قالت صحيفة الجارديان البريطانية، إن الحادث الإرهابى الذى تعرض له أحد فنادق مدينة سوسة التونسية الساحلية موديا بحياة 37 فردا يمثل صدمة كبيرة للدولة التونسية التى تعتمد بشكل رئيسى على دخل السياحة لإنعاش اقتصادها.
واعتبرت الصحيفة أن تونس الدولة التى أشعلت شرارة ثورات الربيع العربى قبل أربع سنوات لإسقاط الرئيس "زين العابدين بن على"، نجحت فى تجنب المشاكل والاضطرابات التى يعيشها جيرانها من الدول التى شهدت ثورات بالمنطقة، رغم معاناتها من الركود الاقتصادى والتطرف والحركات الجهادية التى جعلتها أكثر بلد عربى مصدر لمتطوعين إلى تنظيم داعش، إلا أنها نجحت فى الحفاظ على سلمية عملية انتقال السلطة وتشكيل دستور جديد.
واجهت الدولة الشمال أفريقية تلك التحديات والتعهدات بتحقيق مطالب الثورة فى العدالة الاجتماعية والقضاء على الفساد وتقليص البطالة، لكنها أصبحت على موعد مع العمليات الإرهابية التى اكتفت فى الماضى باستهداف الأمن أو السياسيين لتنتقل الآن إلى السياحة.
وكانت البلد قد شهدت حادثا إرهابيا فى شهر مارس الماضى استهدف متحف باردو بالعاصمة، والذى قتل فيه 21 سائحا أجنبيا وشرطيا، ليمثل منعطفا جديدا فى مخطط منفذى العمليات الإرهابية فى تونس.
وتقول المحللة فى شئون شمال أفريقيا والمقيمة فى تونس "مونيكا ماركس" إن هجوم المتحف رغم فداحته لم يؤثر بشكل كبير على حركة السياحة التى حققت 14.5% من إجمالى الناتج القومى فى العام الماضى، نظرا لأن أغلبية السياح القادمين إلى تونس يفضلون شمس شواطئها على المتاحف، لهذا تمثل العملية الإرهابية فى "سوسة" ضربة قوية لحركة السياحة والاقتصاد التونسى، خاصة بعد انتشار صور جثث السياح دامية وممدة على رمال الشاطئ.
ويرى التقرير أن تونس التى استطاعت أن تنأى بنفسها عن عواصف المنطقة السياسية تستطيع مواجهة الأزمة الحالية، تكمن المعضلة فى كيفية التوفيق بين تشديد القبضة الأمنية والحفاظ على مكتسبات الثورة التونسية مثل حرية التعبير.
الجارديان: حادث تونس الإرهابى قد يضر السياحة ولكنه لن يطمس الأمل
السبت، 27 يونيو 2015 02:25 م
الهجوم على منتجع سوسة السياحى بتونس
كتب أنس حبيب
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة