وقد تم تسليم مساكن الإيواء الحديث إلى سكان عشش محفوظ، بعد بدء تطوير المنطقة خلال السنوات التى تلت قيام ثورة الـ25 من يناير، بعد تحرير تلك المساكن من أيدى بلطجية، حاولوا الاستيلاء على شقق تلك العمارات بالقوة، عقب قترة الانفلات الأمنى التى شهدتها البلاد.
وعند دخول تلك المساكن يمكن ملاحظة أمرين مهمين، أولهما التشطيب السيئ لتلك المساكن، الأمر الذى أدى إلى تكرار شكوى سكانها من تسرب مياه الصرف عبر أسقف تلك الشقق، وحدوث تشققات بالجدران، وثانيهما، انتقال ثقافة العشوائيات، من عشش محفوظ، إلى هناك.
وقد تم نقل 72 أسرة من عشش محفوظ إلى مساكن الإيواء الجديدة، ورغم تحسن حالهم، من حيث المسكن، فإنهم ما زالوا يعانون من الفقر، وضيق ذات اليد.
تقول زينب رضا، من سكان المساكن: «منطقة عشش محفوظ كان بها «لقمة عيشنا»، فزوجى كهربائى، كان «بيشتغل» على بابا الله، وكان زبائنه يعرفون عنوانه القديم، والآن لم يعد أحد يلجا إليه.
شكوى أخرى تكررت من زينب، والأسر الأخرى، من سكان المساكن، بشأن بعد مدارس أطفالهم عن مساكن الإيواء الجديدة، كما أن المنطقة غير آمنة ليلا، بسبب انتشار البلطجة، وبيع المخدرات.
زينب أكدت أن ضيق المساحة بشقق الإيواء، معاناة إضافية لها ولعائلتها، حيث منحتهم المحافظة شقة واحدة فقط، مقابل تركهم لمنطقة العشش، وفى حين كانت تسكن زينب هى وأولادها ووالدتها وأخوها وزوجته، فى مساحة تعادل ضعفى مساكن الإيواء.
زينب قالت إن أفراد العائلة الآن «ينامون فوق بعضهم البعض»، مما يسبب الكثير من الخلافات والمشاكل. وتشكو عزيزة فهيم، التى تسكن بالدور السادس بمساكن الإيواء، من عدم مراعاة ظروفها الصحية، وسنها، هى ووالدتها، عند توزيع الشقق عليها. «عزيزة» أكدت أنها «أرملة» لا تملك من حطام الحياة شيئا، وتحلم بمساندة والدتها، لإجراء عملية لإزالة المياه البيضاء من عينيها، حتى تتمكن من الإبصار مرة أخرى، وقد لاحظنا تسرب مياه الصرف من سطح مسكنها، خلال الفترة التى قضيناها فى منزلها.
بالقرب من عمارات الإيواء الحديثة، توجد عمارات إيواء أكثر قدما، بنيت خلال فترة الثمانينيات من القرن الماضى، وكان الهدف من بنائها، تسكين سكان العشوائيات بالمحافظة، وتعويض المتضررين عن سقوط بيوتهم.
وتؤكد أمل فتحى، من سكان المساكن، أن المساكن صدر لها قرارات سابقة بإزالتها من قبل المحافظة، وأن المسؤولين وعدوا السكان بالانتقال إلى مساكن الإيواء الحديثة، القريبة من مساكنهم تلك، إلا أن السكان فوجئوا بمنح تلك المساكن الحديثة لسكان عشش محفوظ، بدلا منهم. وتؤكد جيهان زكى، من سكان مساكن الإيواء، أن سكان المساكن لا يلجأون للشكوى، ولا مطالبة المحافظة بحماية أرواحهم، مطالبة المسؤولين بسرعة التحرك لإنقاذهم، قبل أن تنهار العقارات، ويتم انتشالهم كجثث من أسفل الركام. أما مساكن العمال بمنطقة أبوهلال، فقد أنشئت عقب هزيمة 67، لاحتواء مئات المهاجرين، من مدن القناة، وبعد تحقيق نصر أكتوبر لعام 73، عاد سكان تلك المساكن إلى مدنهم، مفضلين بيع شققهم، وتم تملكيها بشكل كامل خلال التسعينيات من القرن الماضى.
وقد باتت تلك المساكن الآن فى حالة يرثى لها، حيث يغزوها البناء العشوائى، وذلك بعد بناء أصحاب الأدوار الأولى، غرفا إضافية، للتوسيع مساحة مساكنهم، أو لزواج أبنائهم.
سكان أبوهلال
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة