انهيار دورة المياه وأجزاء كبيرة من البيت
فى 3 شارع زرع النوا الكبير بالنبوية.. يوجد أحد أقدم العقارات التى عرفتها منطقة الدرب الأحمر على الإطلاق، والذى تعرض إلى انهيار جزئى بأحد أجزائه، فقد انهارت دورة المياه بالدور الأول، ولم يمر يومان فقط على انهيارها، إلا بدأت باقى الغرف فى السقوط واحدة تلو الأخرى، دون أن يجد الحاج عبد المجيد أحمد من ينقذه هو وأبناءه الثلاثة إلا عناية الله ورعايته، فقد هم أحد أبنائه على حمله بعد آخر جزء سقط من المنزل بعد أن فقد القدرة على الحركة بمفرده.
والتقى "اليوم السابع" بأهل البيت، فى أول أيام عيد الفطر، لمعرفة تفاصيل معيشتهم بعد تحول جزء كبير من المنزل الكبير إلى أنقاض، وفى البداية، قال محمد عبد المجيد، أحد أبناء السكان الوحيد فى المنزل الآن بعد أن خاف باقى السكان وانصرفوا عنه: "لم أتوقع كل ما حدث، فقد وقع كل شىء بسرعة كبيرة، بدأ الأمر بسقوط شباك الحمام، ثم بسقوط الحمام كاملاً، وفى تلك اللحظة شعرنا جميعها أن الموت يحيط بنا من كل جانب، فلم أشعر بنفسى إلا وقد حملت والدى المُسن، وفررت به من سلالم الهلاك".
تجاهل الحى
وأكمل محمد حديثه: "بدأت مأساتنا منذ اليوم الخامس من شهر رمضان بسقوط دورة المياه، ومر يومان وبدأ باقى البيت فى الانهيار، ذهبنا إلى صاحب البيت وطلبنا منه انقاذنا مما نحن فيه، ولم يقدم لنا حتى كلمات بسيطة لمواساتنا، فذهبنا إلى رئاسة حى وسط وعرضنا عليها الأمر، فأصدر رئيس الحى قرارًا بهدم البيت بسبب الخطورة الداهمة، وطلب منا أن نأتى بورقة مختومة وعليها إمضاء مأمور قسم الدرب الأحمر باعتباره هو المسئول عن معاينة المنزل وتقديم تقرير إلى الحى".
وتابع محمد: "نذهب إلى قسم الدرب الأحمر بشكل يومى منذ وقوع الانهيار وحتى يومنا هذا وحتى الآن لم يخرج تقرير حالة المنزل من القسم حتى الآن، فكل ما فعله مأمور القسم هو أن أرسل ضابط المباحث لمعاينة المنزل فقط، وعندما جاء وشاهد حالة المنزل وشاهدنا نجلس فيه على هذا الحال، طلب منا أن نتركه على الفور لأن حالته لا تحتمل الجلوس فيه فقد سقط من مختلف جوانبه، فرفضنا لعدم وجود مكان غيره يأوينا".
"ملحقتش أدخل دنيا علشان أخرج منها"
وقال أحمد عبد المجيد شقيق محمد: "تزوجت منذ شهر ونصف تقريبًا، وجلست مع والدى فى نفس البيت بسبب ضعف الوضع المادى، ولم أهنأ بزيجتى، فنجن معرضين للموت فى كل لحظة بعد أن أصبح البيت يشكل خطرًا على الأسرة كلها، فبعد أن ضاق الوضع بنا، ذهبنا جميعًا إلى اللواء محمد أيمن عبد التواب، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الغربية، وعرضنا عليه المشكلة وأبدى تأثره بما حدث وطلب بضرورة وصول التقرير من قسم الشرطة إلى الحى حتى يتم تنفيذ القرار وهدم البيت ولكن ذلك لم يحدث".
مناشدة للحكومة
تحدثنا إلى الحاج عبد المجيد أحمد، والد الشابين والذى يسكن الشقة منذ 30 عامًا تقريبًا، وقد بدى عليه الإرهاق وكبر السن، فقال: "لابد وأن يشغل رئيس الحى باله قليلاً بالمنازل التى ستنهار على رؤوس ساكنيها بمنطقة الدرب الأحمر، فليست كل القضايا قمامة فقط، وأناشد الحكومة بأن تنظر فى أمرنا وتنقذنا مما نحن فيه، فنحن أولى بالرعاية، وأعتقد أنها لا يرضيها إذا قُتلنا تحت الأنقاض".
وبكلمات حزينة تُغمرها الدموع، قال: "لم أخش يومًا على نفسى من الموت منذ أن كنت شابًا صغيرًا وحتى الآن، ولكنى عرفت معنى الخوف منذ أن رأيت أولادى فى خطر يُهدد حياتهم فى كل لحظة يسكنون بها فى ذلك البيت".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة