جودة عبد الخالق يفتح جروح اليسار ويكشف "عار" أحزابه.. ويؤكد: كلها قزمية ولا تتواصل مع الشارع رغم إتاحة الفرصة أمامها..نحن فى واد والمجتمع بواد آخر..وعبد الغفار شكر:الجميع مسئولون وجاهزون لبحث الاندماج

شن الدكتور جودة عبد الخالق، وزير التضامن الاجتماعى الأسبق ورئيس اللجنة الاقتصادية بحزب التجمع، هجومًا على الأحزاب اليسارية، راصدًا واقعًا يلمسه الجميع ممن يتابعون العمل الحزبى فى مصر، حيث قال: "من العار أن يوجد هذا العدد من الأحزاب المنتمية لليسار، خاصة أن كلها أحزاب قزمية ولا تتواصل مع الشارع رغم تغيير الظروف وإتاحة الفرصة أمامها لذلك".

وأضاف جودة عبد الخالق فى تصريحات لـ"اليوم السابع": "حزب التجمع أصبح أقل حجمًا مما كان عليه فى الثمانينيات والتسعينيات سواء فى الدور السياسى أو عدد العضوية، فهناك عدد من الأحزاب خرجت من رحمه ولم تفعل شيئًا كالتحالف الشعبى والناصرى، بل ساهمت فى إضعاف التجمع فقط.. فاليسار فى واد وهموم المجتمع فى واد آخر".

"التجمع": أصبحنا أضعف بعد الانشقاقات الأخيرة لكننا مازلنا قريبين للشارع

فيما اعترف مجدى شرابية، أمين عام حزب التجمع، فى رده على تصريحات جودة عبد الخالق، بضعف حزبه بعد خروج عدد من قياداته واتجاههم لتاسيس أحزاب جديدة قائلا، إنه لا يلوم على "عبد الخالق" على تصريحاته لأن "التجمع" بالفعل أصبح أضعف نتيجة خروج شخصيات كونت أحزابًا ولم يكن لها تأثير قوى أو الإمكانيات المادية ولكن ليس صحيحًا أننا غير قريبين من المواطنين فى الشارع.

وأشار لـ"اليوم السابع" إلى أنه سيكون له نقاش مع "عبد الخالق" فى اجتماع للهيئة القيادية للحزب حول تصريحاته، مستنكرًا توجيه التهم للأحزاب المدنية بالضعف والتكاسل، ومشددًا على أنها تعانى من الإمكانيات المادية المحدودة التى تؤثر على نشاطها فى الساحة السياسية وتجعلها محدودة، مضيفًا أن الانتخابات كانت أمل الأحزاب فى تقوية فرصهم بشكل أكبر فى الساحة لكن النظام الانتخابى الحالى والإجراءات السياسية لا تساعد على تقويتهم، قائلا "لسنا متكاسلين ولكن الإمكانيات المادية محدودة والأحزاب برنامجها يعبر عن الشعب المصرى ومتطلباته ولكن لا تمتلك الوسيلة المناسبة".

عبد الغفار شكر: مستعدون لتأسيس حزب اليسار الواسع واندماح الجميع خلفه

وبدوره، قال عبد الغفار شكر، رئيس حزب التحالف الشعبى، إن أحزاب اليسار بالفعل تمر بأزمة بسبب وجود مشاكل فى المجتمع تمنع الحزب الجماهيرى أن يكون مفتوحًا أمام آفاق النمو والتطور، لافتًا إلى أن ذلك ليس مبررًا وجميع القيادات من اليسار مسئولون جزئيًا عن أزمة اليسار، مضيفًا لـ"اليوم السابع" أنه غير صحيح عدم تقرب "اليسار" للشارع، بل إن الجميع يعمل فى اتجاه نضج تعددية الأحزاب وتمكين المواطنين من المشاركة بالعمل الجماهيرى.

وأوضح شكر، أن استمرارهم فى "التجمع" كان صعبًا بعد وجود خلاف حاد ولم يكن هناك مجال لتسويته، قائلا: "طالبنا بحزب متعدد الاتجاهات وكان يتطلب تغييرًا لأسلوب العمل ولكن لم يكن هناك قبول لذلك من الجميع"، مشيرًا إلى أن تجربة "التحالف الشعبى" مازالت فى طور الممارسة ولا يمكن الحكم عليها الآن لأن الظروف العامة والممارسة السياسية غير كافية وهناك سياسات تطبق تحرم الشعب من ممارسة العمل بحرية، لافتًا إلى أن حزبه مستعد للنقاش حول تأسيس حزب اليسار الواسع، خاصة فى ظل وجود مناقشات مع عدد من التجمعات اليسارية لتكوين حزب يحترم تنوع الاجتهادات داخله.

حزب الكرامة: 70% من الأحزاب "وهمية"

من جانبه، قال محمد سامى، رئيس حزب الكرامة، إن عدد الأحزاب وصل إلى ما يقرب من 100، ولا يقل عن 70 حزبًا منهم وهمية تحت مبررات ورقية أو عائلية، موضحًا: "الأحزاب المؤثرة تعودت على الظرف الاستثنائى، أى المناسبات الكبرى التى فيها مواقف سياسية كبرى، هنا تمارس الأحزاب فعلًا جماعيًا مثلما حدث فى جبهة الإنقاذ ولم تعتاد غير ذلك".

وأكد رئيس حزب الكرامة لـ"اليوم السابع"، تعليقًا على ما أدلى به الدكتور جودة عبد الخالق، القيادى اليسارى، أن أحزاب اليسار فى واد وهموم المجتمع فى واد آخر: "ثقافة الأداء الحزبى ما زالت تحبوا علاوة على صياغة القوانين للعمل العام للأحزاب بطريقة ملتوية وخبيثة وتعتبر الأحزاب فيها مجرد شكل، ثم تظهر اقتراحات مثل تشكيل قائمة موحدة وهذا ما ليس له علاقة بالعمل الحزبى أو الواقعية".