وحظيت الكثير من جماعات القرصنة أو الـ Hackers، على شهرة واسعة بسبب عملياتهم التى إستهدفت الحكومات أو الشركات الكبرى، بينما حظى آخرون بشهرة أكبر لما أحدثته عملياتهم من تأثير على مستوى العالم، وتلمع فى سماء هذا العالم أسماء عديدة مثل Lizard Squad وAnonymous .
the impact team
لكن الأحدث وربما الاكثر خطورة مجتمعية، تلك العملية الاخيرة التى هددت فيها جماعة قرصنة تدعى "the impact team" بنشر تفاصيل شخصية وصور جنسية لنحو 37 مليونا من الأزواج الخائنين، الذين يبحثون عن علاقات غير شرعية عبر موقع متخصص يدعى "أشلى ماديسون"، تابع لشركة " Avid life media"، التى تدير موقعين آخرين متخصصين فى نفس الغرض.
وأكد موقع التعارف الكندى "أشلى ماديسون"، تعرض نظامه الإلكترونى للاختراق وأنهم استعادوا أمن الموقع منذ ذلك الحين ويعملون مع وكالات إنفاذ القانون لتعقب أولئك القراصنة، الذين طالبوا بإغلاق أشلى ماديسون، وموقع آخر تابع لشركة "أفيد لايف ميديا"، يسمى Established Men يقوم على توفير شابات للأثرياء من الرجال، ويتخذ موقع أشيلى ماديسون"، شعار "الحياة قصيرة. لتكون لك علاقة".
القراصنة قالوا فى رسالة على الموقع: "إغلاق AM أشيلى ماديسون وEM إستبلشيد مين، سوف يكلفكم، لكن عدم الإمتثال لذلك سوف يكلفكم أكثر كثيرا"، وأضافوا أنهم اخترقوا أنظمة "أفيد ميديا"، بما فى ذلك قواعد بيانات العملاء ومصدر الشفرة والسجلات المالية والبريد الإلكترونى، لافتين إلى أن شركة "أفيد لايف ميديا" خدعت عملاءها ممن دفعوا رسوما لحذف بياناتهم الشخصية نهائيا، حيث كذبت عليهم وعلى النقيض بقيت على السجلات الخاصة بهم ومعلومات بطاقة الائتمان.
وبحسب مدونة الصحفى الأمريكى بريان كريبس، المختص فى شئون الأمن الإلكترونى، فإن القراصنة نشروا مقتطفات من البيانات المنتهكة، وحذروا من أنهم سينشرون الأسماء الحقيقية للعملاء وصورا عارية وتفاصيل عن بطاقات الائتمان و"نزوات جنسية سرية" ما لم يتم الاستجابة لمطالبهم.
Anonymous
وأعلنت Anonymous التى تعرف باسم "مجهول"، عن نفسها لأول مرة عام 2003، كجماعة مازحة، فإنها بدأت تنال شهرة واسعة من خلال استهداف قضايا بعينها، حيث بدأت انطلاقتها الأولى فى فبراير 2008 عندما شنت هجوما منسقا على كنيسة السيانتولوجيا تحت اسم "Project Chanology" برسالة انتقدت فيها هذا الاتجاه العلمانى.
وتطورت عمليات "Anonymous"، إلى استهداف مواقع شركات عالمية مثل أمازون وفيزا وماستر كارد وحتى بعض المصارف، فضلا عن مواقع الحكومات فى العالم مثل الحكومة الأسترالية وإسرائيل والولايات المتحدة وتركيا وحتى مصر، خلال حكم جماعة الإخوان المسلمين، وفى يناير 2013 قامت جماعة Anonymous بتعطيل موقعى مجلس الوزراء المصرى ووزارة الإعلام المصرية، احتجاجًا على عنف عناصر جماعة الإخوان المسلمين ضد المعارضين المحتجين على الإعلان الدستورى، الذى صدر فى نوفمبر 2012، وقالت Anonymous عند إطلاقهم للحملة "لن تجعلكم تشاهدون وأنتم جلوس ما يحدث لآلاف المصريين من قتل وإصابات، يتوجب عليكم الاستماع إلى شعبكم، وأن القرارات التى قمتم بها قد تسببت فى وفاة 3 شباب مصريين، بالإضافة إلى مئات من الجرحى، وبالإضافة إلى ذلك، الدعاية الخاصة بتنظيمكم وإشعار الناس بالمعارضة المشروعة، وأنتم تعارضون الثورة هى التى تقوم بالدمار، ونحن نتحدى جهازك الدعائى هذا".
ولم تكن هذه هى المرة الأولى، حيث تسللت Anonymous لتعطيل مواقع الحكومة المصرية، فى ديسمبر 2012، من خلال هجمات على 30 موقعًا مملوكًا للحكومة، وفى فبراير 2013.
وقامت المجموعة بعملية تحت اسم "عملية Last Resort"، وقامت مجموعة القراصنة باختراق موقع مركز معلومات العدالة الجنائية لولاية ألاباما، ونشروا قائمة ببيانات جزئية لأربعة آلاف مسئول عامل فى المجال المصرفى والائتمانى بالولايات المتحدة، وشملت القائمة معلومات لرؤساء مؤسسات مصرفية أمريكية ونواب رؤساء ورؤساء فروع بنوك ونوابهم إضافة إلى مجموعة أخرى من المناصب المهمة فى تلك المؤسسات.
ونشرت "أنونيموس" على حساب "عملية Last Resort" الرسمى على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" رابطًا فرعيًا احتوى على تلك القائمة تحت عنوان ساخر: "oops-we-did-it-again"، واحتوت تلك القائمة على معلومات حساسة لهؤلاء المسئولين مثل عناوين بريدهم الإلكترونى والعناوين الرقمية لحواسيبهم IP وأرقام هواتفهم وأجهزة الفاكس الخاصة بهم، وعناوين المؤسسات المصرفية، التى يعملون بها ووظيفة كل منهم، وغيرها من المعلومات المهمة الأخرى.
ويكيليكس اسانج
كان عام 2010 حاملا معه زلزالا سياسيا تمثل فى تسريبات ضخمة حصل عليها الناشط الأسترالى " جوليان أسانج" تضم قاعدة بيانات ضخمة من السفارات الأمريكية فى أنحاء العالم، وبدأ الموقع عام 2006 تحت اسم منظمة "صن شاين"، التى تضم مزيجا من المنشقين والصحفيين، بهدف نشر الأخبار والمعلومات المهمة إلى الجمهور من خلال نشر مئات الآلاف الوثائق السرية، لا سيما حول الحرب الأمريكية فى أفغانستان والعراق، وهو ما اعتبرته الولايات المتحدة خطرًا يهدد الأمن القومى الأمريكى، حيث بات أسانج ضمن قائمة المطلوبين لدى السلطات الأمريكية.
ويعتبر البعض فى العالم العربى أن وثائق ويكيليكس كانت سببًا رئيسًا فى اندلاع موجة الربيع العربى، عندما نشرت وثائق خاصة بثروة عائلة الرئيس التونسى زين العابدين بن على، تشير إلى أن حساباته بالبنوك تصل إلى نحو 5 مليارات دولار، مما زاد حالة الاحتقان بين الشباب التونسى الذى يعانى البطالة والظروف الاقتصادية السيئة.
ولم يتوقف الموقع الأشهر فى العالم منذ 2010 عن نشر المراسلات الدبلوماسية، التى تكشف عن أسرار الكثير من الدول وعلاقتها بالولايات المتحدة، وكانت الحلقة الأحدث فى هذه السلسلة يونيو الماضى عندما نشر الموقع أكثر من 60 ألف وثيقة مسربة من الخارجية السعودية قسم منها سرى للغاية، ومثلت هذه الوثائق مراسلات بين الخارجية السعودية وسفارات المملكة عبر العالم وتقارير خاصة ترتبط بوزارة الداخلية والاستخبارات العامة، بالإضافة إلى أعداد كبيرة من رسائل البريد الإلكترونى المتبادلة بين وزارة الخارجية السعودية وهيئات دولية.
ويكيلكيس المغرب "كريس كولمان24"
ونظرا لأن ويكيليكس مثل أول عملية قرصنة تتعلق بوثائق حكومية ودبلوماسية هامة، فقد أصبحت عمليات القرصنة المتعلقة بهذا النوع من الوثائق تحمل نفس الاسم، حتى وإن كانت لا تتبعه، ففى وقت سابق من العام الحالى، نشر حساب على موقع تويتر وثائق ومراسلات "سرية" بين الرباط ومسئولين وصحفيين غربيين تتعلق بملف الصحراء الغربية، مما دفع المغرب لاتهام الجزائر بالوقوف وراء هذا التسريب، وتتحدث آخر الوثائق -التى نشرها الحساب المعروف باسم "كريس كولمان24"- عن "دعم المنسقة السابقة للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبى كاثرين آشتون لتقرير المصير فى الصحراء الغربية"، كما تحدثت عن حوار بين الرباط وتل أبيب، وزيارة لمسؤولين إسرائيليين للمغرب.
الجيش الإلكترونى السورى
و مؤخرًا صنف موقع أمريكى متخصص فى شئون التكنولوجيا جماعة قرصنة "الجيش الإلكترونى السورى" باعتبارها واحدة من جماعات القرصنة الأخطر فى العالم، وأنشأت هذه الجماعة فى 2011 معلنة دعمها لحكومة الرئيس السورى بشار الأسد، ورغم أن الجماعة ليست متطورة مثل غيرها من جماعات القرصنة العالمية، إلا أنها استطاعت اختراق عدد كبير من المنظمات الكبرى ومئات المواقع الإلكترونية.
وبرزت عمليات جماعة القرصنة السورية خلال عامى 2013 و2014، حيث أطلقت عشرات الهجمات الإلكترونية، التى استهدفت أحدهم الحساب الخاص بالرئيس الأمريكى، باراك أوباما، على موقع تويتر، كما استهدفت حساب وكالة الأسوشيتدبرس على تويتر فى 23 أبريل 2013 وبثت خبرا بعنوان "عاجل: انفجاران فى البيت الأبيض وإصابة باراك أوباما".
ويعتقد البعض أن "الجيش الإلكترونى السورى" يقف وراء عملية سرقة آلاف الملفات السياسية والعسكرية الحساسة الخاصة بمقاتلين من المعارضة السورية تم سرقتها عبر برامج تجسس بعد أن وقع المقاتلون فى فخ نساء، وهميات، قمن بإغوائهم على الإنترنت، فبحسب صحيفة الديلى تليجراف، فى فبراير الماضى، فإن شركة أمريكية معنية بالأمن الإلكترونى، أكدت، أن مجموعة قراصنة تمكنوا من سرقة مجموعة قيمة جدا من الخطط العسكرية المفصلة الخاصة بالجماعات المتمردة، التى تقاتل ضد الحكومة السورية، عبر نساء مفترضات قمن بإغوائهم.
وأوضحت شركة "فاير آى" المتخصصة بأمن الشبكة الإلكترونية، كيفية استهداف قراصنة على الإنترنت لمقاتلين سوريين وناشطين إعلاميين وعاملين إنسانيين على مدى أكثر من عام.
وأشارت أنه تم سرقة آلالاف الوثائق بين أواخر عام 2013 وأوائل 2014، ومن بينها تفاصيل خطة وضعها مقاتلو المعارضة للاستيلاء على بلدة خربة غزالة فى محافظة درعا، جنوب سوريا، والتى تقع تحت سيطرة الحكومة السورية بعد أن استردتها من متمردين.
"حراس السلام- the guardian of peace"
الهجوم الإلكترونى الذى استهدف شركة "سونى بيكتشرز" الأمريكية، ديسمبر 2014، بعد إنتاج الأولى فيلما كوميديا يدور حول خطة خيالية لاغتيال زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، من قبل هاكرز، يعتقد أنه من كوريا الشمالية، كان واحدا من العمليات التى جذبت اهتماما إعلاميا، حيث تصاعد الغضب الأمريكى إلى حد توعد الرئيس الأمريكى باراك أوباما برد بلاده على الهجوم.
وتعرضت استديوهات سونى لهجوم معلوماتى واسع النطاق تبنته مجموعة تحمل "حراس السلام" تمكنت فيه من سرقة قاعدة بيانات هائلة نشر بعضها على الإنترنت، كما تلقت لاحقا تهديدات باستهداف دور العرض، التى تعرض الفيلم، ما حدا بالشركة إلى إلغاء عرض الفيلم، الذى كان مقررًا فى 25 ديسمبر.
وأكد مكتب التحقيقات الفيدرالى الأمريكى "FBI" أن كوريا الشمالية هى المسؤولة عن عملية القرصنة الضخمة التى استهدفت الاستوديوهات السينمائية لشركة سونى، فى الوقت الذى نفى مسؤولون كوريون شماليون مسؤولية بلادهم عن الهجوم الرقمى. وقال الرئيس الأمريكى فى مؤتمر صحفى "لقد تسببوا فى خسائر كبيرة وسوف نرد. سنرد بشكل مناسب وسنرد فى الوقت والطريقة اللذين نختارهما".
Lizard Squad
تبنت مجموعة " Lizard Squad" مسئوليتها عن الهجمة الكبيرة التى تعرضت لها شبكتا ألعاب “سوني” و“مايكروسوفت” فى يوم عيد الميلاد 2014 مما أدى إلى توقف الشبكتين بشكل كلى لساعات عديدة وهو ما حرم ملايين اللاعبين حول العالم من تسجيل الدخول إلى حساباتهم واللّعب، وفى لقاء أجراه موقع WinBeta مع القراصنة، عقب ذلك بيومين، قالوا إن الهجمة كانت فى البداية للمرح فقط، لكن بعد شن الهجمة بفترة قصيرة تغير الهدف من المرح إلى كشف الضعف الأمنى الذى تُعانى منه شبكتا الألعاب "بلاى ستيشن نيتورك" PSN و"إكس بوكس لايف" XBox Live، وقال القراصنة أنهم اختاروا فترة عيد الميلاد فى محاولة لإغضاب أكبر عدد ممكن من الناس.
هذه المجموعة تعتبر ضمن الأخطر فى العالم، بسبب تأثير عملياتها على أكبر عدد من الشباب فى العالم، وكانت قد تبنت سابقًا الهجوم على عدد من الأهداف عالية المستوى، مثل ألعاب شركة "إلكترونيك آرتس” EA، و“دستينى” Destiny، وقد هددت بالقيام بالهجوم على منصات الألعاب خلال موسم العطلات.
كما أعلنت “ليزارد سكواد” فى وقت سابق من ديسمبر 2014 مسئوليتها عن مهاجمة متجر منصة الألعاب “بلاى ستيشن” التابعة لشركة سونى على الإنترنت، والذى أدى إلى توقف الخدمة عن العمل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة