غيداء خرجت فى ظلام الليل هاربة من تسلط وتملك جميع القيود، لم تكن تعلم أن العالم ما هو إلا سجن كبير وجميعنا سجناء ننتظر ميعاد خروجنا، ظلت تمشى حتى ظهر الدم بقدميها فقررت أن تثق ولأول مرة برجل .
بدا الموضوع من نظرة مليئة بالخوف، تمتلك نداء يصرخ "اغتنمنى"، عكفت إلى داره فى ليلة مظلمة، لم يكن يتوقع يومها استقبال ضيوف، ولكن من تحدث عن الضيوف، أنها عادت لبيتها (حضن) .
أول نظرة دائما ما تكون مختلفة وتحمل إما تساؤلات أم رغبات ومع صرخاتها كانت عينيها تحمل طلبا بالبقاء فى كنفه لليلة واحدة، وبشهامة وحب – لا يستطيع أن يُنكر – سمح لها بالبقاء، خرج ليأتى لها بشىء تأكله وفى عودته كان يشعر أن هنالك ما يجذبه للعودة مسرعا إلى بيته، وبالفعل حين عاد تحول كهفه إلى بيت جميل ذابت فيه لمسة أنثى حولت كل شىء لأفضل شىء.
مر اليوم ونامت وهى مطمئنة إلى من خلفها رجل لا يهوى سوى نظرة منها، لا يريد أن يسألها من أين أتت حتى وأن تملكه الفضول الذى يجعله يريد أن يسأل ألف سؤال عن حياتها قبل هذه الليلة، ولكنه وإن علم ليتقبلها بكل ما فيها من عيوب قبل المحاسن.
نظر فى عينيها وقرأت هى الفضول فى عينيه – كانت بارعة فى لغة العيون – ونطقت "اسمى روح" شعر بالاسم أنها روح ملأت عالمه ستظل معه، روح انتظرها بعد غياب، روح لا تفارق جسد، إنها "روح".
قررت أن تخبره من هى من خصلات رأسها وحتى جمال قدمها، قررت أن تجعله داخلها، حافظ أسرارها، كما قرر أن يتقبلها كما هى ليس ضعفا منه، فقد كان قويا لأبعد الحدود، كان قويا ليسامح، كان قويا ليقول "كان فى وسعها أن تكذب ولكنها أحبت أن تكون واضحة أمامى، لن أتركه".
كالعادة النهاية ملكا لكم ضعوا ما شئتم من أفكار وتخيلات ولكن ابحثوا فيها عن "روح" ابحثوا فيها عن شخص لا تخافوا أن تكشفوا أنفسكم أمامه، إن تتحدثوا بدون اختيار الكلمات، كل منا ينتظر وعده، الذى كتب له فى السماء ولكن هل بوسعك تقبل وعدك كما هو أم ستظل تتحدى سجيته الجامحة حتى تثبت لنفسك وعالمك أنك تستطيع أن تسير الأمور، لكن اعلم أن وعدك قادم لا محاله وتقبلك له أمر محتوم .
حبيبين
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة