يهل علينا فى كل عام شهر رمضان الكريم، ليتخذه الناس شهرًا للعبادة والاستغفار وتجديد العلاقة الروحية بين العبد وربه، وتهذيبًا وتقوية فى الاخلاق والقيم الإنسانية النبيلة، ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى به السفن، فبدلاً من أن تقدم الدراما التليفزيونية فى هذا الشهر الفضيل برامج ومسلسلات تهدف إلى علاج أخلاقيات المجتمع المصرى من التدنى الفكرى والانحطاط الأخلاقى، تقدم الدراما المزيد من الإسفاف والبذاءة والعنف والانحطاط الأخلاقى وعندما تسأل المؤلفين أو المخرجين عن تلك الأعمال يقول لك "الناس عايزة كدة" أو "الواقع هو كده" وهل كل ما يريده الناس يتم عرضه فى الإعلام والشاشات والفضائيات أين دور الرقابة فى مصر؟!
كل عام يأتى رمضان وتأتى تلك الأعمال الدرامية تشوه وتعكر صفو الشهر الفضيل، ونكتب ونشجب ولا يستجيب أحد.. القضية هنا ليست قضية رمضانية أو ما يعرض أو يقدم فى ذلك الشهر، ولكن القضية أبعد من ذلك بكثير ولابد من وضع لوائح وقوانين جديدة للرقابة فى مصر على القنوات الفضائية التى هى العنصر الرئيسى فيما يتم عرضه عليها من تلك الأعمال غير الهادفة .
أخلاق وقيم المصريين العظيمة والأصيلة ضاعت فى ركام الإسفاف والبذاءة والانحدار إلى لغة العشوائيات وسكان المقابر وأكوام القمامة، أين الدراما الهادفة والجادة مثل ما كنا نشاهده قديمًا مثل "رأفت الهجان، وليالى الحلمية، والمال والبنون، إلخ" من الأعمال الجادة والهادفة .
أين الأعمال الفنية الخاصة بالطفل والتى تربى وتنشىء الطفل على الأخلاق والقيم والتربية الصحيحة المعتدلة، مثل "فوازير عمو فؤاد" للفنان الراحل فؤاد المهندس وغيرها، لا يوجد أى برنامج يدعو لا للوطنية ولا للأخلاق القيمة ليربى وينشىء الطفل على هذه الصفات النبيلة .
أصبحت الدراما التليفزيونية وبرامج رمضان عبارة عن بلطجة وعنف وعرى وبذاءة وإسفاف، يسلط الضوء على الراقصات والعاهرات والبلطجية، ولايسلط الضوء على الرموز الأدبية أو التاريخية القيمة والمحترمة ويقدمها للمجتمع لتكون قدوة ونبراسًا، وعنوانًا للوطنية والانتماء والأخلاق الفاضلة .
سيناريو البذاءة والبلطجة والعهر فى رمضان، لا ينتهى وسيتكرر فى كل عام طالما هذا هو المعروض وهذا هو الموجود، وطالما لا توجد قوانين ولوائح رقابية على المصنفات الفنية على الفضائيات.. سيستمر وسيلقى رواجًا ومشاهدة طالما غابت الرقابة وغاب التليفزيون المصرى وتاه وسط تلك الفضائيات التى أصبحت أكثر قوة ومشاهدة من التليفزيون الرسمى المصرى .
محمد حمادى يكتب: الدراما الرمضانية بين الواقع والإسفاف
الثلاثاء، 23 يونيو 2015 04:03 م
صورة أرشيفية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة