نغيمش مبارك يكتب: أرض الفيروز سيناء.. آلامها وآمالها

الأربعاء، 29 أبريل 2015 12:05 ص
نغيمش مبارك يكتب: أرض الفيروز سيناء.. آلامها وآمالها سيناء - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تتواتر الأحداث السيئة مسرعة حدثًا يلى الآخر ليضفى على أرض الفيروز حزنًا عميقًا لن تمحوه السنيين فبعدما كانت سيناء تنعم بالهدوء ودفء المكان أمست مضطربة واهنة وغير مستقرة لا يأمن الشخص التحرك فيها بحرية إلا فى أوقات وأماكن محدده نتيجة الإرهاب الأسود، الذى تملكها وأصبح سمة مميزة لها فى الوقت الراهن، ولعل ما يدعوا للتمعن والتدقيق هو استهداف الفئة الباغية من الخارجين على القانون لأقسام الشرطه. الأمر الذى يجعلنا نستنتج بأن هناك عداء كامنا بين هؤلاء ووزارة الداخليه ممثلة فى أقسام الشرطة. وعلى الرغم من قلة عدد من يضمرون العداء للداخلية على خلفية شخصية نجد أن هناك أمورا ومستحدثات أدت إلى استفحال قوتهم وشوكتهم وظهروا على الساحة بقوة. تلك الأمور يأتى فى مقدمتها إرهاصات ثورة يناير وما تخللها من انفلات أمنى غير مسبوق ونقمة أغلب الشعب المصرى على الوزاره أنذاك بسبب معاضدتهم للنظام الحاكم، لكن لم يلبث أن استدرك الشعب الثائر بأن تلك المؤسسة ذات أهمية كبيرة لحيويتها وضروريتها فى أى نظام حتى لا يسود قانون الغاب فتتردى حالة الدولة ومن ثم تضمحل وتتلاشى فلا تقوم لها قائمة وصرح عدد كبير من الثوار بأن الثورة ليست على المؤسسة برمتها ولكن على أشخاص يندرجون تحت عباءتها، ومن ثم تم الوئام وسارت الأمور بطبيعتها بالحفاظ على أحد أهم المؤسسات فى الدولة. لكن على النقيض حافظت تلك القلة المشار إليها على حالة العداء الكامن لتلك المؤسسة لكن المناخ لم يكن مناسبًا للانتقام، لأن الشعب المصرى لفظ النظام السابق وبدأ يبنى الوطن بفكر جديد قائم على المشاركة وتثمين دور المؤسسات بها. وجاءت القشة التى قسمت ظهر البعير بوصول أول رئيس مدنى لحكم مصر ممثلًا عن جماعة الإخوان بمحض الصدفة ذلك بسبب وقوعه فى تنافس مع أحد ركائز النظام السابق، الذى ثار عليه الشعب فكان تصويت الغالبية لممثل الإخوان، وبدون إسهاب فى تلك الحقبة، والتى يعرفها الكثير جاءت ثورة 30 يونيو لتعيد توجيه الدولة على الطريق الصحيح وهنا بدأت شوكة القلة السابقة من كامنى العداء للوطن بمؤسساته وخاصة الداخلية تنمو وتطفوا على السطح لوجود ظهير مساند لها بصورة غير مباشرة ممثلًا فيمن يظنون بأنهم سلبوا حقهم وشرعيتهم فى الاستئثار بحكم مصر وحدهم دون مشاركة لصاحب رؤية أو فكر بناء. وهنا نجد أن هناك عدة عوامل أدت لحالة عدم الاستقرار التى تعيشها سيناء الآن وتتلخص فى النقاط الآتية :-
1- حالة الكره الكامنة لدى بعض الأهالى من جراء سياسة وزارة الداخلية فى فترة حكم الرئيس مبارك وإحساسهم بالظلم واتجاههم لاعتناق الفكر التكفيرى فى غياب تام لدور مؤسسة الأزهر فى منطقة شرق العريش.
2- شعور أنصار الرئيس السابق مرسى بأن حقهم فى رئاسة الدولة (والذى سلب منهم بفعل سياستهم وسعيهم لتمكين أهل الثقة والتغاضى عن أهل الكفاءة وإدارة دولة بحجم مصر بطريقة مشابهة لإدارة الجماعه) أمسى سرابًا لا وجود له، الأمر الذى أدى لحالة من الكره لأى نظام وعدم المبالاة بتعطيل مسيرة الوطن فى سبيل إذلال الشعب لعدم وقوفه إلى جانبهم.
3- حالة التهميش التى تعترى سيناء برمتها وشعور المواطن السيناوى بعدم الاهتمام فى مناطق بعينها أهمها منطقة الوسط وشرق العريش إذا سلمنا بأن بقية المناطق طالتها التنمية بصورة ضئيلة لا ترتقى لتوفير بيئة ومعيشة آدميتين. حتى أن حق المواطنه بات غير موجود وكذا الخدمات الحيويه وأبسطها العبور من المحافظه لأخرى والمعاملة السيئة، التى يجدها المواطن المصرى السيناوى عند الأكمنة، ناهيك عن الحاله المتردية للاتصالات والانقطاع الدائم للشبكات.
4- غياب دور المشايخ وعرضهم لمشكلات الأهالى بدون شفافية محاباة للأنظمة إلا ما رحم ربى. فبعدما كانت دواوين المشايخ والقبائل عامة يناقش فيها المشكلات والمطالب ومن ثم الفصل فيها أن كانت تختص بنزاع قبلى داخلى أو عرضها على المسئولين أن كانت خارج اختصاصه أمست خاوية من ذلك وأصبح من يرتادها عشاق السهر.
5- الدور الخفى التى تلعبه مخابرات بعض الدول فى خلق حالة عدم استقرار فى المنطقه ويأتى على رأس تلك الدول الكيان الصهيونى.

كل العوامل السابقة أوهمت معتنقى الفكر المتطرف(العامل الأول) بأنهم محميون بظهير من الأهالى (العامل الثانى والثالث) ولكنهم واهمون فلا يستساغ أن يتحول النقد البناء لبعض السياسات إلى هدم المعبد رأسًا على عقب وأولى الألباب يثمنون دور الدولة فى الحفاظ على سيناء ولكن لا نريد الحفاظ عليها كصحراء فقط لكن لابد أن تتمثل المحافظة عليها بتنميتها تنمية بشريه كمحور تنموى ثانوى وخلق فرص عمل وبنية تحتيه كمحور رئيسى وطبيعتها وطوبغرافيتها وباطن أرضها وأهلها أهلًا لتحقيق كلا المحورين. وحتى لا أسهب فى السرد لأنين أرض الفيروز أتمنى والكثيرين غيرى أن يتحقق لسيناء آمالها ويتلاشى عنها آلامها.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة