رئيس الكنيسة الأرمينية بلبنان يشكر العرب لاستقبالهم الناجين من الإبادة

أجرى رئيس مجلس الوزراء اللبنانى تمام سلام اتصالاً هاتفيا اليوم بكاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس آرام الأول كيشيشيان (رئيس الكنيسة الأرمينية الأرثوذكسية بلبنان) معرباً له عن مشاعر التعاطف مع الطوائف الأرمنية كافة فى الذكرى المئوية الأليمة للمجازر التى تعرض لها الشعب الأرمنى.

وأكد رئيس الحكومة اللبنانية لآرام الأول أن لبنان يعتزّ بكل مكوناته ويعيش قضاياها وما تحملته تاريخياً من مآس.

كما أعرب سلام عن تقدير جميع اللبنانيين للدور الايجابى والبناء الذى تضطلع به الطوائف الأرمنية كافة فى الاطار الوطنى اللبنانى الجامع بهدف تعزيز وحدتنا وتماسكنا الوطنى.

وقد انطلقت مسيرة من مقر الكنيسة الأرمينية فى منطقة انطلياس الواقعة إلى الشمال من بيروت فى الذكرى المئوية للإبادة الأرمينية، باتجاه برج حمود (حى ذى غالبية أرمينية فى بيروت)، حيث سيقام مهرجان خطابى.. وذلك بدعوة من الاحزاب الأرمينية اللبنانية الثلاثة الهنشاك والطاشناق والرمغافار وتضم حشدا من الفاعليات السياسية اللبنانية والمواطنين، على أن تستتبع بمهرجان خطابى فى الملعب، تلقى خلاله كلمات باللغة العربية للأحزاب الثلاثة.

وترأس آرام الأول قداس على أرواح مليون ونصف المليون من ضحايا، الذكرى المئوية للإبادة، فى حضور وزراء ونواب لبنانيون وأعضاء من السلك الدبلوماسى وفاعليات دينية واجتماعية. ودشن الكاثوليكوس آرام الأول النصب التذكارى الذى أقيم تخليدا للمناسبة والذى يضم رفات بعض ضحايا الإبادة.

وقال خلال القداس ": "اليوم، تشوه تركيا الحقائق التاريخية بإضفاء الطابع الدينى لمطالبتنا بالعدالة. ليس لقضيتنا أى علاقة بالدين. لقد عاش الأرمن مع المسلمين والعرب منذ القرن السابع ميلادى جنبا إلى جنب فى مناطق تواجدهم بإحترام متبادل وتفاهم.

وأضاف "نحن ممتنون لإخواننا العرب الذين فتحوا ديارهم أمام الناجين من الإبادة والمجازر وتقاسموا خبزهم وبيوتهم، أما العالم العربي، وبخاصة لبنان وسوريا، فأصبح مركزا للنهضة الأرمينية.
وأضاف "تركيا ليست عدونا لكن عليها الإعتراف بالإبادة وإحقاق العدالة.

على الجانب الآخر.. بدأت الحركات الإسلامية فى طرابلس حملة مضادة لعملية إحياء الذكرى المئوية للإبادة الأرمينية فى ظل رفض بعض الفعاليات السنية فى لبنان وخاصة طرابلس لقرار تعطيل الدراسة اليوم تضامنا مع الأرمن.. معتبرة أن هناك مبالغة فى طرق الأرمن لإحياء ذكرى المذابح التركية بحقهم التى وقعت خلال الحرب العالمية الأولى عام 1915.

وأفادت تقارير إعلامية بأن رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة فى طرابلس، توفيق دبوسي، تجاوب مع مطلب هيئة "علماء المسلمين" وجزء من المجتمع المدنى الطرابلسى و، وألغى استقبال الغرفة لعروض الفرق الأرمنية.

كما تحاول الهيئة (التى تضم دعاة محسوبين على السلفيين والجماعة الإسلامية) إطلاق "حملة رفع العلم التركى" حيث أرسلت الحكومة التركية عبر سفارتها فى بيروت نحو 10 آلاف علم، كما سيتم بعد غد الأحد 26 إبريل الجارى إحياء ذكرى تحرير مدينة طرابلس من الصليبيين أو ما يُعرف أيضاً بـ"العيد العثمانى".