دراسة لأستاذ بجامعة السلطان قابوس تضع استراتيجية للمواقع الإلكترونية للشركات

الثلاثاء، 07 أبريل 2015 10:34 م
دراسة لأستاذ بجامعة السلطان قابوس تضع استراتيجية للمواقع الإلكترونية للشركات د. سمير محمود
كتب محمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الدكتور سمير محمود أستاذ الصحافة والنشر الإلكترونى بجامعة السلطان قابوس، نائب رئيس تحرير صحيفة الأهرام المسائى إن بعض الشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة فى العالم العربي، ما زالت تنظر بريبة إلى العلاقات العامة الرقمية، ذلك المفهوم غير الواضح فى أذهان بعض التنفيذيين وصناع القرار فى المؤسسات، وأن تلك الكيانات والمؤسسات لم تتجاوز بعد حدود التعرف على المفهوم إلى مرحلة تطبيقاته الواسعة وبالتالى تكتفى هذه الشركات والمؤسسات بمجرد الحضور على شبكة الإنترنت، دون استراتيجيات اتصالية فعالة وواضحة المعالم، ودون التفاعل المباشر مع الجمهور والإعلاميين ووسائل الإعلام على حد سواء.

وأضاف فى بحثه بعنوان " العلاقات العامة الرقمية فى الشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة العمانية" والذى استعرض نتائجه أمام ملتقى العلاقات العامة الرقمية الذى نظمته الجمعية السعودية للعلاقات العامة واحتضنته جامعة الإمام محمد بن سعود خلال 8 – 9 أبريل 2015، أن الشركات والمؤسسات العمانية الحكومية والخاصة لها تجربة فريدة فى ممارسة العلاقات العامة الرقمية، إلا أنها بحاجة لمزيد من الجهد لتطوير هذه التجربة والاستفادة الكاملة من الخصائص التفاعلية التى تتيحها البيئة الرقمية عبر الانترنت، ما يصب فى النهاية مع التحول السريع إلى تطبيقات الحكومة الإلكترونية ذلك التوجه الذى بدأته السلطنة قبل سنوات وقطعت فيه شوطاً معقول إلى الآن.

تناولت الدراسة واقع العلاقات العامة الرقمية فى عينة من شركات ومؤسسات حكومية وخاصة، كحالات تطبيقية فى سلطنة عمان وهي: شركة تنمية نفط عمان، شركة نفط عمان، شركة بريتش بيتروليم – عن قطاع النفط والغاز، بنك مسقط عن القطاع المصرفى، شركة عمانتل عن قطاع الاتصالات، شركة الطيران العمانى- أجنحة عمان عن قطاع النقل والمواصلات، جامعة السلطان قابوس مؤسسة خدمية غير ربحية تمثل قطاع التعليم العالي، ومن خلال تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لهذه الشركات والمؤسسات، طرح بعض التصورات حول واقع العلاقات العامة الرقمية وتطبيقاتها فى سلطنة عمان.
وانتقد أستاذ الصحافة والنشر الإلكترونى بجامعة السلطان قابوس تجاهل مواقع بعض الشركات والمؤسسات للتطورات التى طرأت على صناعة المحتوى الإلكترونى وتحديثه باستمرار، وربط المواقع بجمهور الزوار والمستخدمين والمستفيدين والإعلاميين، مؤكداً أن الحضور النشط للشركات على الانترنت وتوظيفها لشبكات التواصل الاجتماعى ومنها الفيس بوك وتويتر والانستجرام واليوتيوب، كلها منصات مهمة فى تدعيم الصورة الذهنية للشركات والمؤسسات، فضلاً عن دورها فى دعم هوية الشركات وتعزيز علامتها التجارية، إضافة إلى الأدوار التسويقية الترويجية والإعلانية التى تسهم فى التعريف بهذه الكيانات ورفع معدلات المبيعات وتحقيق الربحية أيضاً، وهى جوانب تتجاهلها بعض الشركات التى لم تدخل بعض التطبيقات الرقمية فى معاملاتها ومنها تقديم الطلبات الرقمية والدفع الإلكترونى والتوقيع الإلكترونى وغيرها من التطبيقات التى تواجهها أزمة ثقة وتحديات قانونية واقتصادية وفنية عديدة.

وأكدت الدراسة أن بعض الشركات تعتبر أن مجرد حضورها الشبكى عبر موقعها الإلكترونى على الانترنت هو نهاية المطاف، وبالتالى تكتفى بحضور شكلى، ولا تخصص فرق بشرية إعلامية محترفة ومدربة على التحرير الإلكترونى وتحديث المحتوى على مدار الساعة بآلية إعلامية تفاعلية واضحة، فى وقت تكتفى شركات أخرى بإسناد تلك المهمة الإعلامية بامتياز إلى فرق الدعم الفنى من المختصين بتقنية المعلومات IT، الأمر الذى يفقد مواقع تلك الشركات والمؤسسات للخصائص والسمات الإعلامية الاحترافية، ويحول محتوى المواقع إلى شكل يشبه النشرات الرسمية التقليدية، وبحيث تصبح المواقع نسخة طبق الأصل من المحتوى الورقى التقليدي.

واوصت دراسة أستاذ الصحافة والنشر الإلكترونى بجامعة السلطان قابوس الدكتور سمير محمود، القائمين على مواقع الشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة فى سلطنة عمان، ببذل مزيداً من الجهد فى الموقع الإلكترونى باعتباره وسيلة إعلام واتصال وتسويق وترويج معاً استنادا للقدرات الكبيرة للإنترنت، واتساقاً مع مدخل الاتصالات التسويقية المتكاملة، وذلك للترويج للشركة أو المؤسسة وهويتها وشعارها ومنتجاتها وخدماتها.

كما أوصت بتبنى المواقع الإلكترونية لاستراتيجيات اتصالية واضحة المعالم، وكذلك تبنى نماذج تفاعلية حقيقية وبناءة مع الجمهور ووسائل الإعلام استناداً إلى القدرات التفاعلية الكبيرة للإنترنت، بدل من الحضور الشكلى على الشبكة.

وشددت الدراسة على ضرورة توافق الموقع الإلكترونى للشركة مع المعايير القياسية والمفتوحة، وأن يتوافق مع متصفحى المواقع الإلكترونية عبر الأجهزة اللوحية والجوالة، وهى المسألة التى تغفلها الكثير من الشركات والمؤسسات لدى تصممها لمواقعها الإلكترونية متناسية الأعداد الهائلة من حاملى هذه الأجهزة والذين بدأت حياتهم الرقمية تختصر فى مجرد هاتف ذكى متصل بالإنترنت.

كما أوصت الدراسة بتدعيم مواقع الشركة أو المؤسسة بنظام لإدارة المحتوى، وتلك مهمة إعلامية اتصالية وتقنية معاً، ودون الالتفات ستترك مهمة تحديث الموقع ربما لمسؤولى الدعم الفنى الذين قد يفتقدون معايير التقويم فيما يقدمونه من مواد إعلامية حول الأخبار والأنشطة والخدمات والفعاليات، فضلاً عن صعوبة ترك المهمة لرجال العلاقات والإعلام وحدهم دون فريق دعم فنى يزلل أية مشكلات تقنية تطرأ على الموقع على مدار الساعة ومع كل تحديث أو تزويد جديد. ومن خلال الاعتماد على موظفى الشركة من رجال العلاقات العامة فى بيئة اتصالية رقمية وكذلك رجال الدعم الفنى، تتجنب الشركات والمؤسسات الاعتماد على أطراف ثالثة مكلفة وغير متفرغة.

وأضافت التوصيات ضرورة إعداد وتأهيل فريق من ممارسى العلاقات العامة والاتصالات المؤسسية ليمارس الأدوار الجديدة التى تفرضها العلاقات العامة سواء فى التواصل الرقمى مع وسائل الإعلام أو مع الجمهور أو عبر شبكات التواصل الاجتماعى، وبحيث تكون فى صلب مهامهم مواصلة التحديث للمواقع ولصفحات الشركة على فيس بوك وتويتر ولينكد ان ويوتيوب باستمرار وانستجرام، وكذلك التحاور المنضبط مع جمهور الشركة الداخلى والخارجى من زوار الموقع والصفحات المرتبطة به على شبكات التواصل الاجتماعى، تعزيزاً لمفهوم التفاعلية والشفافية والنزاهة، دون تجاهل الضوابط القانونية والفنية والاعتبارات التسويقية التى لا تؤثر على المركز المالى للشركة سلباً أو إيجاباً، نتيجة تقديم محتوى غير موثوق به أو غير دقيق على المواقع الإلكترونية ,شبكات التواصل الاجتماعى، ما قد ينمى أجواء الشائعات ويعصف تماماً بالهدف من وراء توظيف الانترنت كوسيلة علاقات عامة وإعلام، وهو الهاجس الذى ربما يقف حائلاً دون انتهاج الشركات لنمط مفتوح من التفاعل يتبنى نموذجاً اتصالياً تفاعليا كالذى طرحه كينت وتايلور وجروينج.

كما شددت على الاهتمام بالتسويق الإلكترونى للشركات والمؤسسات وعلاماتها التجارية عبر الانترنت، فوفقا لدراسة أجراها موقع «Simply Measured» والتى أكدت أن 67 بالمائة من أصل أعلى 100 علامة تجارية تستخدم انستجرام، وأن نسبة 16 بالمائة منها بدأت فعليا فى مشاركة ملفات الفيديو، وأكدت الدراسة أن خاصية الفيديو ساهمت فى رفع عدد المستخدمين للتطبيق إذ تجاوز عدد المستخدمين حاجز 130 مليون مستخدم، والذى ساهم أيضا بارتفاع عدد مقاطع الفيديو والصور التسويقية الخاصة بمنتجات الشركات والأفراد، ليعتبر التطبيق أحد أبرز الأدوات التسويقية الحديثة والمنافسة لموقع اليوتيوب كإحدى الشبكات الاجتماعية التى يتم استعمالها فى مجال التسويق والتجارة الإلكترونية، فضلا عن إجراء دراسات موسعة حول مدى جاهزية مسؤولى العلاقات العامة والاتصالات المؤسسية لممارسة العلاقات العامة الرقمية، ومدى جاهزية وسائل الإعلام التقليدية وممثليها للتعامل فى بيئة اتصالية رقمية حديثة، مع ما قد يفرضه ذلك من تحديات أو احتياجات تدريبية.

يذكر أن الدكتور سمير محمود له عدة إصدارات متخصصة ودراسات أكاديمية متنوعة فى بحوث الإعلام والإعلام الجديد وفنون التحرير والإخراج الصحفى والترجمة الإعلامية والتصوير الضوئى، كما رأس تحرير عدة صحف متخصصة فى القاهرة، وعمل فى السنوات الثلاثة الماضية مديراً أعلى للإعلام والعلاقات العامة بشركة (سابك) عملاق البتروكيماويات فى منطقة الشركة الأوسط وأحد الشركات الخمسة الكبار على مستوى العالم فى هذا القطاع الحيوي.











مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة