الجامعة العربية تطالب برؤية متكاملة تلزم العرب بحماية الأطفال

الإثنين، 14 سبتمبر 2015 02:56 م
الجامعة العربية تطالب برؤية متكاملة تلزم العرب بحماية الأطفال إيناس مكاوى مدير إدارة المرأة والأسرة والطفولة بالجامعة العربية
كتب مصطفى عنبر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
طالبت جامعة الدول العربية بضرورة وضع رؤية متكاملة تستهدف التزاما عربيا وإقليميا لحماية الأطفال وحقوقهم فى ظل ما تمر به المنطقة العربية من حروب ونزاعات وأوضاع لجوء وتشتت.

وقالت المستشار أول إيناس مكاوى، مدير إدارة المرأة والأسرة والطفولة بالجامعة العربية، فى كلمة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية خلال افتتاح أعمال الاجتماع الثالث للجنة الاستشارية العربية لحقوق الطفل التى بدأت اليوم، الاثنين، بمقر الأمانة العامة برئاسة الاْردن لمناقشة المسودة الأولى للاستراتيجية العربية للنهوض بأوضاع الطفولة فى الوطن العربى لما بعد 2015"، أن صورة الطفل السورى "إيلان كردى" التى صدمت العالم بأسره ذلك الطفل الذى صدمته الأمواج وألقت به صريعا على شاطئ الهجرة جعلت دولا تعدل عن سياساتها تجاه اللاجئين كما أن عملية إحصاء الضحايا من الأطفال أصبحت صادمة وما يتعرض له الأطفال فى عدد من الدول المنغمسة فى صراعات مدمرة لأبشع صور العنف كما الحال فى سوريا والعراق واليمن وليبيا وغيرها من أماكن الصراعات.

الطفل صار الضحية الأولى للإرهاب


وأضافت مكاوى أن الحديث عن حماية الطفل وصيانة حقوقه يحتم على الجميع أن يركز على أوضاع الطفل العربى وما يعيشه فى خضم هذه النيران المستعرة والحروب العبثية والعنف والإرهاب الاعمى الذى بات الطفل فيه الضحية الاولى جراء مايتعرض له من قتل وتشريد وامتهان صارخ لحقوقه.

وقالت مكاوى أن إعداد جامعة الدول العربية للاستراتيجية العربية للنهوض بأوضاع الطفولة لما بعد 2015 يأتى متزامنا مع موجة النزوح الأخيرة التى شهدتها عدد من الدول فى المنطقة العربية والتى اثبتت أن الأطفال هم من يتحملون العبء الأكبر لتبعات اللجوء بسبب الحروب.

انقاذ الطفولة العربية


وأضافت مكاوى أن العالم العربى يواجه ظروفا وتحديات هى الأعتى والأصعب من كافة الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والإنسانية، موضحة أن تلك الظروف والمستجدات أصبح لها تداعيات مباشرة على الانسان العربى شيخه وطفله مما يتطلب وقفة تأمل لوضع الطفولة العربية وكيفية انقاذ حقوقها.

وقالت مكاوى: أن غياب تطبيق التشريعات الدولية لحقوق الطفل وبصفة خاصة فى ظل النزاعات المسلحة وفى مرحلة يتم فيها تجنيد الأطفال ضمن جيوش وجماعات مسلحة فى اكثر من بلد عربى وبعد سقوط آلاف الأطفال جراء العنف البالغ القسوة نعتبره ليس فقط جريمة نكراء يندى لها جبين الإنسانية وإنما قتل للأمل وتدمير لمستقبل الدول التى تعانى طفولتها من هذه المآسى والنكبات بل وتنتج جيلا بأكمله معاق جسديا ونفسيا.

الطفل الفلسطينى مثال حى لمأساة الطفولة فى الوطن العربي


ولفتت مكاوى إلى أن هؤلاء الأطفال لا ذنب لهم سوى أنهم ولدوا فى مناطق الصراعات وان ما يواجهه الطفل الفلسطينى لمثال حى على مأساة الطفولة فى الوطن العربى.

وأكدت مكاوى أن هذه المآسى تتطلب من الجميع أن يعملوا سويا كشركاء معنيين بقضايا الطفولة بكل جهد وطاقة على المستوى الإنسانى والدينى والقانونى لحماية الأطفال وخاصة أولئك الموجودين فى مناطق النزاعات.

كما طالبت مكاوى بالتحرك الجدى من كافة المعنيين بقضايا الطفولة لإطفاء هذه الحرائق المشتعلة فى المنطقة وانقاذ الطفولة العربية وتمكين الأجيال القادمة من تحقيق ما تصبو اليه من تطلعات مشروعه فى بناء مجتمعات تسودها العدالة واحترام كرامة الإنسان والعيش فى مناخ آمن مستقر.

الإعداد للمؤتمر العربى الخامس لحقوق الطفل


وأكدت مكاوى أن اجتماع اليوم يأتى للقيام بمهام عديدة منها تشكيل فريق العمل المعنى بإعداد الاستراتيجية ووضع تصور عام لخطة العمل التنفيذية للاستراتيجية ووضع مشروع إنشاء آلية عربية للطفولة وكذلك الإعداد للمؤتمر العربى الخامس رفيع المستوى لحقوق الطفل.

وقالت أن الجامعة العربية وضعت حقوق الطفل وسبل حمايته نصب أعينها وواصلت الجهود والسعى للارتقاء بأوضاعه فى إطار مقاربة حقوقية تراعى مصلحة الطفل من كافة النواحى وتقوم على ترابط الحقوق وتكاملها وعدم قابليتها للتجزئة وذلك من خلال عرض المسودة الاولى للإطار العام للاستراتيجية العربية للنهوض بأوضاع الطفولة فى الوطن العربى لما بعد 2015 حتى تكون بمثابة اجندة التنمية للطفولة فى الوطن العربى، مشيرة إلى أنه تم إدراج العديد من الموضوعات أيضا على جدول اعمال الاجتماع منها النهوض بالطفولة المبكرة وضمان حماية حقوق الأطفال فى حالات الطوارئ وظروف عدم الاستقرار والأطفال اللاجئين.

يناقش الاجتماع على مدى يومين الإطار العام للاستراتيجية والتى ستعد بمثابة الاجندة العربية للنهوض بأوضاع الطفولة فى المنطقة العربية خلال الفترة من 2015 إلى 2030.

وضع الأطفال اللاجئين فى الصراعات المسلحة


كما تتناول اللجنة بالبحث والإدراسة عددا من الموضوعات من ضمنها وضع الأطفال اللاجئين فى الصراعات المسلحة بهدف وضع الاليات التى تعمل على توفير الحماية والتأهيل والتعليم والحصول على الخدمات الصحية للأطفال فى حالات النزوح واللجوء، وظاهرة العنف ضد الأطفال بهدف تعزيز أنظمة حماية الطفل الوطنية على المستوى المحلى ووضع برامج للوقاية والحد من الزواج المبكر والاستغلال الجنسى.

كما تناقش اللجنة أيضا القضايا التالية "الطفولة المبكرة، والأطفال فى خلاف مع القانون، الأطفال ذوى الإعاقة، عمالة الأطفال، أطفال الأمهات السجينات، الأطفال وإدارة المخاطر الناجمة عن الكوارث وغيرها من الموضوعات المدرجة على جدول أعمالها.

كما يأتى الهدف من عرض ومناقشة الإطار العام للاستراتيجية العربية للنهوض بأوضاع الطفولة فى المنطقة العربية تمهيدا لإطلاق استراتيجية عربية موحدة تكرس الالتزام برعاية وحقوق الطفل العربى وتمثل سياجا واقيا يحميه فى أوقات السلم والحرب ضمن منظومة متكاملة تشمل مجالات التعليم والحماية والوقاية والصحة.

يشارك فى أعمال اللجنة الاليات الوطنية المعنية بقضايا الطفولة فى المنطقة العربية، وعدد من المنظمات الإقليمية العاملة فى مجال حقوق الطفل وعدد من الخبراء على المستويين الحقوقى والاجتماعى فى مجال حقوق الطفل.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة