زلزال اليونان يصيب الجميع.. هبوط أسهم منطقة اليورو بعد رفض اليونانيين إجراءات التقشف.. وانخفاض أسعار البترول.. وزير المالية اليونانى يعلن استقالته.. قادة أوروبا يبدأون مشاورات مكثفة بعد صدمة الاستفتاء

بريطانيا ستفعل كل ما هو ضرورى لحماية اقتصادها.. ومسئول صينى: الاقتصاد اليونانى سينهض باجتهاد كل الأطراف.. وباريس تدعو إلى عدم خفض التمويل الأوروبى للمصارف اليونانية

أصيبت الأسواق الأوروبية بزلزال شديد بعد إعلان اليونانيين رفضهم لخطة التقشف الأوروبية، فبعد الإعلان رسمياً عن نتيجة الاستفتاء الذى أجر أمس ورفض اليونانيين لخطة التقشف بنسبة 61,31% مقابل 38,69% لمؤيدى مقترحات الدائنين، وفق نتائج نهائية نشرتها وزارة الداخلية تراجعت الأسهم فى منطقة اليورو 1.7% فى التعاملات المبكرة اليوم الاثنين.

وكانت أسهم البنوك الأكثر تضررا، كما هبط مؤشر يوروستوكس للبنوك 2.3% ونزلت البنوك الإيطالية ومن بينها أونى كريديت ما بين ثلاثة وأربعة فى المائة، بينما هوى بنك البرتغال التجارى ثلاثة فى المائة، ويعتقد الاقتصاديون فى جيه.بى مورجان أن نتيجة استفتاء أمس ستعجل على الأرجح بخروج اليونان من منطقة اليورو.

هبوط أسعار النفط بشكل كبير

وهبطت أيضاً أسعار النفط بشكل كبير فى بداية التعامل اليوم الاثنين، حيث أثارت نتيجة الاستفتاء اليونانى شكوكا فى استمرار مكان أثينا فى العملة الموحدة مما أدى إلى هبوط اليورو فى بداية التعامل اليوم الاثنين، وهبطت أسعار تعاقدات خام برنت القياسى نحو نصف دولار إلى 59.80 دولار للبرميل فى الساعة 0200 بتوقيت جرينتش، وتراجعت أسعار تعاقدات الخام الأمريكى إلى 55.07 دولار للبرميل هابطة نحو دولارين منذ آخر تعامل لها قبل عطلة 4 يوليو العامة.

ويعنى هذا الهبوط أن أسعار التعاقدات الآجلة للخامين فى أدنى مستوى لها منذ منتصف أبريل.

استقالة وزير المالية اليونانى

وأعلن وزير المالية اليونانى يانيس فاروفاكيس استقالته، وأوضح فاروفاكيس على مدونته الإلكترونية أنه "بعيد إعلان نتائج الاستفتاء تبلغت بأن بعض أعضاء مجموعة اليورو والشركاء يفضلون غيابى عن الاجتماعات، وهى فكرة رأى رئيس الوزراء (الكسيس تسيبراس) أنها قد تكون مفيدة من أجل التوصل إلى اتفاق. ولهذا السبب غادر وزارة المالية اليوم"، مشيراً إلى أن نتيجة الاستفتاء الذى فاز به أنصار الـ"لا" بنسبة 61,31% لها "قيمة مهمة.. مثل كل المعارك من أجل الحقوق الديمقراطية"، وقال إن "الشرعية الكبيرة التى منحت لحكومتنا" يجب "توظيفها على الفور فى نعم لحل مناسب"، داعيا إلى اتفاق يتضمن "إعادة جدولة للدين وتخفيف للتقشف وإعادة توزيع لصالح الأكثر فقرا وإصلاحات حقيقية".

فرنسا ترفض تخفيض تمويل البنك المركزى الأوروبى للمصارف اليونانية

من جانبه اعتبر وزير المال الفرنسى ميشال سابان أن تمويل البنك المركزى الأوروبى للمصارف اليونانية يجب أن لا ينخفض، معتبرا أن على "الحكومة اليونانية تقديم اقتراحات" غداة رفض اليونانيين بغالبية كبرى خطة الجهات الدائنة، لافتاً إلى أن مستوى السيولة التى يؤمنها البنك المركزى الأوروبى للمصارف اليونانية "يجب أن لا ينخفض"، لكنه استدرك مؤكدا "استقلالية" هذا البنك الذى سيقرر الاستمرار أم لا فى تقديم السيولة الطارئة للمصارف اليونانية التى تعانى أزمة شديدة.

وفى أول رد فعل رسمى فرنسى على الاستفتاء قال وزير المال إن "الاستفتاء بحد ذاته لا يؤدى إلى حل"، موضحا أن ما سيتيح معرفة ما إذا كانت اليونان ستخرج أم لا من منطقة اليورو "هو نوعية المفاوضات التى ستبدأ"، واعتبر أن فرنسا ورئيس المفوضية الأوروبية جان-كلود يونكر ورئيس يوروغروب يروين ديسلبلوم يمسكون بزمام الحوار، ورأى أنه لا يمكن التوصل إلى أى حل للأزمة اليونانية من دون حوار "حقيقى" بين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسى فرنسوا هولاند، قبل لقاء بينهما مساء الاثنين فى قصر الإليزيه.

بريطانيا ستفعل كل ما هو ضرورى لحماية اقتصادها

وفى بريطانيا قالت الحكومة إنها أخذت علما بـ"الرأى الحاسم" الذى عبر عنه اليونانيون، مؤكدة أنها "ستفعل كل ما هو ضرورى لحماية" اقتصادها، وقال متحدث باسم رئيس الوزراء ديفيد كاميرون "إنها لحظة حرجة فى الأزمة الاقتصادية اليونانية. وسنواصل القيام بكل ما هو ضرورى لحماية أمننا الاقتصادى فى هذه المرحلة الغامضة، وقد وضعنا خططا طارئة"، موضحا أن رئيس الوزراء سيرأس صباح الاثنين اجتماعا "لمراجعة هذه الخطط على ضوء نتيجة أمس" فى الاستفتاء اليونانى.

من جانبه قال تشينج قوبنج، نائب وزير المالية الصينى، إن بلاده واثقة من أن الاقتصاد اليونانى سينهض باجتهاد كل الأطراف، لافتاً إلى أن الأزمة الاقتصادية "ستُعالج بشكل ملائم، وقال "مسألة ما إذا كانت ستُعالج بشكل ملائم أم لا لن يكون لها تأثير على اليونان وشعبها فحسب ولكن سيكون لها أيضا تأثير مهم على العالم."

وسُئل عما إذا كان تسيبراس قد يحضر قمة مجموعة بريكس التى تعقد هذا الأسبوع لخمس من الاقتصاديات الناشئة وهى البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا قال تشينج إن قرار دعوة دول أخرى من عدمه يعود لروسيا بوصفها الدولة المضيفة.

قادة أوروبا يبدءون مشاوراتهم اليوم لتقييم نتائج الاستفتاء

ويبدأ قادة الاتحاد الأوروبى، اليوم الاثنين، مشاورات مكثفة لتقييم انعكاسات الرفض الواضح لليونانيين عبر استفتاء لخطة الدائنين ولإعداد استراتيجية للمستقبل، حيث بدت ألمانيا من جهة وفرنسا وإيطاليا من جهة أخرى غير متفقين على كيفية الرد على هذه النتيجة، وتظاهرت أثينا بعدم وجود أى مشكلة تعيق عودتها للتفاوض بداية من الاثنين، لكن الرئيس الفرنسى فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل "اتفقا" على الأقل على وجوب "احترام تصويت" اليونانيين، وعلى الدعوة لقمة لمنطقة اليورو ستعقد غداً الثلاثاء ببروكسل، كما أكدت المفوضية الأوروبية من جهتها أنها "تحترم نتيجة" الاستفتاء.

موضوعات متعلقة..

- تراجع الأسهم الأوروبية وارتفاع قيمة اليورو على خلفية استفتاء اليونان