أمانى سامح، الفتاة العشرينية، تقول إن هذا ممكن، أنا شخصيا مصابة بإدمان الأكل، يمكن أن أستيقظ من أحلى نومه لتناول الطعام، أو أسافر لمسافات بعيدة من مدينة إلى أخرى فقط لتناول وجبة بعينها، وخلال عام فقط زاد وزنها حوالى 18 كيلو.
على الرغم من أنها لا تصنف كفتاة "ممتلئة" إلا أنها تؤكد: لا أتمكن من التوقف عن الأكل إلا حينما أتعب منه، فتقريبا لا أشعر بالشبع، ولكننى أحاول دائما مواجهة ذلك بمزيد من الرياضة فأحافظ على مظهرى بالشكل المطلوب.
هند محمد، تعانى من نوع آخر من الإدمان، هو إدمان "العطور"، تؤكد أنها تشترى بكل دخلها عطورا، وتصيبها فوبيا الشراء إذا ما مرت أمام أحد محلات العطور، وبمجرد أن تدخل يمكن أن تشترى نفس العطور التى لديها بالفعل، وحتى لو كانت لا تحتاج للشراء، ولو كانت تملك نفس العطر بمجرد أن تدخل إلى المحل ويعجبها يجب أن تشتريه.
ذلك الإدمان مثلما تحكى كان لدى خالها بشكل ما، ولكن بالنسبة لها المعاناة أكبر، وتقول هند: فعلا بحس أنى مبسيطرش على نفسى بمجرد دخول محل البرفيوم، وحتى فكرة أنى ما أروحش محلات ومشوفش حاجة بقت صعبة بالنسبالى ومبقتش قادرة أعملها.
عماد يسرى، الثلاثينى، يقول إن كل شخص يكون له حالة عشق وإدمان بسيط لنوع معين من الطعام كالأسماك مثلا ، ولكن حينما تسافر أسبوعيا لتناول شىء ما، فهذا أيضا يعتبر إدمان.
الدكتور محمد عادل الحديدى، أستاذ الطب النفسى وعلاج الإدمان بجامعة المنصورة، يقول إن الإدمان له مفهومان، المفهوم العام للإدمان والمفهوم الخاص له، المفهوم الخاص هو إدمان المخدرات، والمفهوم العام يعنى اضطراب فى السلوك يجعل صاحبه ينصاع لمجموعة من الأفعال بصفة تكرارية رغم الأضرار الناجمة عنها إلا أنه لا يستطيع الإقلاع عنها.
ويتابع: هذا ينسحب على التشخيص الخامس لسنة 2015 للجمعية الأمريكية للطب النفسى، وهى أعلى منظمة لطب النفس فى العالم، حيث أضافت لتصنيف الاضطرابات النفسية مجموعة من الأشياء الحديثة فى الإدمان، مثل إدمان الفيس بوك، والإنترنت، والجنس، والشوبينج، والأكل، والتلفزيون.
وأوضح أستاذ الطب النفسى أن هذه الأنواع من الإدمان أصبح معترفا لها، وأصبح لها أعراض وقاعدة فى التشخيص، وتلك الأعراض هى، لو كان الشخص مضطرا لعمل العادة بشكل مبالغ به للغاية لدرجة أنها بدأت تؤثر على علاقاته الاجتماعية ووظيفته أو دراسته، وإذا أصبح هذا الشخص غير قادر عن التوقف عن ممارسة تلك السلوكيات رغم ما تحدثه له من أزمات، وحين يقضى وقتا مبالغا لهذه الأشياء أكثر مما يتوقع، بمعنى أنه يحدد ساعة لممارسة البلاى ستيشن مثلا ثم نكتشف أننا قضينا اليوم كله فى اللعب وضياع وقت العمل.
ويؤكد أن هذا الإدمان يحتاج علاجا، لأن الأبحاث تشير إلى أن تلك الأشياء تثير مؤثرا عصبيا يدعى الدوبامين وهو يفرز فى الوقت الطبيعى فى حالة النجاح أو الفوز ويعتبر جهاز المكافأة فى المخ، حينما تنجح وتحقق شيئا جيدا يفرز الدوبامين ليعطيك شعورا جيدا، وهؤلاء المدمنون يفرز لهم كمية من الدوبامين مع فعل تلك الأشياء، ويصبح الشخص مرغما على فعل تلك الأشياء ليفرز الدوبامين فى جسمه، وهذا المؤثر هو نفسه الذى يفرز مع المخدرات، ولذلك فتلك الحالات تعتبر إدمانا بالفعل ويجب الحذر منها جيدا ومحاولة الاعتدال فيما يخص هذه الأشياء .
وينوه: علاج ذلك الإدمان يحدث من خلال تغيير السلوك المعرفى وتعديل المعتقدات فى عقل من يعانون منه، وفى بعض الأوقات –ليس فى الغالب- نحتاج إلى الأدوية التى تساعده على الإقلاع.
أمانى سامح
هند محمد
عماد يسرى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة