الكاتب الأمريكى فريد زكريا: التحدث مع الإرهابيين السبيل الوحيد لهزيمتهم

الجمعة، 10 يوليو 2015 02:08 م
الكاتب الأمريكى فريد زكريا: التحدث مع الإرهابيين السبيل الوحيد لهزيمتهم الكاتب الأمريكى البارز فريد زكريا
كتبت: إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دعا الكاتب الأمريكى البارز، فريد زكريا، إلى الحوار مع الإرهابيين بإعتباره السبيل الوحيد لهزيمتهم، مشيرا إلى أن حرب أفغانستان، التى قاربت على إكمال عامها الـ 15، تتجه لنهايتها من خلال منتدى للحوار يجمع حركة طالبان وحكومة أفغانستان.

وأوضح فى مقال بصحيفة واشنطن بوست، الخميس، أن لقاء عقد فى العاصمة الباكستانية إسلام أباد، هذا الأسبوع، جمع وفد من الحكومة الأفغانية وأعضاء من طالبان، تحت إشراف مسئولين من باكستان والصين والولايات المتحدة، ليمثل منتدى للحوار من شأنه أن ينهى الحرب وليس من خلال ارض المعركة.

ولفت زكريا إلى أن الحديث مع طالبان أمر يصعب قبوله بشدة للعديد من الأمريكيين، وقد تحدث ديك تشينى، نائب الرئيس الأمريكى السابق، كثيراً قائلاً: "نحن لا نتفاوض مع الشيطان، بل نهزمه فقط"، غير أن جوناثان باول، رئيس الأركان البريطانى الأسبق، فى حكومة رئيس الوزراء تونى بلير، يناقش فى كتاب جديد تحت عنوان "الإرهابيين على الطاولة: لماذا التفاوض هو السيل الوحيد للسلام"، أنه من الناحية التاريخية فإن الصراعات مثل تلك التى فى أفغانستان إنتهت فقط عبر المفاوضات وليس الإنتصار العسكرى.

وينقل عن كتاب باول كلمات القائد العسكرى السابق فى أيرلندا الشمالية، هو أوردى، "لا مثال أعرفه على هزيمة الإرهاب أو القضاء عليه من خلال إستخدام القوة".. ورغم رفض الحكومات التحدث إلى الإرهابيين بإعتبارهم جماعات همجية عنيفة، ربما يؤدى الحديث معها إلى إضفاء الشرعية على وحشيتها، لكن باول يشير إلى أن معظم الحكومات ينتهى بها الأمر إلى التحدث مع الإرهابيين.

ويدلل على ذلك بإضطرار الحكومة البريطانية للحديث مع جماعات الماو ماو فى كينيا خلال الخمسينيات وظهر نفس النمط مع الجيش الجمهورى الأيرلندى، والإنفصاليين الباسك والمؤتمر الوطنى الأفريقي والقوات المسلحة الثورية الكولومبية.

ويتابع زكريا نقلا عن كتاب الجنرال البريطانى، إن حتى إسرائيل إضطرت للتفاوض مع حركة حماس بشأن تبادل الأسرى. ويقول إن الفكرة المركزية وراء حجة باول بسيطة بما فيه الكفاية: فالإرهاب هو إنعكاس لمشكلة سياسية أساسية التى تحتاج فى الغالب إلى معالجتها سياسيا.

وفى أفغانستان، فإنه يعكس حقيقة أن جز من السكان البشتون، الذين يشكلون حوالى 50% من الأفغان، يرون أن الحكومة لا تمثل مصالحهم.

ويضيف أن حقيقة أن حركة طالبان الإرهابية لاتزال قوة لا يستهان بها، بعد ما يقرب من 14 عام من التدخل العسكرى الأمريكى والعديد من الإنتخابات وإنفاق نحو تريليون دولار فى مواجهة الحركة، يشير إلى أنها تحظى بدعم شعبى كبير، ومع ذلك فإنه يرى أن مفاوضات أفغانستان بدأت متأخر جدا.

وينتقل زكريا إلى العراق حيث يشكو المسلمين السنة من مظالم سياسية لا يمكن معالجتها إلا سياسياً، ويقول إن باول كان جرئيا بما فيه الكفاية ليقترح أنه يمكن إتباع النهج التفاوضى هذا مع تنظيم داعش، فتلك الجماعة الوحشية للغاية نجحت إلى حد كبير لأنها داعبت مخاوف وغضب السنة المنبوذين فى العراق وسوريا.

ويخلص بسحب قول باول، إن التحدث مع الإرهابيين لا يعنى الإستسلام لمطالبهم، ولكن لأن الحكومات تفزع من صورة تلك الجماعات، فإنها دائما تؤجل وتخطئ وتطيل أمد النزاعات التى يمكن حلها فى وقت أقصر وبتكلفة أقل كثيرا من سفك الدماء لدى جميع الأطراف.


اليوم السابع -7 -2015









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة