وبدأ قداسة البابا تواضروس الثانى صلوات تدشين ثلاثة مذابح جديدة فى كاتدرائية السيدة العذراء بأمستردام، بمشاركة الأنبا أرسانى أسقف هولندا وبلجيكا والأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا والأنبا مكارى الأسقف العام لكنائس شبرا الجنوبية.
تدشين أقدم كنيسة بهولندا بحضور الأنبا أرسانى
وقال البابا، فى كلمة مختصرة قبل التدشين، إن فلسفة التدشين وفكرته تعنى يوما خاصا فى حياة الكنيسة، نبدأ بصلاة الشكر ثم بعض المزامير تعبر عن حلاوة بيت الله ثم سبع أواشى لنذكر كل فئات الشعب ثم نصلى الطلبات وتعبر مردات الشعب عن الرحمة، فيقول كيرياليسون وطلب الرجاء فيقول آمين والفرح فيقول هلليويا.
وأضاف البابا أن التدشين يتم من رشم المذبح بعلامة الصليب من غير ميرون لتقديس المذبح ثم نرفع بخور على المذبح ويمسح بالزيت فيتم التدشين.
كما تحدث قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقصية فى عظة له أثناء زيارته لهولندا التى بدأها الخميس الماضى بعنوان "هل قابلت المسيح" بكاتدرائية فيتوس فى لقائه مع أقباط أمستردام، قدم فيها ثلاثة نماذج من الشخصيات التى التقت السيد المسيح بعد القيامة، وهم مريم المجدلية وتلميذى عمواس ويوحنا الحبيب.
وقال البابا أنا عايز أكلمكم النهاردة فى موضوع بعنوان "هل قابلت المسيح؟!" وهناك شخصيات التقته بعد القيامة مثل، مريم المجدلية وهى كانت تبكى كثيرا بعد صلب السيد المسيح وفى يوم القيامة ذهبت مبكرا للقبر، وكانت تبكى و لم تستطع أن تميز السيد المسيح حين رأته وظنته البستانى، فسألته وهى ترجوه إن كنت قد أخذته فأخبرنى أين وضعته؟! أما هذا الذى ظهر أمامها وكأنه بستانى وهو شخص المسيح القائم فناداها بكلمة واحدة وهى اسمها إذ قال لها: يا مريم وفى هذه اللحظة عرفت المجدلية المسيح من صوته، طوبى لمن يعرف المسيح ويميز صوته ونحن نلتقى بأناس ونتعرض لمواقف كثيرة، فالله يرسل لنا صوته فهو يكلمنا مرة فى الإنجيل ومرة فى كتابات الآباء الروحية ومرة فى العظات والتعاليم، ومازال الله يكلمنا، ترى هل نحن نسمع صوته هل نحن نعرفه.
كلنا يعرف قصة الطفل صموئيل الذى كان الله يكلمه دون أن يميزه، لذا فهو ذهب إلى الكاهن وسأله فقال له حين تسمع الصوت قل تكلم يا رب فإن عبدك سامع.. ترى هل أذنك تميز صوت المسيح، وهو أمر يأتى بالتدرب؟، مثال: حينما نسمع أصوات أحبائنا فى التليفون نميزها بسهولة، مثال آخر: هناك شاب صغير دخل الكنيسة فسمع آية تقول: أن أردت أن تكون كاملا فاذهب وبع كل مالك.
وأضاف البابا أن القديس الأنبا أنطونيوس صار أب جميع الرهبان فى العالم كله، والقصة دى حصلت فى أرض مصر، مريم المجدلية عرفت السيد المسيح من صوته، ترى هل أنت تميز صوت المسيح فى صلواتك؟ لذا أنا أنصح بأن نترك وقتا زائدا حين نصلى عشان تسمع صوت المسيح نجعل الله فى صلواتنا، نحتاج أن نسمع صوته مثلما سمعته المجدلية التى كلفها بمهمة البشارة لتلاميذه بالقيامة.
وتابع البابا أن تلميذى عمواس اثنان ماشيان ذاهبان إلى قرية قريبة وجاء المسيح فى وسط وسار معهم وكلمهم لكن كان هناك شىء ما يتحرك فى قلبهم، ودار بينهم حديث عما جرى للسيد المسيح، فبدأ يشرح لهم من النبوات ما يخص هذه الأحداث، وحينما وصلا للمكان الذى كانا يقصدانه تظاهر بأنه مسافر إلى مكان أبعد فأمسكاه وألزماه أن يبقى معهم، وحين كسر الخبر عرفاه فقال: ألم يكن قلبنا ملتهبا فينا.
البابا تواضروس يدشن أقدم كنيسة بهولندا
وأكد البابا أن هناك من يعرفون الله حين تجلس إليه وتسمع، مثال: قصة الأنبا بيشوى والرهبان حينما طلبوا أن يروا السيد المسيح فأجابهم لطلبهم، وحين جاء الوقت المحدد صعدوا إلى الجبل كل يبحث عن السيد المسيح، ثم التقاهم المسيح فى شكل رجل عجوز فرفضوا أن يأخذوه معهم، إلا القديس الأنبا بيشوى فقبله وحمله على كتفه، إذن يمكنك أن تقابل المسيح فى إنسان مسافر أو عجوز فهل ستعرفه؟ يجب أن يكون لك عشرة معه لكى تعرفه.
وأوضح البابا أن القديس يوحنا الحبيب: إن مجموعة من الصيادين ساهرين فى عملية صيد ولكنهم لم يصطادوا شيئا، رأوا شخصا يقول لهم ألقوا الشباك ناحية اليمين، وحين ألقوها وجدوا كميات كبيرة من السمك، ولم يعرفوه باستثناء القديس يوحنا الحبيب الذى قال لهم: هو الرب فيوحنا كان هو الأقرب له وكان يتكئ على صدره، وحينما سمع بطرس قفز فى المياه لأنه كان يشعر بالخجل منه لأجل الإنكار، وحينما خرجوا من الماء وذهبوا إليه وجدوا أمامه سمكا مشويا، وحينئذ سأل بطرس: أتحبنى فقال له نعم، فقال له ارع خرافى، فسأله مرة ثانية فقال له ارع خرافى، وعندما سأله مرة ثالثة قال له يا رب أنت تعلم أنى أحبك فقال له ارع غنمى، فبطرس الذى أنكر عندما قابل المسيح القائم صار له كارزا وشاهدا وشهيدا وفى استشهاده لم يطلب أن يصلب كسيده فطلب أن يصلب منكس الرأس، لذا فإنك من الممكن أن تقابل المسيح فى مكان عملك مثل التلاميذ ومثل لاوى حينما ذهب إليه السيد المسيح فى مكان عمله وطلب منه أن يتبعه، فالحياة مجموعة من الفرص، والفرص الروحية لابد أن ننتهزها، حين تشعر بحرارة روحية وصوت يقول لك: صل أو اذهب إلى الكنيسة فلا تؤجل لأنها قد تكون فرصة للقاء المسيح.
وأشار البابا أن هذه هى زيارات النعمة التى يخبرنا عنها الآباء، مثال الطفل الصغير الذى تنادى عليه أمه وتطلب منه أن تساعده فى تعديل أوضاع ملابسه، فالطفل يسلم لها نفسه تماما فتقوم الأم بإعادة ملابسه إلى الوضع السليم اللائق، هكذا نحن فلنسلم له حياتنا لكى يدبرها حسب مشيئته.
جانب من تدشين أقدم كنيسة بهولندا
الحضور بصلوات تدشين أقدم كنيسة بهولندا
تدشين أقدم كنيسة بهولندا بحضور مئات الأقباط
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة