها.
فى كفر الشيخ هناك 28 مستشفى تكامل معطلة، فيما يعتبر توقف أعمال الحضانات من أكبر الكوارث التى تضرب المنظومة الصحية بالمحافظة، حيث تتعطل 12 حضانة بمستشفى «بلطيم» من أصل 20 حضانة بالمستشفى.
فى السويس تستطيع أن تقول إن المنظومة الصحية تحت الصفر بمراحل، وفى الإهمال وتوقف العمل بالمستشفيات تستطيع أن تتحدث ولا حرج عن الفاشلين الذين تسببوا فى إغلاق وحدات صحية مهمة بـ«الضبة والمفتاح»، وليس أدل على ذلك من مركز علاج الأورام الذى توقف العمل به منذ 14 عاماً، فيما كان عام 1997 هو الأخير لعمل مستشفى الأمراض النفسية، نافستهما المستشفى العام بعدد سنوات توقف بلغ الستة عشر عاماً.
تستقيم المعادلة على نفس الخط الفاشل فى محافظات الوادى الجديد والمنوفية، حيث تعانى الأخيرة نقصاً حاداً فى الخدمات المقدمة بسبب تعطل أقسام كاملة، أبرزها فى مستشفى الباجور العام الذى تكلف 150 مليون جنيه ليعمل بنصف طاقته بسبب توقف العمل بمعظم أقسامه.
بعدما نشرنا على مدار ثلاثة أيام كوارث ومآسى المستشفيات المتعطلة داخل 25 محافظة بقى أن نشير إلى أنه «من المعايير التى توضع فى الاعتبار عند قياس حجم تحضر الدول، ونجاح حكوماتها، معيار «الصحة» ومنظومتها وكم ينفق عليها من ميزانية الدول، وإلى أى مدى تقدم المستشفيات خدمة طبية متميزة للمواطنين.
وفى مصر لا يمكن القول إن هناك حكومة جاءت لهذا البلد، ونجحت فى فتح ملف المنظومة الصحية ومعالجة المشاكل المتراكمة التى تعانى منها تلك المنظومة باستمرار، لا سيما ملف المستشفيات المتعطلة، أو المستشفيات التى تخضع لعمليات تطوير منذ سنوات ولم تنته بعد، والذى يعد شاهد عيان على كثير من الفشل بل وفى بعض الأحيان الفساد.
وفى النهاية فإن «اليوم السابع» تضع هذا الملف الكارثى موثقا بالأرقام وبالصور أمام أعين المسؤولين فى مصر، كاشفة مأساة مواطنى 25 محافظة غير القاهرة والجيزة من المستشفيات المغلقة والمعطل العمل بها.
السويس/ مستشفيات الحكومة مقفولة «بالضبة والمفتاح».. «الأمراض النفسية» مغلقة ومركز علاج الأورام متعثر منذ 14 عاماً والمستشفى العام معطل 16 سنة
السويس - محمد كمال
تعانى السويس من تأخر وتعثر المشروعات الصحية لأكثر من 18 عاما بسبب تخبط القرارات وتعاقب الحكومات وانخفاض التمويل ووجود شبهات فساد واختلاس أموال من المخصصات.
الدليل قائم فى مستشفى الأمراض النفسية والذى تم الانتهاء منه عام 1997، هذا المستشفى مغلق بالضبة والمفتاح أى منذ ما يزيد على 18 عاماً، وهو الذى كان مصمما ليتسع لـ50 سريراً وقد بلغت تكاليفه 2.5 مليون جنيه.
الغريب أن التقارير الفنية عن حالة المستشفى لم يتم الانتهاء منها حتى الآن، وهى قائمة منذ أغسطس 2009، كما أن محافظ السويس، قد أصدر موافقة على تخصيص مبنى مستشفى الأمراض النفسية ليكون مركزا للإسعاف الطائر فى إبريل 2009، رغم أن لا يوجد إسعاف طائر أصلاً بالسويس.
أما مركز علاج الأورام للمنتفعين بالتأمين الصحى بالسويس فمازال معطلا وهو عبارة عن مبنى شاهد على تعثر المشروع، وذلك منذ 14 سنة رغم أنه صرف ما يزيد على 1.5 مليون جنيه، ورغم الإعلان عن دخول السويس فى نظام التأمين الصحى الشامل فى إطار التجريب فإن المركز مازال ينعى من بناه - حتى الآن - ومازالت حوائط مسلحة وأسياخ حديدية شاهدة على الفساد والمال المهدر.
ومازال مستقبل مشروع مستشفى العام الجديد بطريق السويس القاهرة غامضا بالرغم من تحويله إلى مستشفى جامعة السويس، حيث تأخر بناؤه منذ أكثر من ستة عشر عاما ومازالت القواعد الخرسانية تنعى من بناها رغم ملايين الجنيهات المهدرة، يضاف ذلك إلى أن المستشفى الذى كان مقررا إقامته على مساحة كبيرة بأحد عشر دورا مجهزا بمهبط خاص لاستقبال طائرة إسعاف هليكوبتر لخدمة أبناء السويس والعاملين بالمصانع ومنطقة تنمية شمال غرب خليج السويس، غير أن الطاقة الاستيعابية للمستشفى تصل إلى 500 سرير، بالإضافة إلى الأجهزة المتطورة وغرف العمليات والعناية المركزة.
المنوفية/ الأهالى يسمون المستشفيات «عنابر الموت».. طبيب «قويسنا المركزى» لأحد المرضى: «الدكاترة نايمين واكشف على ابنك فى عيادة خارجية»
المنوفية - محمد فتحى
تحولت المستشفيات الحكومية والوحدات الصحية بمحافظة المنوفية إلى عنابر للموت، وذلك بسبب الإهمال الجسيم الذى يسيطر على المستشفيات الحكومية، وذلك بسبب عدم الرقابة من قبل المسؤولين فى مديرية الصحة بمحافظة المنوفية.
المثال قائم فى مستشفى الباجور الذى بلغت تكلفته أكثر من 150 مليون جنيه، فالداخل به مولود والخارج منه مفقود، حيث إن الإهمال يسيطر على جميع أقسام المستشفى وخاصة قسم النساء والتوليد، وقد تعرض الأهالى لأكثر من حالة وفاة بسبب الإهمال، أما قسم الطوارئ بالمستشفى فيسمونه قسم الموت.
وفى مستشفى قويسنا المركزى تعددت الشكاوى بسبب عدم تواجد الأطباء بالمستشفى وخاصة فى الأوقات المتأخرة بالليل، وعن ذلك يقول محمد السيد، أحد أهالى قرية عرب الرمل التابعة لمركز قويسنا: «ذهبت إلى مستشفى قويسنا فى وقت متأخر من الليل وكان معى نجلى محمود 5 سنوات، وكان يعانى من ارتفاع الحرارة، وعندما توجهت إلى المستشفى للكشف عليه دخلت الطوارئ وقام الموظف المسؤول بقطع تذكرة بـ 10 جنيهات، مع العلم بأن قرار وزير الصحة بخصوص حالات الطوارئ لا يوجب دفع تذكرة، ومع ذلك ظللت أبحث عن طبيب لمدة ساعة كاملة وفى الآخر قال لى الموظف ماتتعبش نفسك هما الدكاترة نايمين دلوقتى وبعد ساعتين نزل أحد الأطباء وكشف على ابنى وقالى ابنك كويس وهات الحقن دى من الصيدلية، مع العلم بأنها موجودة داخل المستشفى ورفض إعطاءها لى وفى الآخر قالى الدكتور أنا مش متخصص اطلع اكشف عليه فى عيادة كويسة وربنا يشفيه».
من جانبها أكدت الدكتور هناء سرور، وكيلة وزارة الصحة بالمنوفية، أنها قامت بالتنبيه على أنه فى حالة غياب أحد العاملين والأطباء بالنوبتجية أكثر من مرتين فإنه سيتم نقله فورا خارج المنشأة الصحية، وذلك لضمان حسن سير العمل، وحرصا على انضباط العاملين بالنوبتجية فى جميع المنشآت الصحية.
الوادى الجديد/ أجهزة طبية معطلة منذ عشرين عاماً.. مستشفى الداخلة «ترانزيت» لنقل المرضى لمستشفيات أخرى.. والوحدات الصحية تكلف طبيباً واحداً بإدارة 3 وحدات
الوادى الجديد - ماهر أبو نور
تحول مستشفى الداخلة المركزى بالوادى الجديد، إلى مكتب ترانزيت لتحويل المرضى فقط إلى مستشفى أسيوط الجامعى، أو مستشفى الخارجة العام دون القيام بأى إجراءات طبية لإنقاذ حياة المرضى وخاصة مصابى حوادث الطرق، فى ظل انعدام جميع الخدمات الطبية بالمستشفى الوحيد بمركز الداخلة، حيث يفتقر إلى جميع الأجهزة الطبية الحديثة، والتجهيزات والمستلزمات، مما جعل المواطنين ينفرون من الذهاب إليه، إلا فى الظروف الطارئة.
ويجد الأهالى أنفسهم مضطرين لشراء المستلزمات الطبية بما فيها السرنجات والمحاليل، ولا يجدون المكان المناسب لتلقى الخدمات الطبية بصورة آدمية، نظرا لرداءة حالة الغرف والأقسام، وتهشم زجاج النوافذ، وسوء حالة دورات المياه، وانقطاع المياه فى أغلب الأوقات عن معظم الأقسام بالمستشفى، وخاصة قسم العناية المركزة والذى لا يتسع للحالات الطارئة، مما يتسبب فى سوء حالتهم الصحية ووفاة بعضهم، بجانب سوء حالة قسم العمليات وتدهور معداته، لدرجة أن إحدى الحالات المرضية قد سقط بها سرير العمليات مما سبب لها أضرارا بالغة وسط تكتم شديد من إدارة المستشفى على الواقعة.
ويقول محمد يمانى، رئيس مجلس إدارة جمعية الكرامة لحقوق الإنسان بالداخلة، رصدت فرق الجمعية سوء حالة المستشفى فى أغلب الأقسام، حيث تعرضت إحدى الحالات الصحية لخطر يهدد حياتها أثناء إجراء جراحة وسقط بها سرير العمليات نظرا لتهالك تلك المعدات وعدم تجديدها وإحلالها منذ أكثر من 20 عاما.
ولا يختلف حال الوحدات الصحية القروية كثيرا عن حال المستشفى المركزى، حيث تعانى أغلب الوحدات الصحية القروية من نقص التخصصات الطبية بها فيتم تكليف كل طبيب بإدارة 3 وحدات صحية على الأقل.
الفيوم/ مركز الأورام حلم لم يكتمل.. 12 عاماً مبنى بلا تجهيزات والمرضى يبكون من مرارة السفر للقاهرة للعلاج
الفيوم - رباب الجالى
12 سنة هى عمر الحلم الكبير الذى راود أبناء محافظة الفيوم من مرضى الأورام الذين يعانون الأمرين فى الذهاب للقاهرة للعلاج بمعهد الأورام هناك، حلمهم الذى بدأ بطرح فكرة لإنشاء مركز للأورام ملاصق لمستشفى التأمين الصحى بمدينة الفيوم يخدم أبناء المحافظة، بالإضافة إلى أبناء محافظة بنى سويف، وهما وفقا للعديد من الإحصائيات من أكثر محافظات مصر إصابة بسرطانات المثانة والمسالك البولية والكبد والجهاز الهضمى والثدى والقولون، وكان من المقرر أن يخصص مبنى المركز للعلاج الإشعاعى والأشعة التشخيصية والعلاج المكمل لمرضى الأورام بعد أن تجرى لهم العمليات الجراحية داخل مستشفى التأمين الصحى الملاصق لمبنى المركز، وذلك للحد من الضغط على المعهد القومى للأورام بالقاهرة والذى أصبح لا يستوعب أعداد المرضى من المحافظات.
المبادرة أطلقها عدد من الأطباء، على رأسهم الدكتور صلاح أبو طالب مدير عام التأمين الصحى سابقا، الذى قام بتأسيس الجمعية العلمية للتأمين الصحى حتى تخدم هذا الحلم، وبدأت الجمعية، التى ضمت فى مجلس إدارتها عددا من المؤمنين بالفكرة، فى جمع التبرعات بمساعدة الدكتور سعد نصار الذى كان محافظا للفيوم فى هذا الوقت، والذى دعم الفكرة، وأصدر القرار رقم 273 فى أغسطس 2002 بتخصيص 1400 متر مربع أرض فضاء ملاصقة لمستشفى الصدر والتأمين الصحى بمدينة الفيوم للجمعية العلمية للتأمين الصحى بالفيوم، ويلغى ما قبله، وبالفعل اكتمل إنشاء المبنى بتكاليف تجاوزت العشرة ملايين جنيه، وتوقف على التجهيزات التى تبين أنها تصل تكلفتها إلى 20 مليون جنيه، ومنذ ذلك الوقت تعاقب المحافظون على تولى منصب محافظ الفيوم، وفى عهد كل محافظ يتم فتح ملف مركز أورام الفيوم والنتيجة صفر.
وخلال تولى تولى الدكتور جلال السعيد محافظا للفيوم قام بحل مجلس إدارة الجمعية العلمية للتأمين الصحى وتولى مجلس إدارة جديد وتم الاتفاق معهم على أن أن تجهز الوزارة المبنى، ولكن بشرط أن يتم نقل تبعية المبنى إلى الوزارة بدلا من الجمعية حتى تتمكن الوزارة من تجهيزه وافتتاحه وبالفعل تم إرسال طلب إلى وزارة الصحة لانضمام المبنى لها حتى يتم تجهيزه وافتتاحه ليستفيد به أبناء المحافظة من مرضى الأورام وظل المبنى طوال 4 سنوات ينتظر نظرة رضا من المسؤولين بوزاة الصحة لتجهيزه دون أى جدوى وبعد السنوات الأربع عادت تبعية المبنى مرة أخرى للجمعية العلمية للتأمين الصحى.
وفى عهد المهندس أحمد على، محافظ الفيوم السابق، تمت إعادة فتح ملف مركز الأورام بالفيوم مرة أخرى، وتم إطلاق حملة لجمع التبرعات للمركز، ولكن نتيجة عدم الترويج الجيد لهذه الحملة لم تجن ثمارها ولم يتم تجهيز المبنى.
الوحدة الصحية بقرية شعلان.. 8 سنوات إحلال وتجديد
مركز الأورام لم يكن المبنى الوحيد المهمل فى منظومة الصحة بمحافظة الفيوم ولكن الوحدة الصحية بقرية شعلان بمركز يوسف الصديق هى الشاهد الأكبر على الإهمال والتى صدر لها قرار بدخولها ضمن الوحدات الصحية التى تحتاج إلى إحلال وتجديد منذ 8 سنوات ولم يتم عمل الصيانة اللازمة لها حتى الآن وبدأ انتشار الثعابين والحشرات فى مبنى الوحدة وتحولت إلى حظيرة للماشية والخراف والماعز، وبعد تعدد الشكاوى أمام الدكتور مدحت شكرى، وكيل وزارة الصحة السابق، من وضع الوحدة الصحية قام وكيل الوزارة بنقل العاملين بالوحدة إلى منزل ريفى بالإيجار لممارسة عملهم وعددهم 23 موظفا والمنزل عبارة عن غرفتين غير مجهزتين بالطابق الثانى ومحاط بالأسطح الريفية ووعد وكيل الوزراة السابق بالبدء الفورى فى صيانة المبنى لعودة العمل به إلا أنه لم يتم البدء فيه حتى الآن.
والمبنى ظل 8 سنوات يتم استقبال المواطنين فيه وهو مملوء بالقمامة والحشرات والمواشى لتقديم الخدمة الطبية لهم، وكان يقوم الطبيب المعالج باستخدام غرفة للكشف يضع بها أجهزته ومعداته التى تساعده على القيام بعمله حتى لا يتوقف عن تقديم الخدمة للمرضى، ويضطر 23 موظفا على قوة العمل بالوحدة إلى الجلوس فى الغرفة الثانية طيلة فترة العمل حتى لا يتم انقطاع تقديم الخدمة عن المواطنين.
جدير بالذكر أن الوحدة تخدم مواطنين عددهم أكثر من 70 ألف نسمة ويضطر المواطنون للاستعانة بالأطباء فى المنزل أو الذهاب لمسافات تصل إلى أكثر من 35 كيلو مترا للذهاب لأقرب مستشفى مركزى أو لطبيب فى عيادته الخاصة وذلك للوضع السئ للوحدة الصحية.
جنوب سيناء/ المستشفيات خالية من الأطباء والأجهزة الطبية.. وحدة «وادى فيران» مغلقة منذ 3 سنوات.. والأهالى يضطرون لقطع 120 كيلومتراً لتلقى العلاج
جنوب سيناء - فايزة مرسال
المستشفى المركزى بمدينة سانت كاترين الذى يفترض أن يكون نموذجاً يحتذى به للرعاية الصحية فى واحدة من أهم المدن السياحية فى مصر والتى يفد إليها السائحون من جميع أنحاء العالم للاستمتاع بطبيعتها الخلابة ومقاصدها الدينية، أصبح نموذجا صارخا للإهمال والعجز فى الأطباء، بل وفى التخصصات كالتخدير والعيون والعظام والمخ وغيرها.
وقال سليمان الحبالى، من قبيلة الجبالية، إن المستشفى لا يوجد به أطباء، رغم أنه يخدم مدينة سياحية يعرفها كل العالم، مشيرا إلى أنه إذا تعرض مواطن لمرض مفاجئ أو حادث يحول لمستشفى شرم الشيخ، أو دهب الذى يبعد أكثر من 200 كيلو عن مدينة سانت كاترين.
فيما أكد الشيخ رمضان رويبض، أحد مشايخ قبيلة المزينة، أن الوحدة الصحية بوادى فيران مغلقة منذ أكثر من ثلاث سنوات والأهالى لا يجدون العلاج وربما يموتون إذا تعرضوا لحادث طارئ، حيث يضطرون للانتقال لطور سيناء لمسافة تزيد على 120 كيلومترا.
ويقول جميع حميد سريع، من أبناء قبيلة المزينة ومقيم بقرية الطرفة التابعة لمدينة سانت كاترين، إننا نفتقر إلى الخدمات العلاجية ونقتصر على العلاج بالسماعة وتوقيع الكشف الطبى الظاهرى، مشيرا إلى أنه فى حالة حدوث وعكة صحية لأحد المواطنين يتم النقل بسيارات البدو إلى مستشفى طور سيناء على بعد 170 كم لتلقى العلاج، موضحا أن الوحدة الصحية بالطرفة تعانى عجزا فى الأجهزة الطبية والأشعة.
كما أوضح سريع، أن بدو المدينة والمقيمين بالوديان، قد طالبوا محافظ جنوب سيناء بدعم الوحدة الصحية وتوفير الاحتياجات للمستشفى، منذ أكثر من عام وقد وعد بالحل، ولكن مازال الوضع كما هو دون جدوى من المسؤولين ويتم تحويلنا لمستشفى طور سيناء العام للولادة، وهذا التحويل مكلف ومرهق ماديا وتصل التكلفة من200 إلى250 جنيه ومصدر الرزق بسيط، مطالبا بتوفير الرعاية الطبية للبدو.
بنى سويف/ 25 وحدة تبحث عن «أطباء وأجهزة».. المستشفى العام بلا أجهزة أشعة ونقص فى معدات العناية المركزة.. ومصدر طبى: نقص الأطباء سيتزايد
بنى سويف - أيمن لطفى
تعانى المستشفيات والوحدات الصحية فى بنى سويف من مشكلات أهمها ضعف الإمكانات وتعطل المعدات أو نقصها، بالإضافة إلى نقص فى أنواع معينة من الأدوية والمستلزمات الطبية وعدد الأطباء، وأيضا تغيب بعضهم عن النوبتجيات للاهتمام بالعيادات الخاصة أو بسبب تعيينهم فى وحدات نائية.
ويشهد مستشفى بنى سويف العام منذ شهور قيام الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة بتطويره ورفع كفاءته، حيث تم نقل قسم العناية إلى مستشفى ناصر المركزى شمال المحافظة، ولا يجرى بالمستشفى العام سوى العمليات الصغرى ولا يوجد سوى أقسام الاستقبال والداخلى التى تعمل أثناء تطوير المبنى، بالإضافة إلى تعطل الأشعة المقطعية وتوقفها عن العمل بسبب تلف جزء أساسى منها، فضلا على عدم وجود أشعة رنين مغناطيسى، مما أدى إلى اعتماد المرضى على المراكز الخاصة ذات الأسعار المختلفة.
أما المستشفيات المنتشرة بمراكز المحافظة فلا يوجد بها أقسام عناية سوى بمستشفيى مراكز ناصر والفشن ولا توجد أشعة مقطعية سوى فى مستشفى مركز ناصر فقط، بينما تعانى مستشفيات ناصر والفشن من أعطال وتوقف فى أجهزة الحضانات. هناك أيضا نقص فى أنواع مختلفة من الأدوية والمستلزمات الطبية وبرغم أن المحافظة رصدت 40 مليون جنيه لتطوير المستشفيات المركزية وتقرر البدء بمستشفيين كمرحلة أولى هما ببا وسمسطا، لم يتم البدء فى خطوات التنفيذ لعدم صرف المحافظة الدعم المالى الخاص بالتطوير حتى الآن. أما الوحدات الصحية بمراكز بنى سويف، ومنها 25 وحدة فى مناطق نائية هى: «العلالمة، سنور، منشأة عاصم، الحرجة، الحمام، على حمودة، جزيرة أبو صالح، على زيدان، النواميس، المناشى، ميهوب الديب، الدهابية، العجرة، غياضة الشرقية، جبل النور، الحيبة، فتعانى نقصاً فى الأدوية ومصل الثعبان والعقرب، فضلا على غياب الأطباء عن وحداتهم بشكل دائم وإغلاق الوحدات ليلاً.
وأكد مصدر طبى بمديرية الصحة ببنى سويف لـ«اليوم السابع» أن مشكلة نقص الأطباء فى الوحدات الصحية سوف تتفاقم خلال الأيام المقبلة.
كفر الشيخ/ 28 مستشفى تكامليا معطلة.. والأجهزة فى «الكراتين» لعدم تدريب الأطباء.. وحدات قرى بلطيم تعمل يومين فى الأسبوع.. و20 «حضانة» بمستشفى بلطيم بينها 12 متعطلة و8 تعمل
كفر الشيخ - محمد سليمان
لاشك أن هناك قصورا كبيرا فى تقديم الخدمات الطبية فى الوحدات الصحية بكفر الشيخ، خاصة الوحدات المتطرفة على حدود محافظة الدقهلية والغربية والقرى الفقيرة والبعيدة عن المدن، فهناك أكثر من 20 وحدة صحية لا يوجد بها أقل الإمكانيات، بالإضافة إلى ذلك هناك 28 مستشفى تكامليا أقيمت على مساحات واسعة بالقرى الأم بالمحافظة مهملة تماما، وبها أجهزة تعد بالملايين غير مستغلة، وعلى رأسها مستشفى التكامل بالجرايدة التى تحول لمكان خرب.
لم تجد وزارة الصحة سوى تحويل هذه المستشفيات إلى مراكز لطب الأسرة أو الإدمان أو الحميات بعد اكتشاف عدم جدوى تطويرها، إضافة إلى تسيير قوافل طبية بين الحين والآخر إلى بعض القرى المحرومة بعد تكرار شكاوى المواطنين.
الوحدة الصحية بقرية 36 التابعة لمركز الحامول مثال حى على ذلك، فهى تفتقد بدورها الخدمات الطبية، حيث أكد محمد السيد على «من أهالى القرية»، أن الوحدة الصحية ليس بها سوى طبيب واحد يأتى يوم واحد أسبوعيًا، مطالبًا بتحويل هذه الوحدات الصحية إلى مستشفيات مركزية لتوافر فيها غرف للعمليات وإسعافات أولية، بالإضافة لعدم وجود الأجهزة الكافية بالمستشفى.
وأشار المهندس سعد عبدالله إلى أن الوحدات الصحية بمحافظة كفر الشيخ كلفت الدولة كثيرًا دون فائدة ولا تقدم سوى الإسعافات الأولية، مشددًا على أن بها كثيرًا من الأجهزة الحديثة مشونة فى كراتين لعدم تدريب الأطباء عليها.
وأضاف محمد صالح على، من قرية 85 التابعة لمركز بلطيم الواقعة على حدود محافظتى كفر الشيخ والدقهلية، أن الوحدة الصحية لا تقدم أى أدوية ولا يوجد بها أماكن لإجراء عمليات، إضافة إلى أن الطبيب لا يتواجد سوى يومين فى الأسبوع فقط.
أما مستشفى بلطيم المركزى الذى تم هدمه ليتم إنشاء مستشفى جديد خلال عامين فقد تعالت صيحات أهالى بلطيم، اعتراضاً على المدة الزمنية التى يستغرقها بناء المستشفى، خاصة أنه تم تشوين الأجهزة وتم وضع المرضى فى مبنى صغير، ما دفع أهالى بلطيم لمطالبة المسؤولين بالصحة، لتقصير المدة من عامين لعام للانتهاء من المستشفى المركزى.
وأكد ياسر العسقول «صاحب مكتبة» ضرورة أن يتم توفير وحدة للقلب، وقال، إن المساحة المخصصة لمستشفى بلطيم 900 متر فقط، وهذه لا تكفى لتقديم خدمة طبية متكاملة تشمل كل الأقسام.
وأشار إلى أن المستشفى به 20 حضانة يعمل منها 8 حضانات، كما أن وحدة المناظير وجهاز ضربات القلب معطلان، كما أن هناك حاجة ماسة لأجهزة غسيل كلوى، على حد قوله.
وأضاف: «نطالب بتفعيل الوحدات الصحية فى الخاشعة، والشهابية والحماد»، مشيراً إلى أن هناك مستشفيين لا يعملان بالأداء المطلوب وهما النرجس والأمل، مطالبا بتشغيلهما لاستقبال الحوادث من على الطريق الدولى الساحلى».
وأكدت الدكتورة لميس المعداوى، وكيل وزارة الصحة بكفر الشيخ أن المحافظة بها 28 وحدة تكامل يُجرى تحويلها إلى مراكز للإدمان ومستشفيات للحميات، لعدم وجود التجهيزات اللازمة لإجراء العمليات، ولبعدها عن بنوك الدم، كما تم تحويل عدد منها إلى مراكز طب أسرة وصحية لتقدم الخدمات الأولية، مثل التطعيمات وتنظيم الأسرة ورعاية الأطفال والحوامل وعيادات خارجية، وتم إعداد خطة لتطوير هذه الوحدات وتحويلها إلى مستشفيات نوعية.
وأشارت إلى أن هناك 19 مستشفى تعمل كمراكز للرعاية الصحية الأولية، وقد تم عمل انتداب للأخصائيين «نساء - جراحة - أطفال - جلدية - باطنة» لكل مستشفيات مركزى كفر الشيخ ودسوق وعددها 14 مستشفى من إجمالى 28 مستشفى على مستوى المحافظة كمرحلة أولى، وسيتم انتداب أخصائيين لمستشفيات مراكز سيدى سالم ومطوبس وقلين وبيلا كمرحلة ثانية الشهر القادم.
وعلى جانب آخر أكد الدكتور أسامة حمدى محافظ كفر الشيخ، أنه غير راض عن الأداء، لافتا إلى وجود قصور كبير، مضيفا: «لابد من إصلاح الخلل وتغيير المنظومة لتقديم خدمة طبية متميزة للمرضى»، مشددا على أنه سوف يعمل على دعم المستشفى العام وسيتم بناء ثلاثة طوابق جديدة تشمل 45 حجرة بها العديد من الأقسام الجديدة.
بورسعيد/ وحدات بحر البقر الصحية «معطلة».. والأهالى يدفعون ثمن الإهمال.. الأهالى: «مفيش طبيب ولا تشخيص والعلاج الموجود أقراص فيتامين B ومرهم لكل المترددين»
بورسعيد - محمد فرج
المآسى الطبية يتجرعها المرضى البسطاء على أرض الواقع، هناك فى قرى بحر البقر التى تقع جنوب بورسعيد على ما يقرب من 45 كيلو متر بسبب الوحدات الصحية التى تفتقر للخدمات الطبية والعلاجية بهذه المناطق النائية المحرومة من الرعاية الصحية وسط صمت وتجاهل المسؤولين الذين اكتفوا بالتصريحات الوردية رغم استغاثات البسطاء الذين يدفعون حياتهم وحياة أطفالهم ثمن الإهمال.
ويقول حسين محمد جابر، مهندس زراعى بالمعاش، إن الوحدات الصحية بقرى بحر البقر يحولها الطبيب الممارس العام إلى «سبوبة» من خلال عياداتهم التى يديرونها بعد غلق الوحدة الصحية بالضبة والمفتاح عقب أذان الظهر دون مبالاة بحياة الحالات الطارئة التى تلفظ أنفاسها على أعتابها، ورفعنا شكونا لله بعد أن فقدنا الأمل فى الصحة. وتضيف سماح رجب، ربة منزل 35 سنة: «كان زمان وبالتحديد منذ 3 سنوات تجد الطبيب موجودا بالوحدة الصحية ليل نهار، وفيه علاج وتشخيص، النهاردة مفيش طبيب ولا تشخيص، والعلاج الموجود أقراص فيتامين B ومرهم وشراب وخافض للحرارة لكل المترددين، وكأن الأعراض متشابهة، ولو حاولت تستفسر يقول الطبيب هوه ده اللى موجود..». وفى حزن شديد تقول وردة السيد عوض 42 سنة ربة منزل، «كنت أعانى من التهاب بالأذن فتوجهت للوحدة الصحية بمنطقة «عايش»، فالطبيب قال مفيش عندنا تخصصات روحى بورسعيد قلتله أنا مش حمل سفر يادكتور، قال مش مشكلتى. ويكشف أحمد محمد جابر مأساة حقيقية لطفل لم يتجاوز الحادية عشرة من عمره عندما تعرض لحادث دراجة بخارية وتوجه للوحدة الصحية بمنطقة عايش ووجدها مغلقة وتم نقله بسيارة إسعاف وعندما وصل لقسم الطوارئ بمستشفى بورسعيد تم بتر قدمه اليسرى وبعض الأطراف، ناهيك عن الحالات الطارئة التى تصاب بجلطات بالمخ لعدم وجود الإسعافات الأولية.
موضوعات متعلقة..
- خريطة المستشفيات المغلقة.. الحلقة الثانية.. 40 مستشفى ووحدة صحية معطلة فى 9 محافظات.. 250 مليون جنيه لم تسعف مستشفيات الغربية والدقهلية للعمل.. وتوقف أعمال الإنشاء 5 مستشفيات
- خريطة المستشفيات المتعطلة بالمحافظات.. الحلقة الأولى.. قلوب تتوقف بفعل الإهمال ومليارات تم إنفاقها على 101 مستشفى ووحدة صحية معطلة بـ8 محافظات.. ومواطنون يلفظون أنفاسهم الأخيرة على أبواب المستشفيات
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة