ويبلغ الغزالى من العمر 85 عامًا والذى ابتدع نوعًا من المقاومة ضد الاحتلال بالغناء والشعر له رؤيته الخاصة فى الأحداث التى تمر بها مصر ويجيب على السؤال بدلالة تاريخية من الواقع المصرى، يلقبه بعض الشعراء بـ"القديس" ويرى كثيرًا أن غزالى قيمة تاريخية وفنية وشعرية لم تهتم بها لدولة ولم يتم الاستفادة بها.
غزالي الذى اشترك فى ثورة 25 يناير ثم قام بالتوقيع على استمارة حملة تمرد لسحب الثقة من محمد مرسى، يؤكد أن الوضع لم يتغير ومصر كما وصف "راجعه لورا" وتوجهت "اليوم السابع" للفيلسوف للاحتفال معه بالذكرى الـ40 لحرب أكتوبر والانتصار العظيم على العدو الصهيونى وكيف يرى مصر خلال السنوات الماضية وما يتوقع مستقبلاً.
مرارة من إهمال الفدائيين
فى البداية أكد غزالى أنه حتى الآن ما زال يشعر بمرارة لإهمال الدولة الفدائيين والأبطال وعدم رعايتهم، موضحًا أن البطل أو الفدائى لا يريد مالاً أو تكريمًا معنويًا يريد من الدول رعايته فلا يعقل بطل مثل عبد المنعم قناوى بالسويس يعانى من مشاكل صحية والدولة تهمله ولا يعقل أن الدولة تتذكر الفدائيين وأبطال المقاومة الشعبية فى أحداث أكتوبر كل عام وكأنهم أبطال موسميين نتذكره فى موسم معين وننساهم باقى العام.
وعن قوة الشعب المصرى ومحاولة الصد عن الغزاة ومقاومة الاحتلال وتاريخ المقاومة الشعبية وتأسيس فرقة الأرض قال الكابتن غزالى: "لابد أن نعرف أولاً أن الشعب المصرى عظيم، وللأسف حتى الآن لم يتم كتابة بطولات هذا الشعب الصامد الذى واجه النكسة، بكل صمود وكبرياء حتى يعبر هذه المحنة، والسويس مدينة مصرية للنخاع، ويعيش بها كل الأطياف من جميع قرى ونجوع مصر، وأعتقد أن هذه التركيبة وموقفها التاريخى على مر العصور منحت هذه المحافظة ميزة التحدى".
وأضاف غزالى، أما عن مرحلة التهجير عقب النكسة كانت شيئا ضروريا، ولكن اضطرت الحكومة فى ذلك الوقت فى ظل العدوان الصارخ والوحشى من القوات الإسرائيلية، التى كانت وصلت للحدود والضرب المباشر فى البيوت والأهالى، واضطرت الحكومة أن تلغى الدراسة.
توافد مئات الفدائيين على السويس بعد التهجير
ويضيف بطل المقاومة الشعبية: "بدأنا نلتفت هنا الى أهمية، اللعب على العامل النفسى فى ذلك الوقت، فالجنود الإسرائيليون على بعد بعض خطوات وقريبون جدًا منا، فكنا نذهب ونقوم بالتصفيق والحركة على الحدود حتى يشعر العدو أن هناك أعدادًا كبيرة على الحدود، وفى ذلك الوقت توافد على السويس المئات الفدائيين من قرى مصر، وكان دورنا كيف نستطيع أن لا نجعل هؤلاء القادمين لا يشعرون بالملل، فكرنا أنا وزملائى فى إنشاء فرقة، وأطلقنا عليها "بطنية ميرى"، وتم تغيير اسمها بعد ذلك إلى أولاد الأرض، لرفع الروح المعنوية للجنود، وبدأنا نستلهم الأغانى المحفوظة، ونغير فى كلماتها ونرددها للجنود وحتى تلك اللحظة، لم يكن لدى أى علاقة بالفن والشعر وكنت آنذاك مدربا رياضيا، حيث شاركت ببطولة العالم فى الخمسينيات حتى قمت بتأسيس الفرقة".
فرقة "أولاد الأرض"
وكانت أولاد الأرض فى تلك الفترة بمثابة نشرة أخبار، وإذاعة أغانى للمجندين ومرثيات للفدائين كنا نردد "اتعلمنا منك كيف الموت ينحب.. واتعلمنا منك وقت الشدة نهب.. واتعلمنا ندوس الصعب.. نمد الخطوة ندق الكعب.. واتعدونا شهيدك يبقى عريس.. واتعدونا اليوم الكاكى ونوم يا أغلى مدينة وناس ينباس ترابك ينباس يا سويس"، هذه الأناشيد والأحاديث كانت مهمة جدا للجنود، وحتى كنا نزف بها الشهداء لقبورهم، وكان ذلك له أثر كبير للأبطال الذين كنت أقودهم بالغناء والأشعار، نحن كنا بالفعل جيشا ثانيا للجيش بالجبهة، كنا نحرس المنشآت طول اليوم، نخدم القوات التى فى المقدمة، ونغنى ونرقص ونلعب الكرة، وأقمنا مسرحًا وفرقا فنية، وذلك ساهم بشكل كبير جدا فى رفع الروح المعنوية للجنود وكسر حالة الخمول والملل، وكنت واحدا من الناس الذين تنبهت بضرورة هذا الفن كسلاح.
أرواح الشهداء
ويرى الكابتن غزالى، أن هناك شيئًا مشتركًا يجمع مابين ثورة يناير، وانتصار 37 وهزيمة 67، وهذا الشىء هو أرواح الشهداء، التى اختصها الكابتن غزالى بتحية خاصة، قال فيها: "مليون سلام بطول الأرض وبعرض السما للى بدمائهم نقشوا سطور الملحمة، مسك.. مسك يا ريح الشهيد طالع من روبا الجنة فواح فوق جبين مصر العظيمة الملهمة، هدير حمام الحما تراتيل، أساميكم يا نن عين الوطن قلبوا يناديكم، صلى الحمام وانجلى الله يجازيكم.. الله يجازيكم".
وأضاف غزالى "الشعب المصري لم يحصد أى شىء من أكتوبر " الانتصار ذهب وتحول لمكاسب سياسية وتجارية لفئة معينة ولم يشعر الشعب ، مؤكدا أن الأجيال التى خرجت بعد حرب أكتوبر مشوهه لم تشعر بشىء لا يوجد أندية او أي وسائل ترفيه وتم قمع الشعب وتغيبه فخرج الأفاقين والكذابين وأصبح المجتمع ملئ بهذه الفئات .
وتابع: "اتفاقية كامب ديفيد الذى وقعها السادات حولت النصر لهزيمة"، موضحًا أن ما حدث كان مسرحية مصر حاربت 7 أيام فى أكتوبر وبالتوقيع على الاتفاقية قضي على كل شىء، وأضاف أن المحاولات الأخيرة فى ثورة يناير و30 يونيو محاولات من شباب الثورة لتغيير الشعب وجعله أكثر فعالية ونسعى إلى ذلك جميعًا.
وتابع أن ما حدث فى 30 يونية هو ثورة حقيقية ولكن ما يحدث فى مصر أنه لا توجد حياة سياسية بسبب ضعف الكيانات السياسية وأن هناك مشكلة دائمة فى الشعب لأنه تعود على ثقافة خاطئة.
وفيما يتعلق بالرئيس عبد الفتاح السيسي قال أن الشعب المصري اختاره زعيمًا حتى يحميهم، موضحًا أن الشعب المصرى على مدار التاريخ يصنع الزعماء ليكونوا رمزًا له ويكون هو الفارس لحمايتهم والمنقذ، كما حدث مع أدهم الشرقاوى وجمال عبد الناصر وغيرها من الرموز الوطنية فالشعب يبحث دائمًا عن الزعماء.
وتابع أن أعضاء جبهة الإنقاذ بالرغم أن من بينهم تلميذه وأصدقائه ولكن ضعفاء ولو قرروا دخول انتخابات مجلس أباء سيهزمون مؤكدًا أن الوضع السياسى فى مصر متدهور ويحتاج لوجوه جديدة وقوية.
ثورة يناير
أما ثورة يناير وميدان التحرير، فكان لها نصيب خاص من شعر الكابتن غزالى منها: "25 يناير يا مسطر بالدماء.. يا نبض قلب شعبى وصدقوا على الفداء.. طلعة.. يا مصر طلعة على مين يعاديكى.. ولعة ديسه على من تكبر.. الله وأكبر الله على كل طاغى.. دايما يا مصر أكبر.. وأقوى من كل طاغى الله أكبر".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة