يستيقظ من نومه قبل صلاة الظهر بحوالى الساعة.. يذهب إلى الدكان يفتح بابه ويتركه بدون حارس متجها إلى المسجد، وفى طريق العودة إلى دكانه مرة أخرى يمر عم جمال على بائع الجرائد لشراء جريدته المفضلة، ويعود إلى كرسيه الموجود أمام الدكان لمعرفة آخر أخبار الزمالك، وتعليق الصحيفة على المباراة الأخيرة ومستجدات الوافدين الجدد وموقف المدير الفنى من المستبعدين.
لا يهتم بالألتراس، وليس له علاقة بأزماتهم مع رئيس النادي، يقضى معظم وقته فى حالة ترقب، لا ينتظر زبونا لأن رزقه بيد الله ومضمون.. لكن ما يشغله حقًا هو الزمالك، ينتظر المباراة المقبلة بشغف، ويتمنى أن يستمع المدير الفنى إلى طلباته، هو لا يحب حمادة طلبة ويتمنى ألا يتواجد فى تشكيل المباراة المقبلة ويسعد لوجود حازم إمام فى الملعب.. يتمنى عودة شيكابالا وابتعاد "الإعلام الأحمر" عنه لأنه من وجهة نظره السبب فى ابتعاده عن مستواه.. كل همه الزمالك يكسب.. من كثرة مشاكله مع أبناء المنطقة الأهلاوية وإذلاله بحرمان فريقه من البطولات.. لا يفتح دكانه يوم مباراة الزمالك، يفضل مشاهدتها فى المنزل مضحيًا بـ"زباين" اليوم كله من أجل عشقه الأبدي.. لا يعرف معنى كلمة "زنطور" ولم يسمعها طوال حياته!
وعلى الناصية الأخرى من الشارع نموذج آخر من المقهورين.. فتحى الذى يعود من عمله باتحاد الكرة، ويجلس مع أصدقائه الأهلاوية.. دائمًا يدخل معهم فى نقاشات حادة، تنتهى بأن الحكام هم السبب فيما وصل إليه فريقه، لا يتوقف عن تذكير الجميع بهدف حسن شحاتة الذى احتسب تسلل رغم أن المعلم راوغ مدافع الأهلى ومرر الكرة لنفسه، إلا أنها احتسبت تسلل وحرمت فريقه من الفوز، ولن ينسى الهدف المجانى لأبوتريكة الذى سقط خارج المنطقة أمام طلائع الجيش لكنه حصل على ركلة جزاء.. الأهلى يفوز دائمًا بالحكام.. هكذا يعتقد، لكنه أبدًا لم يكن شخصًا كريهًا كما يصورونه على "فيس بوك" ويطلقون عليه لقب "زنطور".. هو متواجد باستمرار على موقع التواصل الاجتماعى يشارك صورًا للاعبى فريقه، لكنه لم يطلق لفظ "لماليم" على أى من أصدقائه الأهلاوية.. يشعر بغصة تجاه كل ما هو أحمر، لكنه لم يكن يومًا "زنطورًا" كل همه حب الزمالك ولا شئ يعلو على الزمالك، وعندما ينتصر الأبيض لا يتوقف عن النزول إلى الشارع للتباهى بنادى القرن الحقيقى "من وجهة نظره" والتأكيد على أن الأبيض قادم لا محالة!
مئات النماذج الجميلة التى أشاهدها يوميًا منذ صغرى وليس عم جمال وفتحى فقط، ولكن للأسف محاربى كل شئ جميل يحاولون تشويه صورة أى فرد مختلف عنهم.. أنت أهلاوى لك كل الحق فى الفخر بفريقك.. بالفعل هو الأكثر تتويجًا فى مصر والوطن العربى والقارة السمراء ويتزعم أندية العالم فى التتويج القارى، لكن هذا لا يعطيك الحق فى سلب أصحاب القلوب البيضاء فرحتهم بفريقهم، حتى لو حققوا بطولة أصبحت أقل ما تحلم به بسبب تخمة دولاب بطولات ناديك.. اتركوا الناس تحتفل، اتركوهم يرفعون أعلام الزمالك على سياراتهم أو بلكوناتهم، هم يستحقون تلك اللحظات السعيدة التى تعوضهم عن سنوات العذاب، ولا أعنى بذلك أن جماهير الزمالك ملائكة، فهم أيضًا يطلقون لفظ "لماليم" على الأهلاوية.. اتركوا كل عاشق لمعشوقه فهم ليسوا زناطير ولا لماليم.
أحمد عصام
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة