فعشية أمس الأحد، قام مسلحون بإطلاق النار على معرض فنى لدعم "حرية التعبير" فى ضاحية جارلاند فى مدينة دالاس الأمريكية كان يحضره النائب الهولندى اليمينى جيرت فيلدرز، المعروف بتصريحاته العدائية للإسلام. لكن الشرطة سارعت بقتل المهاجمين الذين أطلقوا النار على الحراسة الخاصة بمكان المعرض.
10 آلاف دولار جائزة لأفضل كاريكاتير يصور الرسول صلى الله عليه وسلم
فى البداية رفض مسئولو مكتب التحقيقات الفيدرالية الـFBI الحديث عن أى دوافع للحادث، لكن بحسب صحيفة نيويورك تايمز فإن المعرض الذى أقيم فى مركز "كورتس كولويل"، يتضمن رسومًا للرسول صلى الله عليه وسلم، وصورًا إسلامية، أقامته مبادرة الدفاع عن الحرية الأمريكية، وهى منظمة مناهضة للإسلام تقع فى نيويورك. كما تضمن مسابقة لأفضل رسم كاريكاتورى للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، بجائزة 10 آلاف دولار للأفضل، وهو ما يثير شبهات حول دوافع الحادث.
سمبسون حاول الانضمام للإرهابيين فى الصومال
وسرعان ما كشفت الشرطة الأمريكية عن هوية منفذى هجوم دالاس بتكساس، إذ تبين أن أحد المسلحين الذين قتلوا، الأحد، هو "إلتون سمبسون"، من ولاية أريزونا، الذى سبق استجوابه للاشتباه فى تورطه فى هجمات إرهابية. وقامت الشرطة وضباط مكتب التحقيقات الفيدرالى الـFBI فى فينيكس بتفتيش شقة يعتقد أنها لسمبسون.
وبحسب تقارير صحفية أمريكية فإن محكمة اتحادية فى أريزونا اتهمت سمبسون عام 2010، بالتآمر للسفر إلى الصومال بهدف الالتحاق بالجماعات المتطرفة العنيفة، حيث كذب على السلطات الاتحادية حول سفره. واكتفت المحكمة وقتها بوضعه تحت المراقبة ثلاث سنوات حيث لم يستطع الادعاء إثبات أن خططه تنطوى على أنشطة إرهابية.
وتظهر وثائق المحكمة أن سمبسون، وهو مسلم أمريكى، أصبح موضع تحقيق جنائى عام 2006، بسبب ارتباطه بشخص، يعتقد مكتب التحقيقات الفيدرالى أنه كان يحاول تأسيس خلية إرهابية فى ولاية أريزونا.
وفى 7 يناير من العام الجارى، هاجم متشددون إسلاميون مقر مجلة شارلى إيبدو الفرنسية، فى باريس، وقاموا بقتل 11 صحفيًا، انتقامًا لنشر الصحيفة رسوما كارتونية تشير للرسول صلى الله عليه وسلم. حيث إنه بحسب المعتقد الإسلامى فإنه يحظر تصوير الأنبياء بأى شكل من الأشكال.
استمرار المعضلة بين حرية التعبير واحترام الآخر
لكن تكرار المشهد الذى يتعلق بإصرار الغرب على تصوير الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وهو ما يستفز مشاعر المسلمين الذين يحرم دينهم ذلك الأمر، يعيد للأذهان تصريحات البابا فرانسيس عقب هجوم شارلى إيبدو قائلا "إن أى شخص يهين أو يسخر من دين ما، يمكنه أن يتوقع (لكمة فى وجهه)". وأكد وقتها أن حرية التعبير لها حدود، لاسيما إذا كانت تنطوى على إهانة أو السخرية من دين ما.
أوباما يرفض أى مبرر للعنف
لكن مفهوم بابا الفاتيكان، كرجل دين، عن حرية التعبير ربما يختلف عن مفاهيم الحرية داخل الولايات المتحدة وفى العالم الغربى بشكل عام وهو ما يمكن أن يطرح معضلة جديدة أمام الرئيس الأمريكى باراك أوباما الذى يعتقد أنه ليس هناك أى شكل من أشكال التعبير يمكن أن يبرر عملا من أعمال العنف، ذلك بسحب جوش إرنست، المتحدث باسم البيت الأبيض، والذى أكد أنه أبلغ الرئيس بشأن الحادث.
كما وصف النائب عن ولاية تكساس، مايكل ماكويل، رئيس لجنة الأمن فى مجلس النواب، الذى يقوم بجولة فى الشرق الأوسط حاليًا، الحادث بأنه هجوم على حرية التعبير. قائلا "إن من عواصم أوروبا إلى شوارع جارلاند فى تكساس، فإن المعتدين لم يستطيعوا التسامح مع مجتمعنا المفتوح".
وقالت باميلا جيللر، ناشطة يمينية وأحد المنظمين للمعرض، قولها إن مبادرة الدفاع عن الحرية الأمريكية، قررت إقامة المعرض فى مركز "كورتس كولويل"، بعد أن سمعوا أن جماعة إسلامية أقامت مؤتمرا فى نفس القاعة عقب هجمات شارلى إيبدو. وإعتبرت جيللر، المعرض بأنه نوع من حرية التعبير، مضيفة أن المسلمين أصبحوا "طبقة اجتماعية خاصة"، غير مسموح للأمريكان بانتقادهم. التصريحات التى ربما تثير غضب المسلمين داخل الولايات المتحدة.
موضوعات متعلقة..
- الإندبندنت: تويتر يوقف حسابا تحدث عن هجوم تكساس قبل وقوعه بربع ساعة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة