قالت صحيفة الجارديان إن ردود الأفعال داخل المجتمع العراقى حيال الاتفاق الأخير بين إيران وقوى الغرب بشأن ملف الأولى النووى شهدت انقساما كبيرا بين مؤيد ومعارض حسب الانتماءات الطائفية والمذهبية.
يرى شيعة العراق أن التقارب الأخير بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية سوف يتبعه استقرار فى العراق، فالولايات المتحدة الأمريكية دأبت على مساندة الطائفة السنية، بينما قدمت الجمهورية الإسلامية الإيرانية دعمها للطائفة الشيعية بالعراق، مما ورط البلد داخل دوائر من العنف والتخبط واللاثقة، تعاون إيران والولايات المتحدة قد يؤدى إلى انسجام بين الطائفتين ليتوحدا فى قتالهم ضد مليشيات التنظيم المسلح داعش.
ويقول "حيدر خادم" وهو صاحب متجر بالعاصمة العراقية بغداد ومنتمى للطائفة الشيعية أن العقوبات الاقتصادية على ايران سبب الكثير من الفقر، مثلما أرهقت كاهل العراق فى الماضى، مفضية إلى فقر وأمراض ونقص فى الخدمات، اذا صح حال الاقتصاد الإيرانى الذى تمتد حدود دولته مع العراق مسافة 1500 كيلومتر، هذا سيؤثر بالإيجاب على حال الاقتصاد العراقى.
بينما خالفته فى الرأى "صفاء عبد المجيد" الموظفة بوزارة الكهرباء العراقية، والقاطنة بحى الصيدية ذو الاغلبية السنية بالعاصمة بغداد، فهى ترى أن التقارب الأخير بين الولايات المتحدة الأمريكية وايران سوف يؤدى إلى مزيد من التدخل الايرانى داخل العراق، مشيرة إلى تصريحات مرشد الثورة الإسلامية بإيران "على خامنئى" التى أكد فيها تدخل ايران بالعراق بعد صفقة الملف النووى.
وأثارت الاتفاقية الأخيرة جدل من نوع آخر أيضا داخل العراق المضطرب، فقد دأب الكثيرون من أبناء الشعب العراقى بطائفتيه السنية والشيعية على المقارنة بين أداء وزير الخارجية العراقى "إبراهيم الجعفرى" وفشله فى العديد من الملفات، مثل مسألة المياه مع تركيا، وأزمة ميناء مبارك الكبير مع الكويت، ونجاح وزير خارجية إيران "محمد جواد ظريف" فى إدارة المفاوضات مع دول مجموعة الست بشأن ملف بلده النووى وإنهاء عزلتها الدولية.
وعلى مستوى ساسة العراق، أبدت الأغلبية ترحيب بالاتفاقية الجديدة وعلى رأسهم الرئيس "فؤاد معصوم"، بينما تفرد نائب رئيس الجمهورية "إياد علاوى" بإبداء بعض التحفظ على التدخلات الإيرانية فى المنطقة، فهو رغم انتمائه السنى، يميل دائما صوب انتهاج سياسات علمانية، لكنه اعترف بأهمية الاتفاقية التاريخية.
ويرى الخبراء أن الاتفاقية سوف تؤثر على اقتصاد العراق بالسلب فى حال انخفاض أسعار الوقود بعد مشاركة ايران فى السوق العالمية، وهو أخر ما تحتاجه الحكومة العراقية للحد من ارتفاع نسبة العجز فى موازنتها العامة.
الجارديان: انقسام ردود الأفعال بالعراق بعد اتفاق إيران وقوى الغرب
الأربعاء، 29 يوليو 2015 01:34 م
وزير الخارجية العراقى ابراهيم الجعفرى
كتب أنس حبيب
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة