هب واجرى سريعاً.. ماذا بك؟! لا شىء، فقط أريد أن أجد بعض الحبر وأوراق لأسر بعض الكلمات على وجهها قبل أن تهرب دون وداع ككل مرة !
........
تجمعت سحب رمادية فى نهاية يوم أرهقه التردد بين الشتاء الذى يلملم حقائبه استعدادا للرحيل، والربيع الذى يحاول أن يعلن وجدوده بأشعة الشمس الهشة.
أعود لأجلس أمام البحر بعد أن ألقى التحية على سكانة من الطيور. لا أعلم من منا يشتكى ويتألم. من يبكى ومن يسمع.. يختلط حزن البحر بظلمة السماء التى غاب عنها القمر دون سبب. لا يظهر سوى خط رفيع يكاد يتلاشى بين الأمواج، تماماً كأحلامى..
لا أعلم أى قوة جذب تربطنى بالبحر، حين أزوره بعد نوة. تضربنى رياحه الغاضبة. اتركها تعبث بشعرى وأحلامى وتنتزع منى دموعاً فأقول مازحة كما قال درويش "أنا لا أبكى.. كل ما فى الأمر أن غبار الحنين قد دخلت عينى".. أحاول كالمجانين عد موجة دون جدوى، اتنفس على إيقاعه، أحاول فهم ما يقول. فقط أسمعه، فحين يتحدث البحر أجد كل الألحان قصيرة لا تكفى، كلها مبتورة النهايات والقصائد التى أبهرتنى شفرة معانيها أجدها صارت الآن صدئة لا معنى لها.
كالعادة استسلم إلى ولعى الطفولى بتجميع أصداف البحر، تبهرنى تلك الأشياء متباينة الألوان والأشكال، تلتف حول نفسها، تحمل رسائل البحر. أجد فيها طفولة نادرة وكأنها هربت من البحر ولأول مرة تجرب مذاق الهواء الطلق، أنها تعرف أسرار البحر كونها كانت فى قلبه، وان البحر قد أوصاها بكتمان اسراره. عبثاً ما نحاول فعله عندما نسألها عن أغنية البحر.
على أطراف الشاطئ تتجمع أعشاب بحرية داكنة اللون. لا أعلم لما هجرت البحر لترقد على الشاطئ. أظن سحره قد أعياها، أو أنها قد ملت تقلباته!.. وهناك صخرة وسط الزرقة البحرية، تضربها الأمواج بغير رحمة، تتعلق بها طحالب خضراء اللون ساكنة كل السكون .
ليتنى مثلك أيها البحر، أكتب ما أريد بموجات تتلاشى سريعاً.. ليت لى قلب كقلبك وأسرار داخل أصداف.. أيها البحر الذى تحتوى الحياة ثم تتظاهر بالحزن والغضب..
بحر وشخص يتأمل
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة