حسن العاصى يكتب: قصيدة مخمورة

الخميس، 23 أبريل 2015 04:11 م
حسن العاصى يكتب: قصيدة مخمورة صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أغفو مثل أشجار الغابة
لكنى أحلم أكثر منهم
تجدنى أبحث فى أكتاف الموج
عن عنق الريح
كى أطوى غابات السحاب
فوق فراش الحزن
أبحث فى سجن البحر
عن وردة الفانوس
وعن نأى متعثر
مثل قصيدة مخمورة
أبحث فى المدن الأخرى
عن زهرة المطر
تنام على سرير البحر
وأحلم بغيوم تمطر توتًا
تمطر عشبًا
ومواعيد لنوافذ الانتظار

أجد جسدى الطينى
يقف على حدود النجمة
يصبح رأسى باب هواء
تعبر عينى نوافذ عارية
وأجلس حد الصلاة
لأعود إلى العاصفة
كل مساء
مثل جهات دون خطى
فيغفو قلبى فى كهف الصلصال
أتوب من الحلم
وأهمس لنهر الغرباء
خذوا مزامير الرحيل
ودعوا زهد الموت لى
لحظة الانشطار

تغتسل الفراشات بالمرايا
والأجنحة قضبان لا تدرك الظل
يمتد صوت الشمس أبيض
أخفى النهر فى جيبى
يموت التراب وتهجع قبيلتى
ارتدى الغيوم
وهم يبتلعون الوقت
أهدروا المطر فهاجر الفجر
وأتانى حديث الماء عاريًا
تحول حزنى إلى مرآة عتيقة
وبكى الطريق كثيرًا
أنا خلف حلمى
أقايض كوة الموت
بماء الاستغفار

دخلت جلدى المغزول
بلا رأس
تدلَّى وجهى إلى حضن الأرق
كى أنام
تحطَّمت مرايا الرماد
فبقيت فى رفات الجمرة وحدى
كغيمة ثلج
حين غفوت
والتحفت مقبرة المدينة
استيقظت والناس موتى
كانوا على شفا موجة متشردة
وقربان
هذا الوجع حقيقى
مازلت فى مأتم
أتلو تراتيل الأمطار

أوصانى الرصيف فتاهت خطوتى
وأسلمت زادى للدرب
فوأد عينى
دفنت وهمى
تحت ريش الوقت الراقد
جلدنى حارس المركب
بنار الظمأ
يتسلَّل فى سرداب يقينى
فراغًا بحجم مقبرة
أرحل على بعد خيبة
وبضع رماح
وأهبط على مقربة
من نوافد الخوخ
ومن ناى يحترق
لهذه الظلال جوع بأذيال
لهذا الجنون تقاسيم الماء
وعتمة بلا أسوار








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة