الكثير منا يلجأ إلى بعض الحيل للحصول على ما يريد، فتجده يعلن عن وجوده بطريقة ما ليكسب شيئاً من التعاطف حتى يشعر بوجوده وقيمته، وقد يبدو ذلك واضحاً عندما يلجأ البعض منا إلى لفت الانتباه لعدم الاهتمام به من الآخرين، فيجبرهم بطريقة ملتوية للحصول على ما يريد، إنها طريقة التلاعب بمشاعر الآخرين واستغلال حبهم وضعفهم تجاهنا.
لذلك تجد السماح لهم وتلبية ما يريدون يقوى بداخلهم الشعور الذى يدعيه بل وبمرور الوقت يصدق نفسه ويتمادى فيه، بل تجده يشعرك بخيبة الأمل وعدم شعوره بالاستقرار فيستدرجك إلى متاهة التلاعب بك، فتصدقه وبمساعدتك له تنمى وتقوى له ما يدعيه، وبرفضك له قد يشعرك بالذنب وإنك من أحد عوامل فشله، انتبه لذلك وقم أنت بتوضيح له وجهة نظرك بأسلوب راقى ومحب له حتى يكون هناك حدود لا يتخطاها، وحتى لا يجبرك على فعل أشياء ليست فى استطاعتك أو لست راضياً عنها.
احذر المتلاعبون بك فهم يستخدمون قوة غير مباشرة لتحقيق رغباتهم أو للحصول على حلول لمشاكلهم بوسائل شتى ويلجئون إلى مناورات ومجادلات وأعذار بل وتهديدات وهذا من سمات شخصيتهم الضعيفة.
هم يفتقرون إلى التطور والإبداع ويحاولون محاصرتك بكل الوسائل بأنك إذا لم تساعده فقد تصل به الأمور إلى كارثة، يتعمدون أن يبدوا على غير حقيقتهم ويقع فى فخهم الكثير، وإذا كان لديك من الخبرة الكافية فى فن التعامل مع الناس فسوف تكتشفهم بسهولة وتضع حدا لابتزازهم العاطفى.
وهناك بالفعل من يستحقون منا المساعدة والمساندة فى محنتهم فلا تبخل عليهم بل قدم لهم ما تستطيع بإيجاد حلول وبدائل للخروج من أزمتهم ومعاودة الحياة برقى وإيمان. يقول لاوتسو: "من يفهم الناس فهو حكيم، ومن يفهم نفسه فهو متفتح الذهن".
لأننا نخوض كل يوم معارك شرسة فى حياتنا وبصمت قاتل فكن حذر من الآخرين وعامل كل منهم على قدر عقولهم.
يقول جوته: "عامل الشخص بحسب حقيقته وسوف يبقى كما هو فى الحقيقة، وعامل الإنسان كما يمكن أو ينبغى أن يكون وسوف يصبح ما ينبغى أن يكون". لذلك الأفضل لمن يعانى من تلك الحالة أن يطلب ما يريد مباشرة وبصراحة حتى يراه الآخرون بوضوح وحتى يكتسب الثقة فى ذاته فيحترمه ويقدره الآخرون، وإذا صارت الأمور على غير ما ترغب فيه نتيجة حساباتك الخاطئة فأسع إلى تعلم الحكمة من إخفاقك حتى لا يلازمك الشعور القاسى بخيبة الأمل، فتعلم واكتسب الخبرة وأعد المحاولة بتصحيح أوضاعك حتى يكون للفكر بداخلك قوة لا يستهان بها فى وزن الأمور، هنا يكمن سر نجاحك فيما بعد وهو عندما يكون رد فعل ايجابى تجاه هواجس النفس فتتحكم فيها أنت.
أرشيفية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة