وصل إلى وادى حميثرة جنوب غرب مدينة مرسى علم التابعة لمحافظة البحر الأحمر، قرابة المليون شخص منذ الأول من ذى الحجة حتى اليوم لحضور إحياء ذكرى قطب الصوفية الشيخ أبو الحسن الشاذلى، ولإحياء الذكرى الختامية لذكراه، للوقوف على جبل حميثرة المجاور للمقام تزامنًا مع وقوف الحجاج على جبل عرفات.
سيارات نقل ذات أحجام مختلفة تعلوها مكبرات صوت ضخمة تذيع أناشيد وابتهالات دينية صوفية الأصل، تحمل بداخلها المئات من الموردين والمحبين إلى مقام سيدى أبو الحسن الشاذلى لحضور الليلة الختامية هناك ثم المغادرة إلى بلادهم.
عادات وتقاليد مختلفة خلقتها الجموع هناك من مختلف المحافظات، فمنهم من يزور تلك المقام تبركًا به إلى الله وأنه من أولياء الله الصالحين وتتلمذ على يد علماء أجلاء كما هو مكتوب داخل مقامه، حيث إن زيارته تقتصر على كونه ولى من أولياء الله وأنه صار على نهجاً طيب.
أما الطرف الثانى من الناس يذبح الذبائح ويقيم على أطراف المكان متعبدين هناك ومنهم من يدعى باسم صاحب المقام أن يشفى مريضه سوءًا ابنه أو ابنته أو زوجته وهكذا، ومنهم من يطلب باسم المقام وغير ذلك.
وحول مقام الشاذلى أبو الحسن توجد خيام كثيرة وهى الأقرب للمقام أقامها التجار بائعو حلوى المولد، وألعاب الأطفال والبقوليات وغيرهم، وكذلك يوجد قرب المقام مقاهى تقدم بداخلها الشيشة.
من ناحية أخرى قامت الوحدة المحلية لمدينة مرسى علم برفع حالة الطوارئ القصوى بجميع القطاعات الخدمية للمدينة وإلغاء الإجازات للاحتفال بالليلة الختامية لمولد "العارف بالله" سيدى أبو الحسن الشاذلى اليوم الأربعاء.
وصرح اللواء أحمد عبد الله محافظ البحر الأحمر بأنه تم رفع درجة الاستعداد لليلة الختامية التى يحتشد فيها آلاف الصوفيين من مختلف المحافظات والدول العربية، للمبيت بجبل "حميثرة" الليلة وهو الجبل الذى عاش فيه "العارف بالله" ووافته المنية بنفس الجبل أثناء رحلته لأداء فريضة الحج.
وأوضح محافظ البحر الأحمر فى تصريحات صحفية له أنه تم تخصيص دوريات أمنية ومرورية على الطريق من مرسى علم حتى قرية الشيخ الشاذلى مرورا بسيدى سالم لتأمين زوار الشيخ وتأمين الطريق مع تواجد سيارات الإسعاف بشكل مكثف.
وأشار المحافظ إلى أنه تم دعم الوحدة الصحية بالقرية بأطباء من مديرية الصحة فى كل التخصصات وتوفير الأدوية اللازمة، ونقل عشرات الأطنان من مياه الشرب إلى الساحات المنتشرة بجوار ضريح الشيخ.
وأعلنت مديرية الصحة، حالة الطوارئ بالمدينة، وتم الدفع بعدد كبير من سيارات الإسعاف والأطباء وأطقم التمريض، كما تم تعزيز الخدمات الأمنية بالمدينة والدفع بعدد من سيارات الإطفاء لمواجهة أى ظروف طارئة.
وأكد اللواء عادل التونسى مدير أمن البحر الأحمر، استمرار الخدمات الأمنية المدعمة حتى انتهاء الاحتفالات مع تكبيرات عيد الأضحى المبارك.
يذكر أن قطب الصوفية سيدى أبو الحسن الشاذلى اسمه الحقيقى هو أبو الحسن على بن عبد الله بن عبد الجبار الشاذلى المغربى الزاهد، الصوفى إليه تنتسب الطريقة الشاذلية ولد عام 571هـ بقبيلة الأخماس الغمارية، تفقه وتصوف فى تونس، وسكن مدينة (شاذلة) التونسية ونسب إليها، وتوفى الشاذلى بوادى حميثرة بصحراء عيذاب متوجهًا إلى بيت الله الحرام فى أوائل ذى القعدة 656هـ.
تتلمذ أبو الحسن الشاذلى فى صغره على يد الأمام عبد السلام بن مشيش، فى المغرب، وكان له كل الأثر فى حياته العلمية والصوفية، ثم رحل إلى تونس، وإلى جبل زغوان، حيث اعتكف للعبادة هناك.
وارتقى منازل عالية فى الفكر الصوفى ودرس بها على أبو سعيد الباجى ورحل بعد ذلك إلى مصر وأقام بالإسكندرية، حيث تزوج وأنجب أولاده شهاب الدين أحمد وأبو الحسن على، وأبو عبد الله محمد وابنته زينب، وفى الإسكندرية أصبح له أتباع ومريدون، وانتشرت طريقته فى مصر بعد ذلك، وانتشر صيته على أنه من أقطاب الصوفية فى العالم أجمع.
ووافته المنية فى وادى حميثرة غرب مدينة مرسى علم جنوب البحر الأحمر، أثناء مروره إلى ميناء عيذاب ثم إلى الأراضى المقدسة، لأداء فريضة الحج، والذى طالب خادمه خلال رحلته بتلك الوادى بدفنه فى تلك المكان.
بالصور.. آلاف الصوفيين يقفون على جبل حميثرة فى الليلة الختامية من إحياء ذكرى أبو الحسن الشاذلى جنوب البحر الأحمر تزامنًا مع وقوف الحجاج على عرفة.. وأجهزة الأمن تستعد لتأمين الفعاليات
الثلاثاء، 22 سبتمبر 2015 08:31 م
جانب من الفعاليات
البحر الأحمر – عماد عرفة
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة