الناظر تحت أقدامه إذا أعمل فكره وتدبر ما يدور حوله يجد عجبًا!
حضارات متعددة متنوعة، ظالمة ومعتدلة، فمنها الفرعونية والإغريقية والفارسية والرومانية والإسلامية.
ربما وأنت تسير يكون تحت أقدامك بقايا من هذه الحضارات، سيف مكسور كان يحمله فارسًا مغوارًا شجاعًا، أو جزء من سرير ملك كانت تنحنى له الرقاب، أو بقايا مكحلة كانت تكتحل بها أميرة كان الجميع يتمنى وصالها، وبقايا مواكب أمراء وملوك، وبقايا جيوش.
والكل تحت التراب، الظالم والمظلوم، القاتل والمقتول فى حفرة واحدة قد صارا ترابًا.
لا شىء فى هذه الدنيا يستحق أن نظلم أو نخون أو نتراشا إذن لماذا نخاف؟ سوف يتمدد الخائف بجوار الذى يخاف منه، والجبان لن ينجو من الموت والشجاع كذلك.
سوف تنهار هذه البنايات وتلك العمائر وكأنها ديكور من الورق، وسوف تزول هذه الزخارف وسوف يزول كل ما هو جميل، ولن يبقى إلا شواهد قبور ثم تزول هذه الشواهد فى التراب حتى لا يبقى اسم ولا رسم، لذا علينا الإقبال على الحى الذى لا يموت نعمر هذه الدنيا بالخير وتوحيد الله لا نخشى إلا الله ونقول الحق ولا نخشى فى الله لومة لائم، نبسط أيدينا بالخير والكرم لا نخشى فقرًا ونواجه المحن والنزلات بيقين أن الله هو الرزاق لا تزلزلنا الزلازل ولا النوازل كالجبل الأشم.
وهؤلاء هم أهل الإحسان فى كل زمان يعبدون الله كأنهم يرونه ويتعاملون مع الموت كأنه رفيق حاضر وصاحب مصاحب منذ الميلاد، وهذه النظرات ليست نظرات تشاؤم أو إحباطات ولكن اجتهد فى الدنيا واعمل بجد ونشاط ولكن ليكن يقينك على الله فلن يكون فى كون الله إلا ما أراد الله له أن يكون، فإذا كان ذلك استراحة القلوب وسعدة الأنفس، لعل الله يتقبل منا فنفوز بالدنيا والأخرة .
ورقة وقلم - صورة أرشيفية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة