وفى الشهور التالية يصبح همك الأكبر الاطمئنان على نمو الأعضاء التى لم تكتمل بشكل نهائى، فأسنانه مازالت داخل لثته الوردية الرقيقة، ولا تدرى متى ستشق أول سنة طريقها لإنارة ابتسامته.
كما تجهل مدى قدرة عظامه على حمله والسير به، وبالطبع فتلك الفجوة العظمية التى تتوسط رأسه يمثل موعد انغلاقها حملا ثقيلا على قلبك.
ثلاثة مراحل فى نمو طفلك هى حجر الأساس لسنوات عمره اللاحقة، وتمثل أيضا الهاجس الملح للأهل وخاصة فى عامى الطفل الأول.
الدكتور طلعت حسن سالم أستاذ طب وسلوك الأطفال يوضح فى السطور التالية، المعدلات الطبيعية لاكتمال نمو تلك الأعضاء لدى الأطفال.
موعد نمو الأسنان يختلف من طفل إلى آخر ولا تقلق من تأخرها حتى العام الأول
التسنين من أهم مراحل النمو لدى الأطفال والتى تثير قلقا بالغا فى حال تأخر بداية ظهورها.
يؤكد أستاذ طب وسلوك الأطفال ستة أشهر إلى عام هى الفترة الطبيعية لبداية نمو الأسنان عند الأطفال تبعا لرأى سالم، ويوضح أنها قد تبدأ لدى البعض قبل هذا الموعد، وفى جميع الأحوال فإن بداية مرحلة التسنين تختلف من طفل إلى آخر، نظرا لطبيعة تكوينه الجسمانى والعديد من العوامل الأخرى.
وأشار إلى أنه فى حال تأخر نمو الأسنان لما بعد العام الأول، ينصح باستشارة طبيب الأطفال، لعمل آشعة على الفك للتأكد من احتوائه على جميع الأسنان، موضحا أن الطفل يولد وهو يملك جميع أسنانه فى الفك، وكل ما يتطلبه الأمر هو أن يقوم الجسم بتقديم الدعم لها بعنصر الكالسيوم، حتى تستطيع الصعود إلى مكانها الطبيعى فى اللثة.
لا تفزع من فتحة الرأس (اليافوخ).. راقبها بانتظام
هذا الفراغ المتواجد فى مقدمة جمجمة طفلك، ربما أصابك بالقلق وربما تساءلت كثيرا عن سبب وجوده وموعد انغلاقه.
ويجيب الدكتور طلعت عن تلك الأسئلة، بادئا حديثه بالقول إن فتحة الرأس أو ما تعرف علميا باليافوخ، فى الواقع فتحتان واحدة فى مؤخرة الرأس من الخلف، والتى غالبا ما تنغلق بعد الولادة مباشرة أو فى الشهور الأولى من عمر الطفل.
والثانية توجد فى مقدمة الرأس من أعلى، وهى التى تحتاج لوقت أطول حتى تكتسى بعظام الجمجمة، وقد تمتد تلك الفترة إلى عام وثمانية أشهر.
وشدد أستاذ طب وسلوك الأطفال على أن اليافوخ يمثل أهمية كبيرة لنمو مخ الطفل، الذى يستمر فى نموه بعد الولادة، وبالتالى فعظام الجمجمة يجب أن تترك له مجالا للتمدد، لذا فانغلاق اليافوخ مبكرا عند الأطفال لا يعد مؤشرا جيدا، بل قد يمثل خطرا على معدل تمدد ونمو المخ لديه.
لذا ففتحة الرأس لدى الطفل أمر طبيعى ولا تستدعى القلق، ولكن يجب مراقبة ومتابعة اليافوخ بشكل دورى، من خلال قياس محيط الرأس والتأكد من كونه فى المعدل الطبيعى الذى يتناسب مع عمر الطفل، وهو ما يتم بواسطة الطبيب المتابع، كما يجب التنبه لأى تغيرات غير طبيعية تطرأ على فتحة اليافوخ وأهمها:
- فى حال زيادة محيط المخ عن معدله الطبيعى، قد يعد دليلا على وجود احتباس بالماء داخل الجمجمة.
- فى حال انغلاق اليافوخ مبكرا قد يشير إلى وجود مشكلة فى معدل نمو المخ.
- بروز فتحة اليافوخ للخارج قد يعد دلالة على تجمع الماء فى الجمجمة، وانحسارها للداخل بصورة كبيرة قد يشير لإصابة الطفل بالجفاف.
- وجود نبض سريع وواضح فى فتحة اليافوخ.
لا تتخذ قرارا سريعا فى علاج لين العظام وتقوس القدمين لدى طفلك
زيادة تقوس وانحناء الساقين لدى الأطفال، قد يشير إلى إصابتهم بلين العظام، أو قد يعتبر عرضا طبيعيا سرعان ما ينتهى ببلوغ الطفل عامة الثامن أو التاسع.
وشدد طلعت على عدم التسرع واتخاذ قرار بالتدخل الجراحى لعلاج إعوجاج الساقين لدى الأطفال، وهو الخطأ الذى يقع فيه الأهل بصورة متكررة نتيجة للتشخيص الطبى غير الدقيق.
ويوضح طلعت أن طبيعة عظام الساقين لدى الأطفال تشبه "المسطرة البلاستيكية اللينة" التى تتأثر بعدة عوامل أهمها وزن الطفل، مع العلم أن أغلب الأطفال يعانون نوعا من تقوس الساقين الظاهرى، وخاصة فى بداية مرحلة المشى وسرعان ما تستقيم سيقانهم مع مرور الوقت.
وبالنسبة للتدخل الجراحى الذى يلجأ إليه بعض الأطباء فلا يجب أن يتخذ القرار فى شأنه، إلا فى حال إصابة الطفل بلين العظام، وهو ما يظهر بوضوح على شكل انحناء عظام الطفل وحتى قبل مرحلة المشى ويمكن التأكد منه فى عمر الستة أشهر من خلال إجراء آشعة على عظام اليد والساقين والقفص الصدرى.
كما يجب تحديد ما إذا كان الطفل يعانى من نقص فى أحد العناصر الهامة والمساعدة على نمو العظام، ووصف العلاجات التعويضية.
وفى جميع الأحوال فإن قرار التدخل الجراحى، لا يجب اتخاذه قبل بلوغ الطفل العام الثامن إلى التاسع من عمره.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة