الزميل عمرو صحصاح فى حواره مع المطرب الكبير ماهر العطار ونجله أحمد
«بلغوه شوقى وسلامى بلغوه، طمنوه إن سألكم عنى طمنوه» بمجرد سماعك لهذه الأغنية ما الذى يدور فى ذهنك؟
- أتذكر 60 عاما مرت منذ دخولى عالم الفن، وأتذكر أول أغنية قدمتها، وأنا فى سن الـ18 من عمرى، وحكاية أغنية «بلغوه»، بدأت حيث كنت فى هذه الفترة أدرس فى أولى «جامعة» بكلية تجارة، وفى نفس الوقت كنت أدرس الموسيقى، فكنت أغنى لعبدالوهاب ولعبدالحليم، ثم قررت أن أقدم أغنية خاصة بى، وفى هذا التوقيت قابلت محمد الموجى رحمه الله، وقال لى: «عندى ليك أغنية هتبقى نجم بعدها»، وكان يقصد «بلغوه»، وبالفعل قدمت الأغنية وحققت نجاحا كبيرا وغير عادى، وفى هذه الفترة كان الموجى على خلاف مع العندليب الأسمر، فقرر أن ينجمنى كى أنافسه، وهذا لم أعرفه إلا بعد طرح الأغنية بفترة، وبالفعل نجاح الأغنية وقتها أقلق عبدالحليم، وذهب لمصالحة الموجى كى يسترده مرة أخرى.
المطرب الكبير ماهر العطار وزوجته ونجله أحمد
وماذا قال لك عبدالحليم حافظ وقت نجاح هذه الأغنية؟
- قالى لى: يا ماهر ابعد عن الرومانسى وعن خط الحزن بتاعى، خليك «مرح وفرايحى، اللون ده هيمشى معاك»، فسمعت كلامه واتجهت بالفعل إلى لون الفرح، وقدمت أغنية «أفرش منديلك» لإبراهيم رأفت أخو الموجى، واستمررت فيه، ولم آخذ كلام عبدالحليم بمحمل سيئ، لأننى كنت أعشق العندليب الأسمر، حتى إن خلافاتى مع زوجتى فى كثير من الأحيان كانت بسبب سهرى معه كل يوم لصباح اليوم التالى، حيث كان يقولى لى: «ماتسبنيش غير لما النهار يطلع»، ولا أنسى عبدالحليم عندما استضافوه فى أحد البرامج، وسألوه «بتحب تسمع مين» قال لهم: «ماهر العطار».
المطرب الكبير ماهر العطار
كنت المرشح الأول لبطولة فيلم «حسن ونعيمة» أمام السندريلا سعاد حسنى.. فهل جعلك نجاح الفيلم تندم على الاعتذار عنه؟
- لا أنكر أننى بكيت لاعتذارى عنه خاصة بعد النجاح الكبير الذى حققه الفيلم، لأننى تمنيت أن أقدم أغنيتى «رمش عينه» و«الحلو داير شباكها»، خاصة أن الموجى صنع هاتين الأغنيتين خصيصا للفيلم، ومن يقوم بدور «حسن»، كان سيغنيهما، ودعنى أقول لك، إن سعاد حسنى مثلت قبل هذا الفيلم معى فى فيلم بعنوان «هـ 3»، وكان يتواجد به رشدى أباظة، وكان أول تواجد بالفعل لى ولسعاد، ولكن هذا الفيلم اختفى فى ظروف غامضة ولم يلق النجاح وقتها.
وكيف جاء ترشيحك لـ«حسن ونعيمة»، ولماذا اعتذرت عنه؟
- ذهبت لمقابلة الموسيقار محمد عبدالوهاب بعد أن اتصل بى على منزل والدتى، لدرجة أنها أغلقت الهاتف فى وجهه مرتين معتقدة أنه شخص يعاكس من الشارع، حيث كنت قد قابلته فى إحدى الحفلات وأبلغته بأمنيتى بالجلوس أمامه، فذهبت بالفعل وغنيت له إحدى أغانيه وهى «كل ده كان ليه»، فسعد بى، ورشحنى على الفور لفيلم «حسن ونعيمة»، من إنتاجه، وتعاقد معى على فيلمين آخرين، ولكنهما لم يظهرا للنور، أما فيما يتعلق باعتذارى عن الفيلم، ففى البروفات جلست مع مخرج العمل هنرى بركات، وبعد ارتدائى لجلباب فلاحى رفضت شكلى فى هذا الجلباب، لأننى كنت وقتها طالبا فى الجامعة ومثل باقى الشباب أبحث عن المظهر والشياكة، فذهبت لعبدالوهاب وقلت له، سأرشح لك من هو أفضل منى للدور وبالفعل رشحت لهم محرم فؤاد، لأنه كان أحد أصدقائى، وكان عاشقا للغناء مثلى.
وما أقرب أغانيك لقلبك والتى تميل لسماعها حتى الآن؟
- أغنية «عيون»، والتى غناها المطرب محمد منير مرة أخرى منذ فترة قصيرة، وأغنية «داب قلبى» و«دوبونى الغمزتين» و«مين يآمنلك مين» وطبعا أولى أغنياتى «بلغوه».
وهل إعادة تقديم محمد منير لأغنية «عيون» أغضبك؟
- سعدت بها للغاية، لأنه صوت مصرى مميز، فرغم أننى رفضت أن يقدمها منير منذ سنوات طويلة، ولكنى بعد سماعها منه سعدت، لكن توزيعها كان سريعا وغير مناسب لها.
المطرب ماهر العطار يتحدث عن ذكرياته
ومن من نجوم الجيل الحديث تميل لسماعهم؟
- بجانب محمد منير، أحب سماع على الحجار ومدحت صالح ومن الشعبى أحمد عدوية وحكيم.
وما الأخطاء التى وقعت فيها على مدار تاريخك الفنى ومازلت نادما عليها؟
المطرب الشاب أحمد العطل يقبل والده ماهر العطار
- دخولى فى عالم السياسة أخذنى من الفن كثيرا، لأننى عملت عضو مجلس محلى بمحافظة القاهرة عن دائرة عابدين فى ظل انتشارى فنيا ونجاحى، ثم بعدها عملت مستشارا لوزير الثقافة عبدالحميد رضوان، ولكنى تقدمت باستقالتى بعد فترة، بسبب زيارة مفاجئة لرئيس الوزراء عاطف صدقى، حيث سأل عن مستشار الوزير فى الثامنة صباحا، فلم يجدنى بمكتبى، فغضبت لأننى أرفض شغل الموظفين، والالتزام بموعد فى الصباح يوميا، وانشغالى بذلك خلال فترة ما أضاع منى حفلات كثيرة بأوربا وأمريكا، والمغرب، فقد كنت معروفا بهذه الدول، لأننى كنت أقدم حفلات بشكل مستمر لبعض الجاليات هناك.
قدمت جميع ألوان الغناء، الرومانسى والشعبى والوطنى فإلى أيهم تميل،
وما الذى كنت تبحث عنه دائما، التمثيل أم الغناء؟
- أميل للشعبى وللقريب من الشارع، أما فيما يتعلق بحبى الأكبر فكان للغناء وليس التمثيل، وأنا لم أقدم سوى 7 أفلام فقط، لكنى قدمت مئات الأغانى.
ماهر العطار يسرد ذكرياته
تردد كثيرا أنك لم تأخذ حظك من الإعلام،.. هل ترى أنك تعرضت بالفعل لظلم؟
- نعم، بصراحة تعرضت لظلم شديد من الإعلام، وبالتحديد من تليفزيون الدولة، فكنت أثناء متابعتى لشاشة التليفزيون، أجد أن وقت فراغ التليفزيون، والذى يعرض فيه الحفلات القديمة، وهى فترة السهرة وبعد مباريات كرة القدم، كنت ألاحظ أن التليفزيون يتجاهل حفلاتى تماما، فذهبت لمقابلة وزير الإعلام حينذاك وهو صفوت الشريف، ودخلت عليه مكتبه غاضبا، وأخبرته بذلك، فقال لى: «ستعرض حفلاتك أنت من نجومنا الكبار»، ولكن لم يف بوعده، وعرضها مرة واحدة فى ثانى أيام زيارتى له فقط، ثم بعد ذلك عاد الأمر إلى ما هو عليه، وفوجئت بحفلات لمجهولين لا أعرفهم، واكتشفت بعدها أن عرض الحفلات الأرشيفية يتوقف على الدفع من تحت الترابيزة للموظفين هناك، وهذا فعل أرفضه، وما عوضنى وأسعدنى بشدة خلال الأعوام الأخيرة تكريمى من مهرجان الأغنية بالإسكندرية، ففوجئت بهتافات لا توصف بدءا من محافظ الإسكندرية اللواء طارق المهدى حتى أصغر شاب بالصالة، وهذا أعاد لى الحياة مرة أخرى.
المطرب الكبير ماهر العطار
المطرب الشاب أحمد العطار أثناء حواره مع"اليوم السابع"
الزميل عمرو صحصاح مع المطرب الكبير ماهر العطار ونجله أحمد العطار
جانب من الحوار
ماهر العطار
أثناء الحوار
المصور الصحفى سامى وهيب مع المطرب الكبير ماهر العطار
ماهر العطار يتذكر الماضى
أحمد العطار
المطرب الكبير ماهر العطار
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة