مراجعات إخوان تونس
وخلال انعقاد المؤتمر الوطنى العام بتونس، أعلن راشد الغنوشى عن سلسلة مراجعات تتم داخل إخوان تونس، تتمثل فى احترام الحركة للدستور القائم والنظام الحاكم، واعترافهم به حيث قال: "من سيدافع عن الدولة وعن الدستور إذا لم يكونوا أبناء الثورة كما كانوا يعارضونها عندما كانت ديكتاتوريّة؟".
كما أكد أن ملف الإرهاب موكول إلى أجهزة الأمن والقضاء حتى الآن وهذا جزء من الحل وليس كله فالمعركة ينبغى أن تكون فى القلوب والعقول إلى هذه اللحظة نخوض معركة جزئية فقط مع الإرهاب على المستوى الأمنى بينما يجب أن نخوض معركة شاملة ضد الاٍرهاب على المستويات الأمنية والقضائية والدينية والاجتماعية والتربوية.
وتعد من أبرز الاختلافات بين حركة النهضة التونسية وإخوان مصر، وهو التقارب الواضح بين الجماعة والسلفية الجهادية، ففى مصر هناك تعاون واضح بين التنظيم والسلفية الجهادية من خلال التحالف الذى دشنته الجماعة فى نهايات عهد الرئيس الأسبق محمد مرسى وشمل شخصيات من تنظيم الجهاد، وكذلك تهيئة المناخ الذى تقوم به قيادات الجماعة للأعمال الإرهابية التى تشهدها سيناء.
فى المقابل هناك خلاف واضح بين حركة النهضة، وحركات السلفية الجهادية بتونس، حيث أعلن راشد الغنوشى أنهم لن يقبلوا التعاون من حركات السلفية الجهادية، وأنهم يرفضون دعوات الإرهاب والعنف التى تقوم بها السلفية الجهادية فى تونس.
إخوان مصر يدعون لمقاومة السلطات المصرية
وعلى النقيض فى مصر، تدعو جماعة الإخوان دائمًا لمقاومة النظام الحالى، من خلال تحركات خارجية وداخلية، بل استقواء بدول أوروبية لقطع العلاقات مع مصر، فى محاولة من التنظيم لإسقاط النظام، أو على الأقل إعادة نفسه للحياة السياسية من جديد، والإفراج عن قياداته.
حركة النهضة تنأى بنفسها عن إخوان مصر
ويقول هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن حركة النهضة التونسية لديها هاجس قوى بسبب أوضاع وضراوة أزمات الإخوان فى مصر، فهى بحكم مرجعيتها الإسلامية وقربها من أدبيات الإخوان تخشى تكرار الفشل فى تونس بشكل مشابه، ولذلك تستبق الأمور بإجراءات ومواقف وقائية منهجية بشكل لا يدع الحركة فى مهب خيارات ردود الأفعال ومستجدات الأحداث فى واقع متقلب وفى ظل أحداث متسارعة إقليميًا ودوليًا.
ويضيف أن حركة النهضة تنأى بنفسها وترغب فى التأكيد على خصوصية ومحلية تجربتها بعيدًا عن خيارات الإخوان خاصة بعد التطورات الخطيرة الأخيرة وخاصة فيما يتعلق بعولمة العنف الإخوانى من خلال بيان نداء الكنانة وتبعاته، كما تحرص الحركة التونسية الإخوانية على إظهار اندماجها المجتمعى وشراكتها الوطنية وعملها داخل البيت التونسى وفى ظل دستوره بأداء سياسى شفاف ومتوازن وواقعى وتوافقى، نظرًا للتطورات التى طالت تونس أيضًا فيما يتعلق بداعش والقاعدة وازدياد نفوذ وطموحات تلك التنظيمات لتحويل البلاد العربية لمجرد ولايات تابعة للخليفة فى بغداد، وتضاعفت مخاوف النهضة وتحركاتها فى هذا السياق بعد عملية متحف باردو قبل أشهر قليلة.
وضع تونس مختلف عن مصر
فيما يؤكد سامح عيد القيادى الإخوانى المنشق، أنه لا يوجد فرق فى الأيدولوجية بين جماعة الإخوان بمصر، وحركة النهضة، ولكن الاختلاف فقط فى السياسات المتبعة بين الاثنين.
ويشير القيادى الإخوانى المنشق، إلى أن النضج السياسى للغنوشى عالٍ نظرًا لمكوثه فى لندن فترة طويلة، حيث تعلم ثقافة التراجع، وسياسة المناورة، كما أن وضع تونس مختلف عن مصر تمامًا مما يجعل حركة النهضة تقوم بمراجعات، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تؤكد مدى الانقسام داخل التنظيم الدولى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة