1) كحكة السياسة.. خناق وغلاسة:
بعيداً عن الخناق على من سيأكل كحك العيد أولا فى البيت المصرى الواحد، ستجد أن الصراعات بين رجال الدولة على كحكة السياسة أشد بكثير، وتصل إلى تحطيم الآخرين فى كثير من الأحيان للحصول على قطعة أكبر من الكحكة، والتى تعنى فى المفهوم الشعبى عند المصريين وصولهم إلى مناصب أعلى أو مكاسب أكبر من خلال مناصبهم وسلطتهم على الآخرين، وهو ما يظهر الجانب المتسلط للكحك فى مصر.
ليس هذا وحسب حيث يقول الناس على أى شخص من دائرة السلطة والمراكز الرموقة تأخذ من قطعته من الكحكة "تبقى فى بقك وتقسم لغيرك" وذلك للتنبيط عليه والسخرية منه.
2) كحكة الامتحان للطالب الفلتان:
ويذكر الكحك فى الدراسة عادة الطلاب الفاشلين بالعديد من الذكريات السيئة، حيث يعنى حصولهم على كحكة فى النتيجة النهائية بالشهادة، أو فى أحد الامتحانات سقوطهم دراسياً وحصولهم على درجات متدنية، وهو ما يسبب لهم ارتباط سلبى بين مفهوم الكحك وعلاقته بالدراسة والتعليم.
3) وليه الغلبة ولا الكحكة فى إيد اليتيم عجبة؟
وفى واحد من أكثر الأمثال الشعبية انتشاراً، عادة ما تجد المصريون وهم يستخدمون مصطلح "الكحكة فى إيد اليتيم عجبه!" دلالة على حسد وغيرة الناس من شخص مسكين أصلا لا حول ولا قوة أخذ حظه من الدنيا للتو، وحتى عندما كرمه الله قليلاً أصبح الناس يحسدوه ويتمنوا الحصول على ما يملكه، رغم أنه يتيم لا يملك من الدنيا شيئا وهذه أول كحكة تصل ليده، وذلك فى دلالة واضحة على غيرة الناس وحقدهم على كحكته التى يمتلكها.
4) الكحكة على البنطلون عدى عليها التسعين مليون:
حتماً سمع كل مصرى فى طفولته من والدته عن كحكة البنطلون، والتى تعنى تبوله لا إرادياً فيه بحكم السن، وعندما تريد الأمهات المبالغة فى الأمر تقول أن الكحكة تحولت إلى فطيرة كبيرة فى الوراء.
لذا يعتبر كحك البنطلون من الذكريات السيئة التى لا يرغب أى شخص فى السماع عنها بعد أن يكبر، مما يدل على أن الكحك ليس كله حلو ومسكر كما اعتدناه.
5) أمل دنقل بكحكته الحجرية حارب الأعداء المفترية:
ومن الكحك المأساوى للكحك النضالى، حيث نثر الشاعر الكبير "أمل دنقل" أروع وأبدع كلماته الشعرية فى أغنية "الكحكة الحجرية"، والتى كانت تدور على الصراع على استقلال الوطن، ورغبة كل معتدى غادر فى اقتسامه وتشققه ولو كان ذلك فوق جثث أبناء الوطن الواحد.
واستخدم "دنقل" مفهوم الكحكة فى أسم هذه القصيدة للتعبير عن حال بلده، ومشاكله، والحزن الذى انتشر فيه بسبب رغبة الجميع فى اقتسام وتدمير هذه الكحكة، إلا أن الوطن رغم حلاوته كالكحك فسيقف كالجحر وتدمر الأعداء الذين ينشرون الموت والدمار فيه.
6) كحكة البنات أجمل تسريحة برباط:
وفى أزهى عصور الدلع.. حول المصريون خاصة البنات منهم الكحكة فى المفهوم الشعبى إلى اسم تسريحة شعر شهيرة، وباتت صالونات التجميل تتبارى على عملها بشكل أفضل للبنات، وذلك من خلال عمل كحكة عليا أو سفلى.. شقين أو شق واحد.. مستقيمة أو مضفرة.. ملفوفة أو ممسوكة برباط أو شريط من الأستك أو الستان، كما أصبحت الكحكة التسريحة المفضلة لدى العديد من العرائس، ممن يطلبن من صالون التجميل عملها لهم يوم زفافهم تحت الطرحة، والتألق بها فى ليلة العمر.
وتشتهر تسريحة الكحكة عند البنات فى مصر بمساهمتها فى إطالة شعر الفتاة وتنعيم شعرها، بالإضافة إلى محاربته للتساقط والتلف بوجه عام.
7) كحكة العيد ياحلاوتها عالصاجة الحديد:
ختاماً، يعتبر كحك عيد الفطر هو أجمل أنواع الكحك فى مصر، والذى يهون علينا باقى أنواع الكحك التى نتذوقها طوال العام بحلوها ومرها، ولا شك أن المصريون يعشقون الكحك فى العيد، للدرجة التى دفعتهم للغناء له الأغنية الشعبية الشهيرة: "ياكحك العيد يا أحنا.. يا بسكويت يا أحنا"، وذلك يكون غالباً أثناء عجن وخبر الكحك فى الفرن.
كما تظل التقاليد الشعبية التى تحدث بالكحك من أجمل ما يحدث قبل كل عيد فطر، ومن ذلك جمع سيدات العمارة أو العائلة كلها للخبز والعجن معاً، وخبز قطعة عجين مع الكحك على شكل عروسة لحمايته من الحسد أو الحرق، والتسمية قبل البدء فيه ليبارك الله فى الكمية التى ستخبز، بالإضافة إلى تخزينه فى كراتين تحت السراير ومنع الأطفال من الاقتراب منه حتى صباح أول يوم عيد، ليحتفظ كحك العيد المصرى بذلك برونقه وبهجته التى لا يوجد لها مثيل فى العالم كله .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة