وذكرت مصادر ليبية محلية أن عدد القتلى من المدنيين فى مدينة سرت بات أكثر من 30 شهيدا، غالبيتهم من قبيلة الفرجان، ومن ضمنهم أول امرأة ليبية مقاتلة تسقط شهيدة على أيدى عناصر التنظيم، إضافة لجرح العشرات من الشباب والنساء والأطفال فى أشرس عملية عسكرية يقوم بها التنظيم الإرهابى على مدينة سرت.
اقتحام وتفتيش المنازل
من جانبه، قال عضو المجلس البلدى لمدينة سرت الليبية، إبراهيم مليطان، إن تنظيم داعش الإرهابى يقوم باقتحام وتفتيش منازل المنطقة الثالثة فى المدينة ويطارد شبابها، مؤكدًا أن التنظيم الإرهابى قاموا بذبح شباب من مدينة سرت فى ساحة مسجد قرطبة، ونبشوا قبر الشهيد الشيخ خالد رجب وأخرجوا جثته وقاموا بإحراقها.
وناشد عضو المجلس البلدى لمدينة سرت، مساء الجمعة، دول العالمين العربى والإسلامى بضرورة التدخل العاجل لإنقاذ مدينة سرت من تنظيم "داعش" الإرهابى، مؤكدًا أن المدينة فى مأزق منذ أربع سنوات ولا يسأل عنها أحد، موضحًا أن المدينة لها عبق تاريخى وثروات ويتعرض أبناؤها للقتل والذبح والصلب.
وأكد أن أعضاء التنظيم الإرهابى توافدوا على مدينة سرت الليبية لاتخاذها قاعدة انطلاق لعملياتهم بعد سيطرة الإرهابيين عليها منذ عامين، مشيرًا إلى أن الدول الغربية تقف صامتة ومكتوفة الأيدى فالمدينة سقطت ضحية للتجاذبات السياسية، حيث يتم ذبح أبنائها من الشباب والنساء.
وأوضح أن الجماعات الإرهابية فى الدول الأفريقية انضمنت لعناصر التنظيم الإرهابى فى مدينة سرت، مؤكدًا أن العديد من العناصر الأجنبية من مختلف دول العالم تتوافد على مدينة سرت للقتال بجوار التنظيم الإرهابى، منتقدًا موقف الحكومة الليبية ما يحدث فى البلاد من انتهاكات وهجمة إرهابية شرسة واصفًا الوضع بـ"الكارثى".
حكومة الثنى تستنكر المذبحة
فيما أعربت الحكومة الليبية المؤقتة عن بالغ أسفها واستنكارها لما تتعرض له مدينة سرت وسكانها من جرائم الإبادة على أيدى جماعة داعش الإرهابية.
وأوضحت الحكومة فى بيان لها أنها تجدد دعواتها للمجتمع الدولى بأن يتحمل كامل مسئولياته الأخلاقية، وألا يظل مكتوف الأيدى دون الاستجابة لمطالب الحكومة الليبية المتكررة لردع هذا العدوان الغاشم.
وأضافت الحكومة أنها تستهجن ازدواجية المعايير التى تتعامل بها الدول الكبرى فى محاربة داعش فى العراق وسوريا، وتغض الطرف عنهم فى ليبيا، حيث الضفة المطلة على شواطئ أوروبا.
وأشار البيان إلى تجديد مطالب الحكومة للمجتمع الدولى برفع حظر السلاح عن الجيش الليبى، وتوجيه ضربات محددة الأهداف لتمركزات الخلايا الإرهابية التى تعيث فى البلاد فسادًا، وتقوض أمن واستقرار المنطقة برمتها، وترتكب أبشع الجرائم، والتى أخرها ما تتعرض له مدينة سرت منذ ساعات إلى جرائم إبادة راح ضحيتها العشرات، ولا يزال العدد مرجحًا بالازدياد فى ظل الصمت المشين من مجلس الأمن الدولى.
وأكد البيان الصادر عن الحكومة الليبية أنها فى حالة انعقاد دائم لمتابعة مجريات الأحدث، فإنها تضع كل إمكانياتها تحت تصرف لجنة الأزمة بمدينة سرت، وتدعو كل المنظمات الإغاثية الحكومية والأهلية، بالتوجه نحو المناطق الآمنة التى تسعى الحكومة لتأمين ممرات أمنة إليها، لإجلاء المدنيين وإسعاف الجرحى.
ونوه البيان فى النهاية أن الحكومة على اتصال مستمر، مع عدد من الدول الصديقة والحليفة، لاتخاذ موقف دولى وعاجل لإيقاف المجازر الوحشية، ضد المدنيين فى مدينة سرت.
الجامعة العربية تدعو لدعم الحكومة الليبية المؤقتة
بدوره، تناول الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربى اليوم الجمعة فى اتصال هاتفى مع محمد الدايرى وزير الخارجية والتعاون الليبى تطورات الأوضاع الخطيرة الجارية فى مدينة سرت، وما يتعرض له سكانها المدنيون من جرائم إبادة وانتهاكات على أيدى تنظيم داعش الإرهابى، والتى أدت إلى سقوط عشرات الضحايا وتهجير قسرى للمدنيين.
وجاء ذلك فى بيان صادر اليوم الجمعة دعا فيه الأمين العام إلى تضامن الجهود العربية والدولية، واتخاذ تدابير عاجلة لتقديم الدعم اللازم لجهود الحكومة الليبية المؤقتة من أجل إيقاف هذه المجازر الوحشية التى يرتكبها تنظيم داعش الإرهابى ضد السكان المدنيين فى مدينة سرت الليبية.
وحذّر الأمين العام من مخاطر الوضع الإنسانى المتدهور فى مدينة سرت، ومن التداعيات الخطيرة الناجمة عن سيطرة تنظيم داعش الإرهابى على هذه المدينة، وعلى مسار العملية السياسية فى ليبيا والحوار الجارى تحت رعاية الأمم المتحدة، وكذلك على مجمل الأوضاع فى ليبيا وأمن واستقرار دول الجوار والمنطقة برمتها، يذكر ان 57 شخصا لقوا حتفهم واصيب اكثر من 100 على ايدى داعش فى مدينة سرت.
الخارجية الليبية تبعث برسالة للأمين العام للأمم المتحدة
وبعث وزير الخارجية والتعاون الدولى بالحكومة الليبية المؤقتة، محمد الدايرى، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، يكشف له ما يتعرض له سكان مدينة سرت من إبادة جماعية من قبل تنظيم "داعش" الإرهابى.
وأشارت رسالة الدايرى إلى الفقرة (7) من قرار مجلس الأمن 2214 (2015)، الذى يدعو اللجنة المنشأة عملًا بالفقرة (24) من القرار 1970 (2011)، إلى النظر بسرعة فى الطلبات المُقدمة بموجب الفقرة (8) من القرار 2174 (2014) لنقل وتوريد الأسلحة وما يتصل بها من عتاد، بما فى ذلك الذخائر وقطع الغيار المُتعلقة بها، إلى الحكومة الليبية من أجل أن تستخدمها قواتها المسلحة الرسمية فى محاربة تنظيم "داعش" والجماعات التى تدين له بالولاء وتنظيم أنصار الشريعة وسائر الأفراد والجماعات والمؤسسات والكيانات المرتبطة بالتنظيم والتى تنشط فى ليبيا.
وأعرب وزير خارجية ليبيا عن تطلعه إلى بذل الجهود البناءة لمُساعدة أبناء الشعب الليبى المُحاصرين من قبل تنظيم "داعش" الإرهابى.
موضوعات متعلقة..
داعش يقتل 22 جريحا ويحرق مركزا صحيا فى سرت الليبية
الحكومة الليبية المؤقتة تدين جرائم داعش فى سرت
مقتل داعشى مصرى وآخر سعودى على أيدى شباب مدينة سرت الليبية
مسئول ليبى لـ"اليوم السابع": "داعش" أعدم شبابًا من سرت فى ساحة مسجد قرطبة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة