محمد نصيح الجابرى يكتب: المصلحة

الأحد، 23 أغسطس 2015 12:00 ص
محمد نصيح الجابرى يكتب: المصلحة ورقة وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إنها الكلمة التى عجز القاموس الإنسانى عن وضع تعريف صريح لها، إنها المواقف التى تجعلك تندم كثيرا على ما فعلت، إنها الأماكن التى تذكرك بتلك اللحظات التى ندمت أنك فكرت، إنها أشياء كثيرة عجز العقل البشرى عن الوصول إلى حل سر هذا اللغز إلا وهو ( المصلحة ).

ربما كثيرون منا عاشوا حياتهم على الفطرة تربوا على العادات والتقاليد الأصيلة تربوا على إنكار الذات من أجل الآخرين، وربما أعطوا للآخرين أكثر من عطائهم لأنفسهم، ولعلهم يأتون فى بعض الأوقات ويندمون على ما فعلوا مع أولئك الأشخاص، نعم تعالوا نحاول أن نفسر هذا اللغز ربما كدنا أن نصل إلى حقيقته، من وجهة نظر البعض يرى أن المصلحة أن تعرف شخصا ما من أجل خدمة ما مع قطع جميع العلاقات الإنسانية بعد الحصول على تلك الخدمة، فربما كان من سبل القطيعة عدم إلقاء السلام، تجاهل الأشخاص، الانفراد بالرأى بعيدا عن الآخرين، فكلها سبل تؤدى فى نهاية الأمر للوصول إلى مفهوم المصلحة، إنها الفاجعة، كيف نجعل المصلحة معيارا للتعارف على الآخرين؟، كيف تجعل المصلحة معيارا لتقييم الأشخاص سواء أكانوا مخلصين أم خائنين؟ كيف نجعل المصلحة نبراسا لنا فى حياتنا؟ إنه الجنون البشرى إنه الجشع إنه الغموض إنه حب الذات إنه الأصل المنحرف، قل ما شئت وتحدث كيفما تشاء فهناك الكثير والكثير عن تلك الكلمة اللعينة، التى ابتعدت بنا عن أصول التربية الصحيحة، التى ابتعدت بنا عن العقيدة الربانية السليمة، ألا تخجل ألا تحزن ألا تشعر باحمرار وجهك، وأنت تصادق شخصا ما من أجل خدمة ما، ألا تشعر بقلة القيمة عندما كنت فى ريعان شبابك تلعب مع أصدقائك تجلس معهم على المقاهى، تخرج معهم فى مختلف الأماكن، تشاركهم أفراحهم وأحزانهم، وفجأة عندما ينعم الله عليك بالخير تبتعد عنهم وتختفى منهم وتنظر لهم من فوق أعالى الجبال وكأنك الخالق، خسئت، انك المخلوق الذى لا يمتلك من حطام الدنيا شيئا أمام عظمة البارى سبحانه وتعالى، إنها الآلام تتحدث أنها الأماكن تناديك والأفراح تجرى وراءك وذكريات الطفولة والشباب تبحث عنك من أجل أن تعود إلى سابق عهدك من أجل إن ترجع إلى صوابك، من أجل الإنسانية، أرجوك ابتعد عن طريق المصلحة فما دخل إليها شخصا مليئا بالخيرات ألا وكما خرج منها فقيرا من الأصدقاء لا يمتلك من حطام الدنيا إلا جسده العارى.

قلمى بدأ فى البكاء على ضحايا مذبحة المصلحة.


نعم هناك أناس أبرياء قلوبهم طاهرة ولكن حظهم العاثر يوقع بهم فى مخالب النسور المتمردة التى تنهش فى أجسادهم من أجل الاستنفاع بكل مصلحة ما، أقول لكم أيها الضحايا، لا تبكوا ولا تحزنوا فأنتم الأفضل دائما، حتى وان جار عليكم الزمن وجارت عليكم البشر، فأنتم أولى الحق وأولى الفضيلة، تحية عظيمة إلى كل إنسان برىء انخدع فى شخص حقير.

وأقول للمنافقين المتلونون الذين يتلونون بجميع ألوان الطيف مع جميع الأشخاص من أجل الحصول على المصلحة، أنتم فى قاع المجتمع، سيأتى اليوم الذى تلقون فيه إلى سلة مهملات التاريخ، ربما لعنتكم الأرض التى تحملكم، أقولها لكل إنسان ظن أن صداقة المنصب والجاه أفضل من صداقة الأصول والرجولة، أنت إنسان فاقد للشخصية لأنك تعتمد على الآخرين بتلونك فى الحصول على رضاهم وفقدت رجولتك وأصولك مما سيفقدك محبة الناس، تحية إلى كل إنسان صادق العهد قوى العزيمة محب للقلوب، وعزائى لضحايا مذبحة المصلحة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة