فى البداية فكر قليلا واسأل نفسك متى تكون أجمل لحظات حياتك ومتى تشعر بالسعادة الشبه مطلقة وترفع يديك لأعلى وبقوة قائلا: "هوا ده الحمد لله"!!!
فى الأغلب أروع وأجمل اللحظات فى حياة كل إنسان منا هى لحظات حصوله على أجره نظير عمله وعلى جائزته ومكافأته نتيجة إبداعه وإضافاته التى جعلته يتميز عن غيره، فالأجر فى الأغلب يكون أموال والمكافآت من الممكن أن تكون عينية أو مادية أو حتى معنوية، وهناك جوائز نحلم بالحصول عليها، فما أروع مثلا إن تكون الجائزة والمكافأة لاب توب أو تابلت أو تليفون محمول وربما يزيد حجم الجوائز وتصبح شاليه فى أحد المنتجعات أو تذاكر سفر لزيارة العديد من البلاد أو حتى كلمة شكر ترفعك لعنان السماء..
فعلا ما ألذ و أروع الجائزة..
وجائزتنا اليوم ليس لها مثيل ولا يضاهيها بديل ولا يساويها فوز ولا يحويها سوا قلب يؤمن بأن الجائزة الكبرى والسعادة المطلقة فى إرضاء رب العباد و السعى لمصاحبة الحبيب فى جنة الفردوس مع الصالحين و الأتقياء. فمن بعد الصيام والاحساس بالعطش الشديد والجوع الكبير ومحاولة الاختباء من حرارة الشمس والهروب إلى الظل، فالجزاء من عند رب العباد هو الجنة ومصاحبة خير الإنام بإذن الرحمن.
وما أريد التحدث عنه وأن نستفيد منه جميعا مستخدمين ألآء رب العباد الذى وهبنا التفكير والقدرة على التحليل والتطبيق لنتميز فى حياتنا ونبدع فى أدائنا من أجل مستقبل أفضل وحياة أجمل، ولكى ننطلق لذلك لابد وأن نكمل التوضيح ونوضح بالدليل الفارق بين الأجر والجائزة أو المكافأة.
إذا جمعنا مثال العمل والصيام فإن كل إنسان منا يعمل فى وظيفة كانت أو عمل حر فكلنا عمال نسعى وراء رزقنا وكلنا ننتظر الأجر فى نهاية العمل ومنا من يحصل على أجره بالشهر أو بالأسبوع أو باليوم على حسب نظام العمل. ولنبدأ بالتأكيد إن كل من يعمل يحصل على أجره إلا إذا كان صاحب العمل لايعرف للحق طريق أو يتبع سياسية عفوا
" التكويش "
ولكننا وفى الصيام تعاملنا مع من لايعرف سوى العدل ومن قبله الرحمة فهو رب العباد و ذلك فى كل الفرائض وليس فقط فى الصيام فهو من قال "إن الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا
" فالأجر يكون نظير العمل وهو حقك الذى لن يضيع حتى وأن كان من يصوم لا يصلى فسوف يأخذ أجر الصيام ويحاسب على ترك الصلاة، ولكن لابد وأن نؤكد إن الصلاة هى باب كل الخيرات وبتركها أخشى إن نفقد مفاتيح الجنات.أما الجائزة والمكافأة ليست فقط على العمل بل هى على ما يفوق العمل والدليل قول صاحب الذات العالية والكلمات الغير منتهية عندما قال: "
لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى? وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَ?ئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُون
" ويعنى هذا إن من يُحسن فوق الحسنى ويعمل فوق العمل لن يكون له الأجر فقط بل يكون له الجائزة والمكافأة والتى لن تخطر على قلب بشر فما اروع المزيد من القصور والنخل و الحور العين وفوق كل ذلك "وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ
" فالذى يجتهد فوق الجهد سيكون له بدل الجنة جنتان.فلنضع الأن بعض قواعد التمييز لنفوز من بعد الأجر بالجائزة و المكافأة والزيادة، و أول هذه القواعد إن تخلص النية وتحتسب عملك مرضاة لربك وطريق لجنته وسعيا للفوز برحمته، وثانيها إن نعرف إن الإجتهاد وحده لن يكفى لابد إن يكون الإجتهاد بذكاء و قائم على العلم والإضافة و الابتكار لتحقيق التمييز، وثالثهما إن ننبذ الاعتقاد بأن مجرد وجودى فى العمل هو سبب كافى لحصولى على أجرى فرب صائم لا ينال من صومه سوا التعب والعطش ورب مسلم يعتقد أنه يفيد الإسلام وهو أكثر من يهدمه باعماله المخربة.
ورابعا ضع قاعدة هامة فى حياتك تقول إن "
المتميز هو من يدوام على اعمالا يعجز عنها غيره
" فأبحث عن ميزاتك التنافسية وبصمتك الشخصية، فالعامل المثالى ليس من يلتزم و يقوم بعمله ولكن هو من يلتزم و يبتكر فيه ويطوره ويضع بصمته التى تجعله عن غيره يختلف.والقواعد كثيرة وسأكتفى بهذه حاليا على إن اكمل الحديث بإذن
الله
لاحقًا ولكن نؤكد إن الصيام عليه الأجر بإذنالله
منرب
العالمين ولكن الجائزة والمكافأة لمن أزاد على صومه قيامًا وتهجدًا بالليل وقرءاة للقرآن أناء الليل وأطراف النهار قدر الإمكان وكذلك لمن تصدق و أحسن وعمل واجتهد و سعى للتميز ولن يضيعالله
أبدا الأجر ثم المكافأة.وأعلم إن بحسن الخلق وإخلاصك لنيتك يعطيك ربك ثواب الشهيد ولو توفاك بعد عمر طويل على مضجعك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة