وقال مزارعون إن إنتاج هذا العام وفير، ولكن نقله من مناطق تشهد توترات أمنية على مدار الساعة، أشبه بمعجزة نظرًا لصعوبة تحركات السيارات ومخاوف الغالبية من تجار الفواكه بالمحافظات من الحضور وشراء ونقل المحصول.
اختفاء الأسواق
واختفى ولأول مرة من منطقة رفح سوق "الماسورة" أشهر أسواق تجميع وبيع الخوخ، بعد أن تم إغلاق هذه المنطقة أمنيًا، وتجمع المزارعين فى منطقتين بديلتين، إحداهما جنوب الطريق الدولى وأخرى شماله فى حين اختفت تمامًا الأسواق الخاصة بتجميع الخوخ التى كانت تنتشر على جانبى الطريق الدولى العريش رفح، وطريق قرية الخروبة كرم القواديس، وطريق الشيخ زويد الجورة.
وقال محمد سلام، أحد المزارعين بالمنطقة: "كنا طوال سنوات سابقة نقوم بجمع المحصول من الشج، ونقله فى سيارات نصف نقل أو بواسطة عربات كارو، بعد تعبئته فى أقفاص تتراوح زنتها مابين 3 إلى 10 كجم، والذهاب به إلى أسواق فيها ينتظرنا التجار القادمون من كل محافظات الجمهورية ويتم تصريف منتجنا، والمزارعون الكبار يستعينون بعمالة وافدة من محافظات الوادى.
وبدوره أوضح محمد أبو عليان أحد أهالى منطقة الماسورة غرب مدينة رفح، أن منطقتهم تتحول خلال شهرى مايو من كل عام إلى تجمع كبير للمزارعين والتجار، وكل طرقها عبارة عن معروض من فواكه الخوخ، كما يصلها المئات من أبناء المحافظات الباحثين عن فرصة عمل فى قطف الثمر وتعبئته، وكذلك التجار الصغار والكبار على حدٍ سواء، وهذا العام لا يوجد أى معالم لهذا السوق حيث يخشى المزارعون وكذلك التجار الاقتراب من المكان نظرًا لخطورته الأمنية خشية أن يطالهم الرصاص المتطاير .
معاناة التجار فى نقل الفواكه
ورغم الصعوبات أصر محمود الصعيدى، تاجر فواكه بسوق العبور، على ألا يقطع عادته السنوية فى جلب الخوخ السيناوى وبيعها بمحلاته بالسوق، وقال إنه تعمل معه 5 سيارات نقل فواكه، وكل عام يكون الوضع أفضل من هذا العام لافتًا إلى أنهم يعانون كثيرًا فى نقل المحصول من رفح والشيخ زويد، والصعوبة تبلغ أشدها فى المسافة من العريش حتى رفح حيث تنتشر العوائق والاضطرار إلى قطع الطريق الذى لا يستغرق 30 دقيقة خلال 3 ساعات وهو ما يضر بالفواكه التى يفترض ألا يمضى عليها 24 ساعة قبل بيعها إلى جانب معوقات عبور قناة السويس حيث أغلق الكوبرى والمرور عبر معديات يستغرق المرور منها أحيانًا من ساعتين إلى 4 ساعات انتظارًا للدور ثم العبور، كما أن بعض السائقين أثناء مروره تعرض لإطلاق النيران المجهول عليه ومنهم من قتل وآخرون أصيبوا وأضيرت سيارتهم وبضاعتهم ففروا من المكان دون العودة.
خسائر بالجملة
أضاف أن خسائرهم كتجار بالغة من فقد هذا الموسم، فضلاً عن توقف أكثر من 2000 سيارة نقل فواكه عن العمل وآلاف من السائقين وكذا العمال باليومية الذين كانوا جميعهم يستفيدون من الموسم بشكل مباشر وغير مباشر.
وقال سالم العيادى، أحد أبناء المنطقة، إن عددًا من الشباب قرروا العمل بنقل فواكه الخوخ بأنفسهم نظرًا للتراجع الشديد فى أعداد التجار القادمين من المحافظات الأخرى وتكدس المنتج.
وأشار إلى أن أسعار الخوخ الذى يباع فى المحافظات بأسعار خيالية يصل سعره فى مناطق إنتاجه للكيلو الواحد من 150 إلى 300 قرش.
مطالب المزارعين والتجار
وأجمع المزارعون والتجار على ضرورة وقوف الجهات المسئولة إلى جانبهم وإيجاد آليه مناسبة لتسويق المنتج ووقف نزيف الخسائر وضياع المنتج، وتصريفه لأنه المحصول الوحيد الذى يحقق دخلاً للأسر فى هذه المناطق.
من جانبه قال عاطف مطر وكيل وزارة الزراعة بشمال سيناء إنه لا تدخل للمديرية فى عمليات البيع والشراء لمحصول الخوخ والمتعارف عليه أن المزارعين يقومون بمعرفتهم ببيعه.
الخوخ السيناوى
الخوخ على الأشجار
تعبئة الخوخ
داخل أحد محلات بيع الخوخ
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة